وفاة أساتا شاكور عن 78 عاماً ناشطة في حركة التحرر الأسود ومنفية في كوبا

رحلت أسّاتا شاكور، الناشطة المرتبطة بجناح جيش تحرير السود والمقيمة في كوبا على امتداد أربعة عقود، في هفانا عن عمرٍ ناهز الثامنة والسبعين.

عُرفت أيضاً باسم جوان تشيسيمارد، وأعلنت وزارة الخارجية الكوبية يوم الجمعة أن وفاتها في يوم الخميس كانت بسبب مشاكل صحية لم تُفصح تفاصيلها وبسبب «تقدّم السن».

كانت شاكور على لائحة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي كواحدة من «الإرهابيين الأكثر طلباً» لسنواتٍ بعد فرارها عام 1979 من سجن للنساء في نيوجيرسي، حيث كانت تقضي حكماً بالسجن المؤبد إثر إدانتِها بقتل ضابط ولاية نيوجيرسي في تبادل إطلاق نار أودى بحياة الضابط وآخر من الناشطين.

أبت شاكور الاعتراف بارتكاب الجريمة، وأصرت على براءتها، ثم ظهرت مجدداً في كوبا عام 1984 حيث مُنحت لجوءاً سياسياً من قبل الرئيس الراحل فيدل كاسترو.

ولدت باسم JoAnne Deborah Byron في يوليو/تموز 1947 في مدينة نيويورك ونشأت متنقلة بين المدينة ومدينة ويلمنغتون بولاية نورث كارولاينا. كانت خالتاً متبناة ووالمة عرْب لتوباك شاكور الراحل.

دخلت ميدان النشاط السياسي لصالح الحقوق المدنية للأميركيين من أصول إفريقية خلال دراستها الجامعية، وانضمت أولاً إلى حزب الفهود السود، حركة فضّلت المقاومة الجذرية ضد العنصرية وأسست مدارس وخدمات اجتماعية لأبناء الجالية السوداء.

تعرضت الحركة لمراقبةٍ مكثفة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي اعتبرها تهديداً للأمن الداخلي، وما لبثت شاكور أن انتقلت للانخراط في جماعة أكثر تطرفاً تعرف باسم جيش تحرير السود، الذي ضم أفراداً سابقين من حزب الفهود.

في عام 1973، وأثناء سفرها مع زملاء ناشطين، أوقفتهم عناصر من شرطة نيوجيرسي فاندلع تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل الضابط ويرنر فورستر ورفيقها الناشط زيد مالك شاكور، وأصيبت أسّاتا شاكور خلال الحادث.

يقرأ  هجوم طائرة مسيّرة يدمر قافلة مساعدات أممية في دارفور المتأثرة بالمجاعةأخبار

تم توقيفها ومحاكمتها بتهمة القتل، إلا أنها أنكرت إطلاق النار على فورستر واعتبرت محاكمة أمام هيئة محلفين مؤلفة كلياً من البيض بأنها لم تكن عادلة.

وفي مقابلة مع شبكة NBC عام 1998 بُثت من العاصمة الكوبية، قالت إنها فرّت خشيةً على حياتها وإنها «لن تنال العدالة» في الولايات المتحدة.

شكّل وجودها في المنفى الكوبي أحد القضايا الشائكة بين الجزيرة ذات النظام الشيوعي والولايات المتحدة الأميركية.

كانت شاكور أول امرأة تُدرج على لائحة «الإرهابيين الأكثر طلباً» لدى الـFBI، وقد عرضت كلٌّ من الوكالة وحكومة نيوجيرسي مكافأة بقيمة مليون دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليها.

حظيت بشهرةٍ ثقافية أيضاً، فذُكرت اسمها في أعمالٍ موسيقية من بينها أغنية «Rebel Without a Pause» لفرقة Public Enemy عام 1998 و«أغنية لأسّاتا» للفنان رابر Common.

تترك وراءها ابنتها كاكويا شاكور التي كتبت على فيسبوك: «الكلمات تعجز عن وصف عمق الفقد الذي أشعر به في هذه اللحظة».

أضف تعليق