وفاة أسطورة الريغي جيمي كليف عن عمر يناهز ٨١ عاماً

جيمي كليف: رحيل أيقونة الريغي عن 81 عاماً

كان جيمي كليف، واحداً من أبرز وأكثر من رُحّب بهم من دعاة موسيقى الريغي، صوتاً امتدّ تأثيره من جامايكا إلى العالم بأسره عبر أغانٍ خلّدت مسيرته مثل «عالم رائع وشعب جميل»، «الأنهار العديدة للعبور»، و«يمكنك تحقيق ما تريد إن رغبت حقًا».

أعلنت زوجته، لطيفة تشامبرز، عبر بيان نشرته على إنستغرام نبأ وفاته، قائلة: «ببالغ الحزن أخبركم أن زوجي، جيمي كليف، قد انتقل إثر نوبة تقيؤ تلتها إصابة بالتهاب رئوي». وأضافت: «أشعر بالامتنان لعائلته، ولأصدقائه، ولزملائه الفنانين ولكل من شارك معه هذا الطريق. ولجمهوره في أنحاء العالم: اعلموا أن دعمكم كان طاقته طوال مسيرته. جيمي، يا حبيبي، فلترقد بسلام. سأحترم رغباتك». ختمت الرسالة بتوقيع أطفالهما: ليلتي وآكين.

ولد جيمس تشامبرز عام 1944 ونشأ في فقر مدقع كالثامن من بين تسعة أطفال في رعية سانت جيمس في جامايكا. تمتّع بصوت رخو وعذب فبدأ الغناء في كنيسة الحي وهو في السادسة من عمره. وفي سن الرابعة عشرة انتقل إلى كينغستون وتبنّى لقب «كليف» ليعبّر عن الطموح في بلوغ قمم الشهرة.

سجّل عدة أغنيات منفردة قبل أن يتصدر قوائم جامايكا بأغنيته الخاصة «إعصار هاتي». وفي عام 1965 رحل إلى لندن للعمل مع شركة آيلاند ريكوردز، التي ستصبح لاحقاً مهداً لبوبي مارلي، لكن محاولات الشركة لتكييف صوته لذوق جماهير الروك لم تكلل بالنجاح فوراً. جاء الاختراق الحقيقي في 1969 بأغنية «عالم رائع وشعب جميل» ذات النبرة المتفائلة، وبأغنية أكثر اشتباهاً سياسياً بعنوان «فيتنام» التي وصفها بوب ديلان بأنها «أفضل أغنية احتجاج كُتبت».

تحكي كلمات «فيتنام» قصة جندي يكتب من ساحة الحرب ليطمئن والدته بأنه سيعود قريباً، فتصلها في اليوم التالي برقية تُعلِن موته — مشهد مؤثر جسّد مرارة الصراع وتبعاته.

يقرأ  إسرائيل تقصف مدينة غزة، فيما بريطانيا وحلفاؤها يدعون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء «المجاعة المتفاقمة»

عُدّت مشاركته السينمائية في فيلم الجريمة عام 1972 The Harder They Come (الذي كتب خصيصاً له) بمثابة نقطة تحول؛ فقد أدى دور إيفان مارتن، الشاب الباحث عن فرصة في صناعة موسيقية فاسدة، وصار الفيلم حجر زاوية في السينما الجامايكية ومفتاح تعريف أمريكا بموسيقى الريغي. اضطلع كليف بأربع أغنيات من موسيقى الفيلم، بينها الترنيمة الروحية «الأنهار العديدة للعبور» التي عبّرت عن أيامه الأولى كمطرب كافح في بريطانيا.

تذكّر كليف أنه كان في مقتبل العمر حين دخل عالم الموسيقى: «كنت مفعماً بالحيوية، ظننت أنني سأنال مكاناً بين البيتلز والرولينغ ستونز. لكن الواقع كان مختلفاً — كنت أجول الأندية دون أن أحقق اختراقاً. كان الإحباط يوقود الأغنية». وبدلاً من ذلك، منح الفيلم وساونتراكه له اعترافاً دولياً، حتى وضعته مجلة رولينغ ستون ضمن أفضل 500 ألبوم على الإطلاق.

خلال الثمانينيات تعاون مع فرقة الرولينغ ستونز في ألبومهم، وعاد إلى قوائم الولايات المتحدة في 1993 بأدائه لأغنية «أستطيع أن أرى بوضوح الآن» ضمن موسيقى فيلم «السباقات الباردة» الذي سرد مغامرات فريق جامايكا للزانزل.

ضمّت قائمة إنجازاته ألبوماً حائزا على جائزة غرامي وعناوين لاحقة مثل Cliff Hanger (1985) وRebirth (2012) الذي اعتُبر عودة حنينية إلى أسلوبه. وفي 2010 نال شرف إدخاله الى قاعة مشاهير الروك آند رول، ووصفه حينها بأنه «قمة من الإثارة والشرف». وكما قال وائل كليف (من فرقة فيجيز) عند تقديمه: «عندما رأينا جيمي كليف رأينا أنفسنا».

استمر كليف في الغناء والجولة حتى سنّ متأخر، فقدم أمسية أسطورية في جلاستونبري 2003 وكسب جمهوراً جديداً في مهرجان كوتشيلا 2010. وقد مُنح في أكتوبر 2003 وسام الاستحقاق الوطني لجامايكا تقديراً لمساهماته في الموسيقى والثقافة.

لكن بالنسبة له، كانت العلاقة مع المستمعين أهم من كل الأوسمة؛ فقد روى لمذيعي إذاعة NPR في 2012 قصة معجِب أخبره أنه ترك المدرسة ثم عاد بفضل أغنية «يمكنك تحقيق ما تريد إن رغبت حقًا»، والآن أصبح معلماً يستخدم الأغنية مع طلابه — وقال كليف إن هذا هو معنى النجاح الحقيقي.

يقرأ  الصين تكشف عن منظومات أسلحة متطورة في استعراض عسكري ضخمبمناسبة ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية (أخبار عسكرية)

ترك جيمي كليف وراءه إرثاً فنياً وثقافياً غنياً، وصوتاً ظل مصدر إلهام لأجيال عبر العالم، وانه مثال حي على أن الكفاح والأمل يمكن أن يلتقيا في أغنية واحدة.أحّباءه وعشيرته ومحبّوه سيحفظون ذلك الصوت والرسالة التي حملها طوال حياته.

أضف تعليق