وفاة أسطورة الملاكمة ريكي هاتون عن عمر يناهز 46 عاماً في منزله بمدينة مانشستر

توفي بطل العالم السابق في الملاكمة، ريكّي هاتون، أحد أكثر وجوه الرياضة محبة وشعبية، عن عمر يناهز 46 عاماً.

عُثر على هاتون متوفى في منزله بمقاطعة مانشتسر الكبرى، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة البريطانية. وأكدت شرطة مانشستر الكبرى أن الوفاة لا تُعامل على أنها حادث مريب.

انهالت التعازي من عالم الملاكمة ومن خارجها مع وفاة نجمٍ أحبّه الجمهور.

كتب البطل السابق أمير خان على فيسبوك: «فقدنا اليوم ليس فقط أحد أعظم ملاكمِي بريطانيا، بل صديقاً ومرشداً ومحارباً، ريكّي هاتون».

نشر تايسون فيوري على إنستغرام: «رحم الله الأسطورة ريكّي هاتون، رحمه الله. لن يكون هناك أبداً سوى ريكّي هاتون. لا أصدق هذا، كان صغيراً في العمر». وشارك شقيقه ماثيو قائلاً: «أحبك يا ريتشارد».

تأتي وفاة هاتون بعد شهرين فقط من إعلانه عن عودة مفاجئة للملاكمة، مع مباراة مقررة في ديسمبر في دبي ضد إيسا آل داه، بعد تقاعد استمر نحو عقد منذ هزيمته عام 2012 أمام فياتشيسلاف سينشينكو.

خلال مسيرته اللامعة، نال هاتون ألقاب العالم في وزن خفيف–الخفيف ووزن الويلتر، وواجه عمالقة في الحلبة مثل كوستيا تسيو، فلويد مايويذر، وماني باكياو.

أشاد باكياو به قائلاً: «لم يكن مقاتلاً عظيماً داخل الحلبة فحسب، بل كان أيضاً شجاعاً وطيب القلب في الحياة. قاتل ريكّي بشجاعة، ليس فقط في الحلبة، بل في مسيرته الحياتية. خاض نزالاً عظيماً، ونحن جميعاً محظوظون لأننا كنا جزءاً من رحلته الرائعة».

جاذبية هاتون الجماهيرية، إلى جانب أسلوبه القتالي الهجومي وصراحته في مواجهة مشكلات الوزن بين المباريات، أكسبته قاعدة جماهيرية عريضة. وعلّق نجم كرة القدم واين روني: «حزين للغاية. أسطورة، ومحارب، وإنسان رائع».

بعد اعتزاله، تكلم هاتون بصراحة عن تحدياته النفسية.

يقرأ  إصابة عنصرين من الشرطة أثناء مطاردة في جنوب ألمانيا

وقال خان معبّراً: «كمقاتلين، نخبر أنفسنا أننا أقوياء — نتدرب، نتعرق، نتلقى الضربات وننهض. لكن أحياناً يكون أصعب قتال هو ذلك الذي يدور في الصمت، في العقل».

جاءت اللحظة الفاصلة في مسيرته عام 2005 عندما هزم القوي كوستيا تسيو وحصل على لقب العالم للوزن الخفيف–الخفيف لدى الاتحاد الدولي للملاكمة أمام 22 ألف متفرج في مانشستر، ما رفعه إلى مرتبة نجومية دولية وجعل آلاف المشجعين البريطانيين يتهافتون لمرافقته إلى الولايات المتحدة في أهم نزالاته.

وصفه مدربه السابق فرانك وارن بأنه «موهوب بشكل باهر» وشخص ألهَم جيلاً من الملاكمين والمشجعين بطريقة لم يفعلها كثيرون قبله.

على الرغم من تعرضه لأول هزيمة في مسيرته أمام مايويذر في 2007 وخسارته لاحقاً أمام باكياو في 2009، اعتُبرت عودته في 2012 بعد معركة مع الاكتئاب والمشكلات مع الكحول وزيادة الوزن انتصاراً شخصياً على الرغم من أنها انتهت بهزيمة.

كان هاتون مشجعاً مخلصاً لنادي مانشستر سيتي، وقد تُكرّم قبل مباراة الدربي الأخيرة ضد مانشستر يونايتد بدقيقة تصفيق من المشجعين من الطرفين. وجاء في بيان مانشستر سيتي: «كان ريكّي واحداً من أكثر مشجعي سيتي حباً وتقديراً، وسيُتذكر دائماً لمسيرته البراقة في الملاكمة التي شهدت فوزه بألقاب عالمية في وزن الويلتر ووزن الخفيف–الخفيف».

وقبل وفاته، حقق هاتون نجاحات كمدرب، حيث قاد جانات جاكيانوف إلى لقب بطولة العالم لوزن الديك عام 2017، ما أضاف صفحة جديدة إلى إرثه في الرياضة كمدربن ومُلهم للآخرين.

أضف تعليق