وفاة ناشطة أرجنتينية في حقوق الإنسان عن عمرٍ ناهز ١٠٦ أعوام

أعلنت منظمتها وفاة الناشطة الأرجنتينية في مجال حقوق الإنسان روزا روشينبليت عن عمر يناهز 106 أعوام.

كانت روشينبليت رئيسة فخرية وعضوة مؤسسة في جمعية «جدّات بلازا دي مايو»، المجموعة التي كرّست جهودها للبحث عن الأطفال الذين اختُطفوا خلال ديكتاتورية الجيش في الأرجنتين بين 1976 و1983.

وقالت الحملة في بيان: «ليس لدينا إلا كلمات امتنان لتفانيها… وللحُبّ الذي بحثت به عن أحفادها حتى النهاية».

قُتل أو اختفى قسرًا نحو 30 ألف شخص خلال ما عُرف بـ«الحرب القذرة» في الأرجنتين. وقد اختُطف أطفال من مناضلين معارضين وُسُلِّموا لاحقًا للتبني غير الشرعي.

ولدت روزا روشينبليت عام 1919 في مويسيس فييِّي، بلدة يهودية للمهاجرين في وسط الأرجنتين. عملت بقابلة ثم انتقلت إلى بوينس آيرس عام 1949 وتزوجت هناك عام 1951.

بعد انقلاب مارس 1976، شرعت الجونتا العسكرية في محو المعارضة. اختُطف عشرات الآلاف من النشطاء في مداهمات ونُقلوا إلى مراكز اعتقال وتعذيب سرية.

كثيرون أُلقي بهم في البحر في ما عرف بـ«رحلات الموت». ويُقدّر أن نحو 500 من الرضع قد سُرِقوا.

اختُطفت ابنتها الحامل باتريسيا وزوجها خوسيه بيريز روخو وحفيدتهما ماريانا البالغة من العمر 15 شهراً سنة 1978؛ كان الزوجان ناشطين يساريين.

نُقِل أفراد الأسرة إلى مدرسة عُرفت باسم «إسما» التي كانت أكبر مركز اعتقال في بوينس آيرس.

أُبقيت باتريسيا على قيد الحياة مدة كافية لتُلِد طفلها في قبو. لم تُعثر على جثتي الزوجين، وأُعيدت ماريانا إلى روزا لتربيها.

أما المولود فتم تسليمه لتربيته إلى ضابط استخبارات في سلاح الجو.

بعد اختطاف أسرتها انضمت روزا إلى «جدّات بلازا دي مايو» وشغلت منصب أمين الصندوق ست سنوات قبل أن تعمل كنائبة رئيسة من 1989 حتى 2022.

يقرأ  الكوميديا والشجاعة: حياة وموت محمود شُرّاب من غزة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

تمكنت شقيقتها ماريانا وفريق الجمعية من تتبّع ابنها عام 2000. أُعطي اسم غييرمو فرانسيسكو غوميز من قبل والدي التبني: فرانسيسكو غوميز وتيودورا خُفري.

التقت العائلة من جديد بعد تأكيد صلاتهم جينيًا عبر فحوص الحمض النووي.

حضرت روشينبليت قاعة المحكمة عام 2016 عندما حُكم على غوميز بالسجن مدى الحياة بتهمة اختطاف غييرمو. أما خُفري فحُكمت عليها منفردةً بالسجن ثلاث سنوات.

في وقت لاحق من السنة نفسها حُكم على عمر جرافيغنا، رئيس سلاح الجو السابق، والضابط السابق لويس تريّو بالسجن 25 سنة لتورطهما في اختطاف وتعذيب باتريسيا وخوسيه. وكانا من بين مئات العسكريين والقادة الذين حوكموا بتهم انتهاكات حقوق الإنسان.

في سن السادسة والتسعين حضرت روزا المحاكمة مع غييرمو وماريانا.

وبعد سنة قالت لوكالة الأنباء «أ ف ب»: «هذه الجائحة لا تندمل أبداً… أما أن أقول إنني سأتوقّف؟ لا، لن أتوقف أبداً».

تُقدر إعادة لم شمل نحو 140 طفلاً مع أهلهم البيولوجيين بفضل عمل منظمات مثل «جدّات بلازا دي مايو»، في حين لا يزال المئات مفقودين.

قالت روزا: «نحن نناضل لكن الأبطال هم أولادنا الذين ثاروا على ديكتاتورية قاسية وقدموا حياتهم من أجل بلد أفضل».

يعمل غييرمو كمحامٍ في حقوق الإنسان ويتعاون مع جمعية جدّات بلازا دي مايو مواصلاً إرث جدّته.

نشر غييرمو على منصة X يوم السبت قائلاً: «رحلت جدّتي، وبالرغم من الحزن الذي أشعر به، يواسيَني أن أفكّر أنه بعد 46 عاماً اجتمعت من جديد مع أمي ومع حبّها العظيم، جدي بنجمين».

تخلّف روزا روشينبليت أيضاً حفيدتها ماريانا إيفا بيريز، الكاتبة والمسرحية والأكاديمية.

أضف تعليق