محتجون إسرائيليون يطالبون بوقف إطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى، في وقت تكثف فيه القوات العسكرية قصفها لقطاع غزة ما أسفر عن مقتل عشرات.
تطلع عشرات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء اسرائيل، مطالبين بالإفراج عن المختطفين المحتجزين في غزة وبوضع حد فوري للحرب المستمرة على القطاع المحاصر.
أغلق المتظاهرون طرقاً رئيسية يوم الثلاثاء في تل أبيب ومدن أخرى، حاملين صوراً للأسرى الذين اختُطفوا خلال اعتداء 7 أكتوبر 2023، ومطالبين بوقف فوري لإطلاق النار.
اجتمع المئات أمام مبنى وزارة الدفاع في وسط تل أبيب في ما عُرف بـ«يوم التعطيل»، ونظّمته عائلات المختطفين التي تتهم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتخلي عن أقاربهم.
وقالت عيناف زنجوكِر، التي لا يزال ابنها ماتان (25 عاماً) محتجزاً في غزة: «لمدة 690 يوماً، تقود الحكومة حرباً بلا هدف واضح. كان بإمكاننا إنقاذ الرهائن والجنود، لكن رئيس الوزراء اختار، مراراً وتكراراً، التضحية بالمدنيين من أجل حكمه».
ودعا روبي تشن، والد إيتاي تشن (21 عاماً)، الجندي الأمريكي‑الإسرائيلي الذي يُحتفظ بجسده في غزة، المسؤولين إلى استئناف المفاوضات. قال: «عودوا إلى طاولة المفاوضات. هناك صفقة جيدة على الطاولة… يمكننا إنجاز صفقة لإعادة جميع المختطفين».
ورغم تزايد الإدانة الدولية وتصريحات وكالات الإغاثة وتصنيف التكامل الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة بإعلان وجود مجاعة، تواصل إسرائيل شن هجوم جديد على مدينة غزة.
وذكر تقرير إعلامي أن رئيس الأركان الإسرائيلي قال إن «صفقة كانت على الطاولة»، وأضاف أن الهجوم لاحتلال مدينة غزة سيشكل «خطراً كبيراً» يهدد حياة المختطفين. ونُقل عن رئيس الأركان اللواء إيال زامير أثناء زيارته لقاعدة حيفا البحرية قوله: «الآن الأمر بيد نتنياهو».
رفع أحد المتظاهرين لافتة تصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بينما لوّح آخرون بالأعلام الإسرائيلية خلال تجمع للمطالبة بوقف فوري للحرب.
تزامنت المظاهرات مع تكثيف يُوصف بإبادة جماعية في غزة، حسب مراقبين، وفيما كشفت دراسة استقصائية جديدة أجرتها مجموعة بحثية إسرائيلية عن تأييد واسع بين اليهود الإسرائيليين للقول إنه «لا أبرياء في قطاع غزة».
وأظهرت الاستطلاعات التي أجرتها مجموعة aChord في جامعة العبرية أن 76% من المستطلعين اليهود‑الإسرائيليين اتفقوا جزئياً أو كلياً مع العبارة القائلة إنه لا يمكن اعتبار المدنيين في غزة أبرياء. وحتى بين الناخبين المؤيدين لأحزاب المعارضة، أيد نحو 47% العبارة بشكل كامل. واعتبر الباحثون أن النتائج تبرز قبولاً مجتمعياً متجذراً للحملة العسكرية المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 62 ألف فلسطيني ودمرت مساحات واسعة من غزة.
وعلّق الباحث رون جيرليتز على النتائج قائلاً: «هذه نتائج صعبة. إنها تسلط الضوء على العدد الهائل من المدنيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في الحرب في غزة».
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عشرات المتظاهرين احتجوا أمام مطعم في القدس كان يستضيف فعالية لمجلس بنيامين الإقليمي، الذي يشرف على عشرات المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، وهتف المحتجون: «هم يتضورون جوعاً وأنتم تحتفلون».
قالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 64 فلسطينياً قُتلوا في غارات إسرائيلية منذ الفجر، من بينهم 13 قُتلوا برصاص أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات ضرورية.
ويأوي نصف سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة في مدينة غزة، بينما تتكدس آلاف العائلات الآن في المناطق الساحلية أو تهرب جنوباً إلى المخيمات في وسط القطاع ومنطقة المواسي.