آلاف يتجمعون في احتجاجات «لا للملوك» المناهضة لترامب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة

أكثر من ٢٦٠٠ تجمع مخطط لها في مدن كبيرة وصغيرة، نظّمها مئات الشركاء في الائتلاف.

تجمّع متظاهرون في عدة مدن أميركية للاحتجاج في مسيرات حملت عنوان «لا للملوك» رفضًا لسياسات الرئيس دونالد ترمب في ملفي الهجرة والتعليم والأمن، وقال المنظّمون إنهم يتوقّعون أكثر من ٢٦٠٠ فعالية على امتداد البلاد.

تعد مسيرة السبت ثالث تحشيد جماهيري منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وتأتي في ظل إغلاق حكومي لم يقف عند تعطيل برامج وخدمات فيدرالية فحسب، بل يمسّ توازن السلطات الأساسية حين يتصادم تنفيذ رئاسي قوي مع الكونغرس والمحاكم بطرق يصفها المنظمون بأنها مؤشرات على انزلاق نحو الشكل السلطوي في الولايات المتحدة.

بدا الحراك دوليًا أيضًا، إذ انطلقت تظاهرات صغيرة أمام السفارة الأميركية في لندن، وتجمّعات أوسع في مدريد وبرشلونة.

بحلول صباح السبت في شمال فرجينيا، كان كثير من المحتجين يسيرون على الجسور العلوية فوق الطرق المؤدية إلى واشنطن العاصمة.

الكثيرون غاضبون بشكل خاص من محاولات تشويه دوافعهم في النزول إلى الشوارع؛ في بيذيسدا بولاية ماريلاند رفع أحدهم لافتة كتب عليها: «لا شيء أكثر وطنية من الاحتجاج».

ترمب نفسه بعيد عن واشنطن في مقرّ إقامته مارا-لاجو في فلوريدا.

قال ترمب في مقابلة مع فوكس نيوز بُثّت يوم الجمعة: «يقولون إنهم يسمّونني ملكًا. لست بملك».

تُنظّم مئات الشراكات الائتلافية أكثر من ٢٦٠٠ تجمع يوم السبت في مدن شتّى.

حراك معارض متنامٍ

في حين أن احتجاجات سابقة هذا العام — ضد تقليصات إلون ماسك في الربيع، ثم رداً على موكب ترمب العسكري في يونيو — جذبت حشودًا، يقول المنظّمون إن هذا الحدث يبني حركة معارضة أكثر توحيدًا.

انضمّ إليهم كبار الديمقراطيين مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، والسيناتور المستقل بيرني ساندرز، في ما يرى المنظّمون أنه ترياق لسياسات ترمب، من حزم الإدارة لحرية التعبير إلى حملات المداهمات ذات الطابع العسكري ضد المهاجرين.

يقرأ  خمس خلاصات محورية من لقاء ترامب وستارمر في المملكة المتحدةأخبار سياسية

قال عزرا ليفين، أحد مؤسسي حركة Indivisible التي تقف من منظمي اليوم: «لا تهديد أعظم للنظام السلطوي من قوة الشعب الوطنية».

قُدِر عدد آلاف المتجمّعين في ميدان التايمز في نيويورك قبل الظهر، وهم يهتفون «يجب أن يرحل ترمب الآن».

قال اتحاد الحريات المدنية الأميركي إنه قدّم تدريبًا قانونيًا لعشرات الآلاف ممن سيعملون كمنظّمين وممرّين في المسيرات، وتلقّى هؤلاء أيضًا تدريبًا على خفض التصعيد.

سعى الجمهوريون إلى تصوير المشاركين في مسيرات السبت كقوى متطرفة خارجة عن التيار العام للسياسة الأميركية، واعتبروا أن هذه المسيرات سبب رئيسي في استمرار الإغلاق الحكومي، الذي دخل يومه الثامن عشر.

من البيت الأبيض إلى هضبة الكابيتول، وصف قادة الحزب الجمهوري المشاركين بأنهم «شيوعيون» و«ماركسيون».

اتهموا قادة الديمقراطيين، بمن فيهم شومر، بأنهم رهائن للتيار اليساري المتطرف ومستعدون للإبقاء على الإغلاق لإرضاء تلك القوى الليبرالية.

قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون في تصريح له: «أدعوكم لمشاهدة ما نسميه مسيرة كراهية أميركا — التي ستُقام يوم السبت».

وأضاف جونسون: «لنرَ من سيحضر»، مُعدّدًا مجموعات مثل «أنصار الأنتيفا» و«رافضي الرأسمالية» و«ماركسيين بوضوح».

في منشور على فيسبوك، وصف مرشّح رئاسي سابق، ساندرز، الحدث بأنه «مسيرة حب لأميركا».

توقّعت دانا فيشر، أستاذة في الجامعة الأميركية في واشنطن ومؤلفة عدة كتب عن النشاط السياسي في الولايات المتحدة، أن تشهد يوم السبت أكبر حضور احتجاجي في التاريخ الأميركي الحديث — توقّعت مشاركة أكثر من ثلاثة ملايين شخص بناءً على التسجيلات ومعدلات المشاركة في فعاليات يونيو.

قالت فيشر: «الهدف الرئيسي ليوم العمل هذا هو خلق إحساس بهوية جماعية بين كل الناس الذين يشعرون بأنهم مضطهدون أو قلقون بسبب إدارة ترمب وسياساتها. لن يغيّر ذلك سياسات ترمب مباشرة، لكنه قد يمنح جرأة للمسؤولين المنتخبين على كل المستويات والوقوف ضده».

يقرأ  طقم «ديكودر كيدز» للصوتيات: نقلة نوعية في اكتساب مهارات القراءة

أضف تعليق