اعتقالات قبل الانتخابات العامة في نوفمبر
نُشِر في 31 أكتوبر 2025
أعلنت قيادة القوات المسلحة في غينيا-بيساو عن توقيف مجموعة من ضباط الجيش بتهم السعي إلى تنفيذ انقلاب، في خطوة جرت قبل انطلاق الحملة الانتخابية العامة المرتقبة في البلاد.
أوضحت المصادر العسكرية أن المخالفة المزعومة شملت عدة ضباط رفيعي المستوى أُبلغ عن فقدان أثرهم منذ يوم الإثنين، فيما أُعلن عن إحباط المخطط مع اقتراب موعد بدء الحملة الانتخابية.
«لقد أحبطنا محاولة قلب النظام الدستوري»، قال الجنرال مامادو تور كورما، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة. وأكدت مذكرة لهيئة الأركان أن «هذه الحادثة المؤسفة، التي تضم بعض الجنرالات والضباط الكبار في قواتنا المسلحة، تُعرّض السلم والاستقرار اللذين نحتاجهما للتنمية الاقتصادية واجتذاب الاستثمارات الأجنبية للخطر».
وذكرت القوات المسلحة أن المحاولة قادها مدير مدرسة عسكرية للتدريب، وهو اللواء دهابا نوالنا، بدعم من عدد من الجنرالات والضباط الكبار. ولم تكشف قيادة الجيش عن جميع أسماء المحتجزين، لكنها أشارت إلى اعتقال نوالنا بالإضافة إلى القائدين دومينغوس نانكي وماريو ميدانا، الذين نُقل عن اقتيادهم من منازلهم في العاصمة بيساو يوم الخميس.
لم تُوضح السلطات مصير المتهمين أو عدد الأشخاص المشتبه بتورطهم، وفي حال تأكد، سيكون هذا ثاني محاولة انقلاب معروفة تستهدف الرئيس القائم أمارو سيسوكو إمبالو، الذي تولى السلطة عام 2020 بعد محاولة مماثلة تأججت في ديسمبر 2023.
«لن يُسمح بالفوضى»
تأتي هذه التطورات في ظل جدل واسع حول ولاية إمبالو مع اقتراب الانتخابات العامة المقررة في 23 نوفمبر. وقال كورما إن «هذه محاولة جديدة لقلب النظام الدستوري، عشية بدء الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية والرئاسية»، فيما يبدأ الترويج السياسي يوم السبت في بلد يُتوقع أن تهيمن عليه شخصية الرئيس بعد استبعاد المعارضة الرئيسية من السباق.
وأضاف إمبالو للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن «لا تساهل مع الفوضى»، مؤكداً أن «الحكومة اتخذت كل التدابير الضرورية لضمان أمن كل مرشح خلال هذه الحملة».
ويخوض الصراع حول شرعية الولاية الرئاسية مراحل حادة؛ فالمعارضة ترى أن فترة إمبالو الخمسية انتهت أواخر فبراير، في حين قضت المحكمة العليا بأن ولايته تنتهي في 4 سبتمبر. وفي مارس أعلن إمبالو نيته الترشح لولاية ثانية في نوفمبر، متراجعاً عن تعهده السابق بالانسحاب.
رفضت قوى المعارضة الاعتراف بإمبالو رئيساً، وغادرت بعثة لكتلة إقليمية غربية أُرسلت في مارس للمساعدة على حل الأزمة البلاد بشكل مفاجئ، بعدما قالت إنها تعرّضت لتهديدات بالطرد من قبل حكومة إمبالو.
سجل من الانقلابات
تعاني غينيا-بيساو من مسلسل انقلابات متعاقبة منذ الاستقلال عن البرتغال عام 1974، لكن منذ انتخابات 2014 بدأت البلاد، الناطقة باللغة البرتغالية، تسلك مساراً نحو حكم القانون ومحاولات الاستقرار السياسي.