أخبار غزة مقتل ثلاثة على الأقل بضربات إسرائيلية، والآلاف يعانون فيضاناتٍ جارفة

قُتل ما لا يقل عن ثلاثة فلسطينيين في قطاع غزة بينما عانى القطاع الساحلي من فيضانات غزيرة ضربت مخيّمات مؤقتة رديئة الإقامة تؤوي آلاف النازحين الذين حُرموا من مأوى لائق بسبب استمرار إسرائيل في تقييد وصول المساعدات الإنسانية.

مصدر في مجمّع ناصر الطبي أخبر الجزيرة يوم الأحد أن ثلاثة قُتلوا جراء قصف إسرائيلي شرق خان يونس جنوب غزة. في اليوم ذاته، استهدفت الضربات أيضاً حيّ الزيتون في مدينة غزة ومناطق قرب مدينة رفح جنوباً.

تغطية الميدان من مدينة غزة تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي ما يزال يستهدف مواقع داخل ما يُسمى «الخط الأصفر»، الذي يحدّد مناطق انسحاب القوات بموجب اتفاق وقف النار. وتقع الأسر القريبة من هذا الخط في وضع يزداد سوءاً، إذ تواصل القوات هدم مبانٍ سكنية وإثارة حالة من الذعر بينما يكافح الناس أمواج الأمطار الغزيرة التي غمرت الملاجئ المؤقتة.

أوضحت تقارير وكالة أونروا (اونروا) أن حوالى 13 ألف عائلة في غزة، دُمّرت منازلها خلال سنتين من القصف العشوائي، الآن معرضة لدرجات حرارة دون الصفر وغارقة في مياه الفيضانات داخل ملاجئ غير كافية بتاتاً. تُظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من ثمانين في المئة من الأبنية والـوحدات السكنية في غزة تضررت أو دُمّرت منذ بداية الحرب، ومع ذلك تواصل إسرائيل عرقلة دخول الخيام والمنازل المتنقلة إلى القطاع رغم اتفاق وقف النار الذي كان يفترض أن يسهّل تدفق المساعدات إلى المتضرّرين.

مديرة الاتصالات في الأونروا قالت إن إسرائيل فرضت قيوداً على ما يُسمح بدخوله إلى القطاع، مستبعدة مواد اعتُبرت «مزدوجة الاستخدام» قد تُستغل عسكرياً. وأضافت أن هذا أدى إلى إخراج كثير من المواد الضرورية، خاصة في ظل ظروف الشتاء القاسية. ورغم أن مخازن الوكالة في مصر والأردن تحتوي على إمدادات تكفي لملء ستة آلاف شاحنة مساعدات، إلا أن عبور هذه الإمدادات يواجه عراقيل وإجراءات إدارية تعقّد العملية.

يقرأ  واشنطن تهدّد بفرض رسوم جمركية إضافية على الهند إذا فشلت محادثات السلام بين ترامب وبوتين

من الميدان، وصف مراسل الجزيرة هاني محمود الوضع بالغا القسوة: «هطلت الأمطار لليومين الماضيين وأبلغنا الناس أن المياه بدأت تتسلّل إلى كل مكان. تقع كثير من مخيّمات النزوح في منخفضات مقارنة بالمناطق المحيطة، ما يسمح بتدفّق المياه من كل الجهات. بعض الأماكن باتت مغمورة تماماً». وأضاف أن الأشخاص الذين يقيمون في مبانٍ مدمرة يواجهون خطر الانهيار مع استمرار هطول الأمطار، وأن المأوى على الشواطئ مهدّد بأن تجرف المدّات القوية الخيام.

نازحون أفادوا بتلف المراتب والأغذية والمياه والملابس؛ «كل شيء تبلّل. نطلب خياماً جديدة على الأقل تحمينا من برد الشتاء»، قال أحدهم. ومنظمات طبية إنسانية مثل أطباء بلا حدود أكدت أن الكثير من الناس استيقظوا مرعوبين بسبب الفيضانات وأن النوم طوال الليل في مكان جاف صار ترفاً في غزة. وشدّد منسق الطوارئ على أن دخول الخيام والأدوية والمستلزمات ما يزال معقّداً ويتطلّب إجراءات إدارية إضافية من الجانب الإسرائيلي.

من الناحية السياسية والأمنية، سجّل وقف النار منذ بداية سريانه مئات الضحايا: منذ بدء الهدنة قُتل على الأقل 266 شخصاً وأُصيب 635 آخرون في ضربات إسرائيلية، في حين يقترب عدد القتلى الإجمالي من نحو 70 ألفاً. رئيس الوزراء الإسرائيلي قال أمام حكومته إنه لا يعرف إلى متى ستستمر الهدنة، وأضاف أن إسرائيل تنتظر تسليم رفات ثلاثة محتجزين من قبل حماس. وفي هذا السياق تواصل أجنحة المقاومة، ولا سيما كتائب القسام، جهودها مع الصليب الأحمر لتحديد رفات المحتجزين تحت أنقاض الأبنية المهدمة.

نفتياهو جدد موقفه المعارض لإنشاء دولة فلسطينية، قائلاً إن موقفه لم يتغير قبل تصويت مجلس الأمن الذي طرحته الولايات المتحدة والذي يذكر «مساراً موثوقاً» لإنشاء دولة فلسطينية وينصّ على نشر قوة دولية لتثبيت الاستقرار في غزة.

يقرأ  ماذا لو تحرّك العالم الأسبوع المقبل لإنهاء حرب إسرائيل على غزة؟ الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

وفي الضفة الغربية بقيت الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة، حيث أدّت مداهمات في مخيّمات إلى مقتل فلسطينيين آخرين. خلال اقتحام مخيّم الفارعة جنوب طولكرم أُطلق النار على طالب في الصف التاسع يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، ومنع المسعفون من الوصول إليه. وفي مخيّم العسكر شرقي نابلس قُتل شاب آخر إثر مداهمة، وفق مكتب الهلال الأحمر الفلسطيني.

الوضع الإنساني في غزة يزداد حرجاً مع تفاقم الطقس وقيود دخول المساعدات، بينما يستمر العنف والاشتباكات على الأرض في كلّ من القطاع والضفة الغربية.

أضف تعليق