أخ ثانٍ لناشط فرنسي مناهض للمخدرات يُقتل بالرصاص في مرسيليا

قُتل أخٌ ثانٍ للشاب الفرنسي الناشط ضد المخدرات أمين كساسي، إثر إطلاق نار في مارسييليا في حادث يُشتبه بأنه تصفية نفذتها عصابة إجرامية.

قُتل أخٌ أكبر له عام 2020؛ براهيم كساسي أُطلق عليه النار وعُثر على جثته المحترقة داخل سيارة مُتوهّجة، وهي طريقة شائعة في صيغة تصفيات العصابات تُعرف محليًا باسم «باربكيو».

حين كان أمين طالبًا في المرحلة الثانوية، أسس جمعية اسمها «الضمير» تهدف إلى مساعدة الشباب في الأحياء الفقيرة بمارسيليا على الإفلات من قبض عصابات المخدرات القوية.

الخميس الماضي، علم أمين أن شقيقًا آخر له، مهدي (20 عامًا)، قد اُغتيل أيضًا في المدينة.

كان مهدي يركن سيارته في وسط مارسيليا عندما توقفت دراجة نارية، فخرج الراكب الخلفي وأطلق النار عليه بمسدس عيار 9 ملم.

بينما كان معروفًا أن شقيق أمين الأكبر، براهيم، تورط مع عصابات المخدرات، يقول المحققون إن ذلك لا ينطبق على مهدي الذي كان يطمح لأن يصبح شرطياً. يخشى المحققون أن تكون عملية القتل رسالة تحذيرية موجهة إلى أمين.

«هذا الاحتمال لا يُستبعد مطلقًا»، قال نيكولا بيسون، المدعي العام في مارسيليا، في إذاعة فرنسية. «وإذا تبين أنه كذلك، فمعناه أننا عبرنا عتبة جديدة. هذا يعيد إلى الأذهان فترات رهيبة من تاريخ بلادنا، حين كان الناس يخرجون ويقتلون الآخرين لمجرد أنهم من عائلة نشأت معها مشاكل».

أمين كساسي، الذي ترشّح دون جدوى باسم حزب الخضر في انتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات التشريعية العام الماضي، وكتب مؤخرًا كتابًا بعنوان «مارسيليا امسحي دموعك — الحياة والموت في أرض المخدرات»، تلقى تهديدات بالقتل ويعيش حاليًا تحت حماية الشرطةة.

«إنه لأمر محزن للغاية لصديقي ولأمه»، قالت كريستين جوست، عضو مجلس بلدية مارسيليا عن حزب الخضر. «لا ينبغي لأي أم أن تمر بذلك — أن تفقد طفلين. وأنا غاضبة جدًا لأن في المدينة الثانية لفرنسا يمكن أن يُقتل الناس بهذه السهولة وفي وضح النهار».

يقرأ  تدهور منظومة النقل في ألمانيا يعيق عمل الشركات

تشتهر مارسيليا بتفاقم حروب المخدرات، حيث تتقاتل عصابات متنافسة قادمة من أحياء شمالية ذات كثافة هجرة عالية على مناطق النفوذ. تنبت الثأرات سلاسل من جرائم الانتقام، أحيانًا يرتكبها قُتلة لا يتجاوزون الخامسة عشرة من العمر؛ وحتى الآن سُجّلت 14 جريمة قتل مرتبطة بالمخدرات هذا العام.

لدى جمعية «الضمير» فروع في عدة بلدات ومدن، وتتركز أنشطتها في تقديم الدعم والنصيحة للعائلات التي فقدت أبنائها بسبب عنف المخدرات، وبناء جسور توظيف بين المنحرفين السابقين وأرباب العمل.

عندما كان في السابعة عشرة من عمره، اختير أمين لمقابلة إيمانويل ماكرون خلال زيارة الرئيس إلى مارسيليا عام 2021 لمناقشة مشاريع تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة. وصفت صحيفة محلية في عنوانها: «الفتى من الأحياء الذي بات يسمع ماكرون قوله».

موضحًا قراره خوض المعترك السياسي كتب أمين في كتابه: «السياسة لم تمد لي يدها، فقررت أن أمسكها من العنق. براهيم — أنت من دفعت بي إلى السياسة في ذلك اليوم الذي احترقت فيه داخل سيارة».

أضف تعليق