أردوغان يطالب ألمانيا بالمساعدة لإنهاء ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية» الإسرائيلية في غزة

على الرغم من هدنة هشة بوساطة أميركية، شنت إسرائيل هذا الأسبوع موجة متجددة من القصف على قطاع غزة.

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمانيا لامتناعها —كما وصف— عن الاعتراف بما يجري في غزة من «إبادة جماعية» والهجمات المستمرة على المدنيين. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في أنقرا، لفت أردوغان إلى امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية وأسلحة أخرى تُستخدم في تهديد سكان غزة، مشيراً إلى أن حركة حماس لا تملك تجهيزات مماثلة.

أشار أردوغان إلى أن الاعتداءات استُؤنفت في الأيام الأخيرة رغم سريان الهدنة في القطاع، ودعا إلى إشراك الهلال الأحمر الألماني والهلال الأحمر التركي لكسر حلقة المجاعة والتجويع المتعمد. وقال: «ألا ترى ألمانيا هذه المآسي؟» وأضاف أن على تركيا وألمانيا ودول أخرى واجبًا إنسانياً لوقف المجاعات والمجازر في غزة.

ومع تأكيده على نفس مستوى الاهتمام بإنهاء الحرب كما نريد لوقف الصراع الروسي‑الأوكراني، شدد أردوغان على أن تركيا وألمانيا بلدَان محوريان يمكنهما التنسيق لبلوغ هذا الهدف.

رغم سريان هدنة هشة توسطت فيها الولايات المتحدة بدءاً من 10 أكتوبر، أعادت إسرائيل تكثيف ضرباتها على غزة بعد مقتل جندي إسرائيلي في رفح بجنوب القطاع يوم الثلاثاء، ما دفع رصدية وزارة الصحة في غزة إلى القول إن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 104 أشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال — بحسب حصيلة أولية.

من غزة، قال مراسل الجزيرة هاني محمود إن الهجمات هذه المرة تشبه جولات القصف السابقة: «أمَل قصير بالهدوء تحوّل إلى يأس»، مضيفاً أن كثيرين شعروا بصدمة تذكّرهم بأسابيع الافتتاح من هذه الإبادة، لا سيما من حيث شدة القصف وحجم الدمار الذي أحدثته القنابل الهائلة على مدينة غزة.

أعلنت إسرائيل يوم الأربعاء أنها بدأت «تطبيقاً مجدداً للوقف» في تصريحات رسمية، فيما أصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن الهدنة «ليست مهددة» رغم التجاوزات الأخيرة، أما وسيط قطر فاعتبر انتهاكات إسرائيل «مخيبة ومثيرة للإحباط».

يقرأ  إنقاذ ٢٣ عاملاً بعد احتجازهم لمدة ٤٣ ساعة داخل منجم ذهب في كولومبيا

«الاتفاق كان معدّاً ليُفشل، أليس كذلك؟»

هذا التساؤل طرحه المتحدث السابق لوكالة الأونروا كريس غانيس في حديث مع دينا، مشيراً إلى أن شروط الهدنة لا تضمن بالضرورة الوصول الآمن للمساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون.

كجزء من خطة ترامب المؤلفة من عشرين نقطة لإنهاء حرب إسرائيل على غزة، من المفترض تشكيل قوة دولية لمراقبة الاتفاق، لكن الاتفاق نفسه لم يحدد الدول المزوّدة للقوات. ونفى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين مشاركة قوات تركية في هذه القوة، مستنداً إلى تصريحات أردوغان السابقة عن إسرائيل. وقال ساعر: «الدول التي ترغب أو تستعد لإرسال قوات مسلحة يتوجب أن تكون عادلة على الأقل تجاه إسرائيل»، من دون توضيح إضافي.

أودت الحرب الإسرائيلية على غزة —التي اندلعت منذ أكتوبر 2023— بحياة ما لا يقل عن 68,527 شخصاً وأصابت 170,395 آخرين، وفق إحصاءات رسمية فلسطينية. وفي المقابل، قُتل 1,139 شخصاً في إسرائيل خلال هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حماس، وأُسر نحو 200 شخص. الق cifras قد تتغير مع استمرار التوثيق والتحقق.

أضف تعليق