نُشر في 1 سبتمبر 2025
أُجبر “أسطول الصمود العالمي” الحامل للمساعدات إلى قطاع غزا الخاضع للحصار الإسرائيلي على الإياب إلى الميناء بسبب تدهور الأحوال الجوية، وفق ما أفاد به منظموه ومصادر رافقت البعثة. وأشارت تقارير المرافِقين إلى أن رياحًا قوية تجاوزت 30 عقدة (ما يعادل نحو 55.6 كيلومترًا في الساعة) على سطح البحر المتوسطي قد تشكّل خطرًا على القوارب الصغيرة المكوّنة للقافلة.
أوضحت لجنة توجيه الأسطول أن القرار اتُخذ للعودة إلى ميناء لا فيلا في برشلونه، حيث وصلت السفن بعد العاشرة مساءً (22:00). وأضاف مراسل الجزيرة موريشيو موراليس أن القرار اتُّخذ قبل نحو ثلاث ساعات من الوصول، وأن قادة الأسطول أجروا تجربة بحرية قصيرة ثم قرروا انتظار انقشاع العاصفة والبحث عن محاولة إقلاع ثانية متوقعة يوم الاثنين.
الأسطول
يتكوّن الأسطول من عشرات السفن المدنية الصغيرة المحمّلة بمتطوّعين وإمدادات إنسانية. كان من المقرّر أن تلتقي هذه الدفعة بموجة ثانية من السفن في تونس يوم الخميس، لكن الموعد طُوِّفـ—أُجّل قليلًا نتيجة الأحوال الجوية. بحسب المنظّمين، يُعدّ هذا أكبر مهمة بحرية متجهة إلى غزة، بمشاركة أكثر من 50 سفينة ووفود من ما لا يقل عن 44 دولة، مع توقع انضمام مزيد من القوارب من أنحاء البحر المتوسط خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك من تونس وصقلية.
هذه المحاولة هي الثالثة من نوعها خلال الأشهر القليلة الماضية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة. وقد فشلت محاولات سابقة بعد اعتراضات من القوات البحرية الإسرائيلية في مياه دولية، وهو ما وصفته المنظمات الحقوقية بأنه تصرّفات غير قانونية.
المتطوّعون والوجوه البارزة
ينظّم الأسطول تحالفان رئيسيان شاركا في جهود سابقة برًا وبحرًا: الحركة العالمية لغزة، وائتلاف أسطول الحرية، وأسْطول صمود المغرب العربي، وتحالف صمود نوسانتارا. يشارك متطوّعون من دول بينها أستراليا والبرازيل وكولومبيا وجنوب أفريقيا ودول أوروبية عديدة، ويؤكّد المنظّمون أن المشاركين مستقلّون عن أي حكومة أو حزب سياسي.
على متن الأسطول أسماء مرموقة مثل الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ، والناشط البرازيلي تياغو آفِيلا، وعمدة برشلونة السابقة آدا كولاو باليانو، والممثل الإيرلندي ليام كننغهام، والممثل الإسباني إدوارد فرنانديز. كما تضم لجنة توجيه الائتلاف شخصيات فاعلة في الحقل الحقوقي والسياسي والاجتماعي من بينهم سيف أبو كشِك، والياسمين عكار، وكليونِيكي أليكسوبولو، ومروان بن قيتية، وتوركيا شيبي، وماريا إيلينا ديلّيا، وحيفاء منصوري، وكارين موينيهان، ومحمد نادر النوري، وائل نوار، وملاني شويتزر، إضافة إلى آفِيلا وثونبرغ.
خلفية تاريخية
شهدت محاولات سابقة لتمرير مساعدات بحرية إلى غزة رقابة واعتراضًا إسرائيليًا؛ ففي 2008 وصلت زورقتان تابعتان لحركة “غزة الحرة” إلى القطاع، فيما أطلقت الحركة بين 2008 و2016 ثلاثين سفينة تقريبًا وصلت بعضها بالرغم من القيود الإسرائيلية المشدّدة. منذ 2010 تمّ اعتراض أو مهاجمة جميع المحاولات تقريبًا؛ وأبرزها مداهمة مكونات القوات الإسرائيلية لسفينة “مافي مرمرة” في مياه دولية عام 2010، والتي أسفرت عن مقتل 10 ناشطين وجرح عشرات، مما أثار إدانات دولية واسعة. وفي يونيو الماضي تم توقيف ثونبرغ وآفيلا وغيرهم حين اعترضت قوات إسرائيلية سفينة “مدلين” على بعد نحو 185 كيلومترًا (100 ميل بحري) من ساحل غزة في المياه الدولية.
حاجة غزة الماسّة
تأتي محاولات الناشطين هذه في ظل تدهور سريع الوضع الإنساني في غزة. أعلنت منظمة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة مؤخرًا حدوث مجاعة في مناطق من القطاع، وهو تقييم تنفيه إسرائيل. في الوقت نفسه، فرض الجيش الإسرائيلي أوامر تهجير قسري لسكان مدينة غزة التي تتعرّض لقصف مكثّف بعد موافقة حكومية على خطة للاستيلاء عليها.
وفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد القتلى إلى ما لا يقل عن 63,557 شخصًا، بينما بلغ عدد الجرحى نحو 160,660 منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.