«أسقطوا هذه الحكومة» متظاهرو جيل زد في نيبال يطالبون باستقالات جماعية — السياسة

كاتمندو، نيبال — كان بابيت تاندوكار يهتف شعارات مناهضة للحكومة أمام مبنى البرلمان في العاصمة عندما شعَر بألمٍ حاد يخترق ساقه. نُقل الطالب الجامعي البالغ من العمر 22 عاماً إلى مركز الطوارئ في مستشفى بير يوم الاثنين، حيث أكّد الأطباء أنّه أصيب بطلق نحاسي حي.

في بداية التظاهرة، التي وصفها المنظمون بأنها حركة من جيل زد، كانت المواقف سلمية. «كنا هناك من أجل احتجاج سلمي. أطلقوا الغاز المُسيل للدموع في البداية ودافعنا عن أنفسنا، ثم فجأة أُطلقت عليّ رصاصة»، قال تاندوكار لـ«الجزيرة».

تحوّل تجمع الشباب سريعاً إلى مواجهات عنيفة بعد أن فتحت قوات الأمن النار بالذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقذائف الغاز المسيل للدموع، ما أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 19 محتجّاً وإصابة المئات. أسفرت الأحداث عن أزمة سياسية حادة: استقال وزير الداخلية راميش ليخاك مساء الاثنين مَعترفاً بالمسؤولية الأخلاقية، وتلاها استقالة رئيس الوزراء كي.بي. شارما أولي يوم الثلاثاء.

المتظاهرون، الذين خرج الآلاف منهم في كاتماندو ومدن أخرى، يطالبون بأكثر من مجرد تعهدات؛ يطالبون بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة. غضب الشباب المتصل بشبكات التواصل ارتبط باتهامات واسعة بالفساد وإحساسٍ متزايد بأن عائلات النخبة الحاكمة تعيش برفاهيةٍ نسبية بينما يعاني المواطنون من دخلٍ سنوي للفرد يقل عن 1400 دولار.

الأزمة تفجرت أيضاً بعد قرار الحكومة الأسبوع الماضي حظر 26 منصة تواصل اجتماعي، من بينها فيس بوك ويوتيوب وX، بدعوى عدم التزامها بمهلة التسجيل لدى السلطات بموجب قانونٍ جديد مثير للجدل. أثار الحظر سخطاً بين الشباب الرقمي، رغم أن الحكومة برّرت إجراءها بأنها تسعى لوقف انتشار الحسابات الوهمية والشائعات والجرائم الإلكترونية التي تُهدد السلم الاجتماعي.

بحلول الثلاثاء، تحوّلت السخطات المتراكمة إلى عنفٍ أكبر، وأصبحت عمليات قتل المدنيين على يد قوات الأمن الشرارة التي جذبت شباناً عائدين إلى الشوارع لليوم الثاني على التوالي. «لم يكن ينبغي للحكومة أن تطلق رصاصاً على طلاب»، قال تاندوكار.

يقرأ  الصين تحظر تسلّم طائرات بوينغ وقطع غيارها: خطوة تصعيدية في نزاع الرسوم الجمركية

قريب مبنى البرلمان، رمى ميجرج جيري حجرًا على كاميرا مراقبة مثبتة في الجدار الشمالي لمجمع البرلمان في بانشور الجديدة، مردداً «هذا للكي.بي. أولي» قبل أن تتحطم الكاميرا. نظم المنظمون الاحتجاج على أنه فعالية سلمية تضمنت فعاليات ثقافية وأنشطة ترفيهية؛ لكن، حسب أنيل بانيا من «حامي نيبال»، تغيّرت الأمور بعد انضمام عناصر خارجية وطاقم من كوادر أحزاب سياسية أثاروا العنف وبدأ البعض برشق الحجارة.

حين حاول عدد من المتظاهرين تسلّق أسوار المجمع البرلماني، ردّت قوات الأمن بإطلاق النار، بحسب منظمي التظاهرة، ما أدّى إلى إصابات بين متظاهرين بعضهم من التلاميذ الذين كانوا يرتدون زِيّهم المدرسي — ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانوا من بين القتلى التسعة عشر.

فرض مكتب إدارة منطقة كاتماندو حظراً للتجوال في ذلك الجزء من المدينة، وانتشرت القوات المسلحة. دخلت عناصر مسلحَة أيضاً إلى مستشفى الخدمة المدنية القريب من البرلمان لاعتقال متظاهرين، وأطلقت قنابل الغاز داخل المرفق مما سبّب فوضى. الدكتورة المتحولة إلى نائبة توشيما كاركي كانت في المستشفى تساعد الإصابات وشهدت الهجوم.

«مهما كان السبب، لم يكن من المفترض أن تستخدم الحكومة الرصاص. لقد قتلوا شباناً»، قال بانيا. وفي وقت متأخر من ليل الاثنين، ظهرت فيديوهات تُظهر رجال شرطة مسلحين يقومون بعمليات تفتيش في منازل قرب منطقة الاحتجاج.

من بين القتلى سولوف راج شريستا، طالب الهندسة المدنية في كاتماندو. وصفه صديقه سودهوج جونغ كونوار بأنه «كان يبتسم دائماً ويتعامل بود»، وأضاف: «تَوَصّلت للتوّ؛ كان لديه امتحانات GRE اليوم». ونشر كلّية الهندسة في كاتماندو منشوراً على فيسبوك نعيّت فيه القتيل قائلة: «نحن نَحزن، نحتج، نُندّد… سولوف… لقد خذلتك الأمة…»

يرى المحلل السياسي كريشنا خانال أن «الإهمال التام» من قبل الحكومة هو ما تسبّب بالضحايا، قائلاً إن الشباب كان يمكن التعامل معهم بطرق مختلفة حتى لو اجتازوا حدود المجمع البرلماني. منظمات دولية مثل مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية أدانتا القتل ودعتا إلى تحقيقات شفافة في أحداث الاثنين.

يقرأ  «ملكة الكيتامين» تعترف بالذنب في قضية الجرعة الزائدة المرتبطة بماثيو بيري

تراجع الحظر عن منصات التواصل بعد إعلان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بريثفي سوّبا غورونغ رفعه، لكن مآسي القتلى لا تزال الموضوع الرئيسي الذي يغلي في الشوارع النيبالية.

المتظاهرون يطالبون باستقالة جماعية للقيادات السياسية. «يجب أن نطرد هؤلاء الزعماء القدامى من السلطة. سئمنا من الوجوه نفسها»، قال يوجانت غيميري، مهندس ذكاء اصطناعي عمره 27 عاماً شارك في الاحتجاج. «الحكومة في حالة استبداد، الفساد مستشري، ولا أحد يتحمّل المسؤولية».

حظي الحراك بتأييدٍ من قطاعات سياسية، من بينها بالين شاه، عمدة كاتماندو ورابر معروف، الذي نشر دعماً عبر منصات التواصل مؤكداً أنه لن يستغل الاحتجاج لمصالحه الشخصية لكنه يدعم الرسالة العامة للحركة.

المنظمون يقولون إن احتجاج الاثنين لم يكن مقرّراً أن يتحول إلى عنف، وأن بعض الأطراف الخارجية والكوادر الحزبية هي من أثارت التوتر. حتى الآن، تدعو المطالب الشعبية إلى إعادة تشكيلة سياسية جذرية وإجراءات تضمن مساءلة المسؤولين عن سياساتٍ أدت إلى أزمة ثقة عميقة بين جيلٍ يطالب بمستقبل أفضل. «بمجرد أن تقول “جيل زد” تُتاح لك الحرية لفعل أي شيء، وبمجرد أن تقول إنك لا تحب الأمر يصبح ذلك ذريعة لكل شيء»، قال أولي أمام كوادر حزبه يوم الأحد.

بدا أن هذا النهج انقلب على الحكومة. يوم الثلاثاء، ومع فرض الحكومة حظر تجول غير محدد المدة في كاتماندو، خالف المتظاهرون القيود وأضرموا النار في منازل عدد من السياسيين.

أصدر منظمو الاحتجاجات قائمة «مطالب غير قابلة للتفاوض» تضمنت:
– حل البرلمان.
– استقالة جماعية للنواب.
– تعليق فوري للمسؤولين الذين أصدروا أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين.
– إجراء انتخابات جديدة.

قال زعيم الاحتجاج بانيّا إن الحركة ستستمر «بلا حدود حتى تُلبى مطالبنا».

وأضاف بانيّا: «علينا الان واجب أكبر لنرتقي إلى توقعات أصدقائنا الذين قُتلوا على يد الدولة. يجب أن نسقط هذه الحكومة؛ نطالب باستقالة جماعية ونريدهم خارج السلطة. هذه وطننا.»

يقرأ  تباطؤ نمو التوظيف في الولايات المتحدة بسبب آثار سياسات ترامب على سوق العمل — أخبار السياسة

أضف تعليق