قائمة سوداء تضم على الأقل 679 عنوانًا، بينها كتب في حقوق الإنسان وحقوق المرأة والفكر السياسي الغربي
تخطط الحكومة التي تديرها حركة طالبان في أفغانستان لإزالة الكتب التي كتبتها نساء من المناهج الجامعية. وأكد عضو في اللجنة المكلفة بمراجعة الكتب المدرسية هذا الحظر لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC Afghan)، مشيراً إلى أن الإدراج في القائمة السوداء يأتي في إطار مرسوم تعليمي يحظر كذلك المقررات «التي تعتبر في تناقض مع الشريعة الإسلامية».
وقال عضو اللجنة لهيئة الإذاعة إن «جميع الكتب المؤلفة من نساء لا يُسمح بتدريسها». وأضاف أن 679 عنوانًا على الأقل وُضعت على القائمة السوداء بذريعة أن محتواها «معاد للشريعة وللسياسات الطالبانية».
تغطي الكتب المحظورة مجالات معرفية متعددة تشمل القانون الدستوري والحركات السياسية الإسلامية والنظام السياسي، فضلاً عن حقوق الإنسان ودراسات المرأة والفكر السياسي الغربي. وستصدر قائمة نهائية بالكتب المحظورة للجامعات في وقت لاحق.
اطّلعت هيئة BBC Afghan على توجيه رسمي موقع من نائب وزير التعليم العالي في طالبان، ضياء الرحمن أريوبي، وأُرسلت قائمة من 50 صفحة تضم الكتب المحظورة إلى الجامعاتّ في أفغانستان في نهاية الشهر الماضي. وكتب أريوبي في رسالة إلى الجامعات أن القرارات اتخذت بواسطة لجنة مكوّنة من «علماء دين وخبراء»، وأنه يجب استبدال الكتب المحظورة بمصادر دراسية «لا تتعارض مع الإسلام».
يأتي هذا المرسوم ضمن سلسلة قيود فرضتها طالبان منذ عودتها إلى السلطة قبل أربع سنوات. فقد شنت الحركة حملة على مفاصل التعليم شملت فصل مئات الأُستاذة بتهمة «معارضة» أيديولوجية الحركة، وزيادة المناهج الدينية الإجبارية في جميع الكليات.
وكان للنساء النصيب الأكبر من هذه الإجراءات؛ إذ مُنعن من مواصلة الدراسة بعد الصف السادس (أي نحو سن 12). وأُمِرت الجامعات أيضاً بوقف تدريس 18 مبحثًا، ستة منها تتعلق بالمرأة تحديداً، منها دورات في «الجندر والتنمية»، كما وُضعت 201 دورة أخرى تحت المراجعة.
عقليّة معادية للنساء
قالت زكية عدلي، النائب السابق لوزير العدل قبل عودة طالبان في أغسطس 2021 ومؤلفة كتاب «المصطلحات السياسية والعلاقات الدولية» والذي ورد على قائمة المحظورات، لهيئة BBC Afghan إنها لم تتفاجأ بهذه الخطوة. وأضافت: «بالنظر إلى ما فعلته طالبان خلال السنوات الأربع الماضية، لم يكن من المنطقي ألا تتوقع أن تفرض تغييرات على المناهج». وتابعت: «ومع عقلية طالبان المناهضة للنساء وسياساتها، فمن الطبيعي أن تُكمم آراء النساء وأفكارهن وكتاباتهن متى مُنعن أصلاً من الدراسة».
قالت مصادر في العاصمة كابل لصحيفة إندبندنت الفارسي إن حظر هذا العدد الكبير من الكتب سيُقوّض نظام التعليم العالي في البلاد، إذ ستضطر الجامعات إلى تخصيص موارد كبيرة للعثور على بدائل واقتناءها.
إلى جانب الكتب المؤلفة من نساء، تستهدف القائمة نحو 300 عنوانٍ أخرى من كتاب أو دور نشر إيرانيين، وفق ما أفادت مصادر بينها أحد أعضاء لجنة مراجعة الكتب، مضيفة أن الهدف «منع تسلل المحتوى الإيراني» إلى المناهج. وعلى مدار السنوات الأخيرة توترت العلاقات بين البلدين الجارين، لا سيما بسبب حقوق المياه، وتفاقمت الخلافات بعد طرد إيران لأكثر من 1.5 مليون أفغاني كانوا يقيمون فيها.