اعلنت أفغانستان انسحابها من سلسلة مباريات كانت مقررة في لعبة الكريكت بعد مقتل ثلاثة لاعبين في بطولة محلية إثر غارة جوية.
قال مجلس الكريكت الأفغاني إنه ينسحب من بطولة ثلاثية للـT20 مقررة في نوفمبر تكريمًا للضحايا الثلاثة، الذين لم يكونوا من صفوف المنتخب الوطني، مؤكداً أن هؤلاء “تعرضوا لاستهداف” في “هجوم نفذته السلطات الباكستانية” مساء الجمعة.
أفاد شهود عيان ومسؤولون محليون لبي بي سي أن الغارة أصابت منزلاً في منطقة أورغون بمحافظة بكتيا الشرقية، حيث كان اللاعبون يتناولون العشاء معاً بعد مباراة. وأعلن المجلس أن ثمانية أشخاص قتلوا في الهجوم، في حين قالت باكستان إن الضربة استهدفت عناصر مسلحة ونفت استهداف مدنيين.
نشر المجلس أسماء القتلى الثلاثة وهم كبير، صبغت الله، وحارون، واعتبر وفاتهم “فاجعة كبيرة للمجتمع الرياضي الأفغاني ولعائلة الكريكيت”. جاءت الضربة بعد ساعات من انتهاء هدنة مؤقتة بين أفغانستان وباكستان، والتي كانت مقررة أن تنقضي بعد أيام من اشتباكات دامية على الحدود أفضت إلى عشرات القتلى.
أعلنت باكستان أن الغارة استهدفت مقاتلين أفغاناً وأنها أوقعت نحو سبعين مقاتلاً، فيما وصف وزير الإعلام الباكستاني عطاء الله طارر الروايات التي تدعي استهداف مدنيين بأنها “مزاعم كاذبة تهدف إلى كسب تأييد لجماعات مصنفة إرهابية تعمل داخل أفغانستان”.
شهدت جنازات الضحايا حشوداً غفيرة يوم السبت، ونشر قائد المنتخب الوطني رشيد خان على وسائل التواصل الاجتماعي تحية للـ”لاعبين الشباب الطامحين الذين حلموا بتمثيل بلادهم عالمياً”. وانضم لاعبون آخرون في المنتخب إلى التعازي، من بينهم فضل حق فاروقي الذي وصف الهجوم بأنه “جريمة نكراء لا تغتفر”.
أفادت تقارير بأن الغارة جاءت بعد إعلان السلطات الباكستانية مقتل سبعة جنود في هجوم انتحاري قرب الحدود يوم الجمعة. وكان من المقرر أن تستمر الهدنة التي بدأت الأربعاء لمدة 48 ساعة، وقد جرت مساعٍ لتمديدها لتمكين إجراء مفاوضات.
وصل وفد أفغاني إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت لإجراء محادثات سلام مع الجانب الباكستاني، وأعلنت حكومة طالبان مشاركتها في المحادثات رغم ما وصفته بـ”العدوان الباكستاني” واعتبارها أن باكستان تسعى لإطالة أمد الصراع. ودعا رئيس الوزراء السابق حامد كرزاي باكستان إلى “إعادة النظر في سياساتها والسعي لعلاقات ودية ومتحضرة” مع أفغانستان.
قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن وزير الدفاع خواجة آصف سيقود وفد بلاده في الدوحة، مؤكدة أن المباحثات ستركز على إنهاء الإرهاب العابر للحدود واستعادة الأمن والاستقرار على الشريط الحدودي بين البلدين.