أوقفت الشرطة الإسبانية 13 شخصًا يشتبه في انتمائهم لعصابة التهريب الفنزويلية المعروفة باسم «ترين دي أراجوا» في سلسلة مداهم نفّذتْها في خمس مدن، في خطوة تأتي وسط تصاعد الضغوط الدولية والعمليات العسكرية التي تستهدف عناصر الجماعة في عرض البحر.
أوضحت السلطات أن الاعتقالات جرت في برشلونة ومدريد وجيرونا ولا كورونيا وفالنسيا، في إطار تحقيق يبحث في محاولات مزعومة لتوسيع شبكة العصابة وأنشطتها إلى الأراضي الإسبانية، حيث تشكّل الجالية الفنزويلية واحدة من أكبر جاليات المهاجرين.
تُذكَرُ عصابة ترين دي أراجوا بأنها نشأت داخل السجون الفنزويلية وتحوّلت إلى واحدة من أكثر الشبكات الإجرامية عبر الوطنية عنفًا في أمريكا اللاتينية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بعمليات تهريب المخدرات والاتجار بالبشر والابتزاز. وقد صنّفتها الولايات المتحدة هذا العام كـ«منظمة إرهابية» على نطاق عالمي.
خلال العملية، أفادت الشرطة بأنها صادرت مواد مخدرة مصنّعة وكوكايين، كما نجحت في تفكيك مختبرين كانا يُستخدَمان لإنتاج ما يُعرَف محليًا باسم «توسى» — مزيج من الكوكايين ومادة إم دي إم إيه و الكيتامين.
وجاءت هذه الاعتقالات بعد تحقيق فتحته الشرطة الإسبانية العام الماضي عقب توقيف شقيق «نينو غيريرو»، زعيم شبكة ترين دي أراجوا، في برشلونة، حسبما أفادت التقارير.
في غضون ذلك، أدّت الحملة الأميركية البحرية ضد ما تصفها واشنطن بسفن التهريب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي إلى مقتل أكثر من ستين شخصًا منذ مطلع سبتمبر، مع استهداف ما لا يقل عن 18 هدفًا بحريًا — بينها 17 قاربًا ونصف غاطس. وأفاد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث أن الضربة الأخيرة في البحر الكاريبي أودت بحياة ثلاثة رجال.
ورغم هذه العمليات، لم تُقدّم إدارة ترامب حتى الآن دلائل علنية تثبت أن الأهداف كانت تنقل مخدرات أو تشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن الأميركي، وهو ما أثار انتقادات دولية ومحلية. وانتقد مفوَّض حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك هذه الغارات ووصَفها بأنها «قتل خارج نطاق القضاء»، ودعا الولايات المتحدة إلى وقف الهجمات لحماية حياة من كانوا على متن تلك القوارب.
كما طالب عدد من أعضاء الكونغرس، معظمهم من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين البارزين، إدارة ترامب بتوضيح الأساس القانوني الذي استندت إليه لشن تلك الضربات في مياه دولية.
من جانبه، اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إدارة ترامب بالسعي لتقويض حكمه عبر هذه الهجمات والتصعيد العسكري البحري المتزايد في المنطقة، واعتبر أن «حرب واشنطن على المخدرات» ليست سوى ذريعة لإزاحته عن السلطة، في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي استخدام تهريب المخدرات وتنظيمات مثل ترين دي أراجوا كمبرر لتشديد سياسات الهجرة والعمليات العسكرية الأميركية في المحيطات.