ألكسندر فوتشيتش يثير غضب روسيا بتصريح حول بيع ذخيرة إلى الاتحاد الأوروبي

تعليقات جاءت بعد أن طالبت بروكسل صربيا، الدولة الوحيدة في أوروبا التي لم تفرض عقوبات على موسكو، بـ«الوضوح» بشأن سعيها للانضام إلى التكتل.

دعت روسيا صربيا إلى توضيح تصريحات علنية أدلى بها حليفها الشعبوي من اليمين، الرئيس ألكسندر فوتشيتش، حول احتمال بيع قذائف الهاون إلى دول الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من أن تنتهي صادرات الذخيرة في ايدى القوات الأوكرانية بينما تستمر حرب موسكو.

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الجمعة إن تصريحات فوتشيتش تستلزم تفسيراً، مشيرةً إلى أن صربيا تعهدت مراراً لموسكو بأن ذخائرها لن تصل إلى أيدي الأوكرانيين.

تحدث فوتشيتش عن بيع مخزون بلاده الكبير من الذخيرة لأوروبا في مقابلة تلفزيونية مع قناة يورونيوز عرضت هذا الأسبوع، مؤكداً استعداده لبدء الشحنات حتى لو انتهى بها المطاف إلى اكرانيا التي غزتها روسيا عام 2022.

«نحتاج أن نبيعها لشخص ما، وسنبيعها لمن نستطيع لكي نجني بعض المال، لكن سنحاول الحذر كي لا نرى هذه الذخائر تنتهي في مناطق حرب. ومع ذلك يحدث ذلك من وقت لآخر»، قال ذلك في برنامج The Europe Conversation.

وأضاف: «في نهاية المطاف علينا أن ندفع لعمالنا. قل لي، هل في هذا شيء غير عقلاني؟»

في الأسبوع الماضي قال فوتشيتش أيضاً لمجلة سيكِّيرو الألمانية إنه عرض على «أصدقائه» في الاتحاد الأوروبي توقيع اتفاق شراء لمخزونات كبيرة من الذخيرة — وبخاصة قذائف الهاون — المنتجة في بلاده.

وعند سؤاله مباشرة عما إذا كان سيبيع لأوكرانيا، أجاب فوتشيتش: «المشترون سيفعلون ما يريدون بتلك الذخيرة».

في مايو الماضي، قالت روسيا إنها تملك أدلة تفيد بأن شركات دفاع صربية كانت تزود أوكرانيا بالذخيرة، في ملامة نادرة لدولة تُعتبر تقليدياً حليفة لها.

يقرأ  بيرو تمنع رئيسة المكسيك شينباوم من دخول البلاد مع تصاعد الخلاف الدبلوماسي

وندد الكرملين بعدما أفادت وسائل إعلام بأن مئات الملايين من الدولارات من الذخيرة الصربية وصلت بشكل غير مباشر إلى كييف عبر عقود مع دول طرف ثالث.

بدت تصريحات فوتشيتش الأخيرة إشارة إلى استعداده لتعميق التعامل مع الاتحاد الأوروبي في ملف الأمن — وإن كان ذلك بصورة تجارية بحتة.

تتبع بلاده طريق الانضمام إلى الاتحاد منذ 2009، لكنها في الوقت نفسه حافظت على علاقات قوية مع روسيا.

تقرير التقدم الأوروبي

يوم الثلاثاء قدمت المفوضية الأوروبية تقريرها السنوي عن الدول المرشحة، موجهةً لصد صربيا تحذيراً بشأن مستويات «الاستقطاب» العالية في البلد، الذي هزه تكرار الاحتجاجات إثر انهيار سقف محطة قطار أودى بحياة 16 شخصاً.

في السبت الماضي شارك نحو 100,000 متظاهر في إحياء الذكرى الأولى للمأساة في محطة سكة حديد نوفي ساد، التي كانت تخضع لأعمال ترميم. أصبح الحدث متنقلاً لغضب شعبي واسع نتيجة للفساد المتفشي على مستويات عليا، وطالب المحتجون باستقالة فوتشيتش.

ليلة الأربعاء دعا أنصار الحكومة إلى مظاهرة مضادة أمام البرلمان الصربي في بلغراد حضرها وزراء كبار. وصل أنصار للحزب التقدمي الصربي الذين يؤيده فوتشيتش من خارج المدينة حافلات منظمة، بحسب تقارير.

أشار تقرير المفوضية أيضاً إلى «وسائل إعلام صربية» و«شاغلي مناصب سياسية» يروّجون لسردية «معادية للاتحاد الأوروبي»، رغم أن صربيا تصبو للانضمام.

«كونوا واقعيين»

في الشهر الماضي طلبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من صربيا أن «تكون واقعية» وتقدم خطوات ملموسة بشأن هدفها المعلن للانضمام إلى التكتل.

«نعيش في عالم مفكك تتسع فيه الفجوة بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية»، قالت فون دير لاين في مؤتمر صحفي مشترك مع فوتشيتش. «وأنت تعرف جيداً موقف الاتحاد الأوروبي.»

تظل صربيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تفرض عقوبات على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.

يقرأ  الخطوط الجوية الصينية الشرقية تستأنف رحلاتها إلى الهند بعد تجميد دام خمس سنوات

زعيم المجر فيكتور أوربان، الحليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكذلك لحليف سابق هشّ التأثير في واشنطن، كان قوة مترددة ومثيرة للانقسام داخل الاتحاد حين يتعلق الأمر بفرض تدابير عقابية ضد روسيا.

في وقت سابق من هذا العام كان فوتشيتش من قادة أوروبا القلائل الذين زاروا موسكو للمشاركة في إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية، فيما لم يحضر أوربان تلك الاحتفالات.

أضف تعليق