أعلن وزير الداخلية ألكسندر دوبرينتد يوم الخميس أن المانيا ستعمل على تعزيز قدراتها في الدفاع الجوي لحماية الأجواء من اختراقات الطائرات من دون طيار، في ظل تصاعد ما وصفته السلطات بهجمات هجينة يُنسب بعضها إلى روسيا.
مشيراً إلى “انتهاكات مساحة أجواء جيراننا الأوروبيين” وعمليات تحليق لطائرات من دون طيار وهجمات إلكترونية حديثة، قال دوبريندت أمام نواب مجلس النواب الألماني خلال مناقشة ميزانية 2026 إن «التهديد حاضر في كل مكان».
وبناء على ذلك، أعلن أن ألمانيا ستعيد تجهيز نفسها في مجال الدفاع ضد الطائرات من دون طيار، معلناً إصلاحاً لقانون أمن الطيران.
حذَّر حلف الناتو روسيا يوم الثلاثاء من أنه سيستخدم «جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة» لدرء التهديدات، بعد سلسلة حوادث شهدت دخول مقاتلات أو طائرات من دون طيار روسية أجواء دول أعضاء الحلف خلال الأسابيع الأخيرة.
واتفق حلفاء الناتو على عقد مشاورات في بروكسل بعد أن دخلت ثلاث طائرات مقاتلة روسية الأجواء الإستونية الأسبوع الماضي، وعاينت بولندا في وقت سابق هذا الشهر عدداً كبيراً من الطائرات من دون طيار الروسية التي اخترقت أجواءها، كما سجلت رومانيا أيضاً دخول طائرة من دون طيار روسية إلى أجوائها هذا الشهر.
ونفت موسكو هذه الانتهاكات.
وفي وقت مبكر من صباح الخميس قالت الدنمارك إن طائرات من دون طيار رُصدت فوق عدة مطارات دنماركية خلال الليل، ووصَفها وزير الدفاع ترولس لوند بولسن بأنها جزء من «هجوم هجـيـن» على الأغلب منظَّم من طرف فاعل محترف — دون أن يُنسب ذلك صراحة إلى روسيا.
وكان ذلك بعد يومين فقط من رؤية طائرات أكبر حجماً أدت إلى إغلاق مطار كوبنهاغن لأربع ساعات يوم الإثنين، ما أسفر عن إلغاء نحو مئة رحلة وتضرر عشرات الآلاف من المسافرين؛ واختارت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن وصف تلك الحوادث بأنها «أشد الهجمات على البنى التحتية الحيوية الدنماركية حتى الآن».
وخلال خطابه أمام البرلمان شنّ دوبرينتد هجوماً على حزب “البديل من أجل ألمانيا” المعادي للهجرة والمُقارب لروسيا، بعد أن صرّح أحد قادته المشاركين، تينو خرابالا، قبل أسابيع بأنه لا يعتقد أن روسيا عدائية تجاه ألمانيا.
وقال دوبريندت إنه يلمس بالفعل مثل هذه الاتجاهات، معلناً نقطة تحول في ملف الأمن الداخلي. وأضاف: «ليس في السماء طائرات عسكرية فقط، بل هناك أيضاً طائرات أيديولوجية في البرلمان تُعرِّض أمننا للخطر».
من جهته، شن غوتفريد كوريو، المتحدث باسم سياسة الداخلية لحزب البديل في البرلمان، هجوماً على الحكومة بسبب استمرارها في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وقال: «المواطنون يريدون حكومة تهتم بمشاكل الداخل، لا حكومة تحرق مليارات في أوكرانيا».
ألكسندر دوبريندت، وزير الداخلية الألماني، يتحدث خلال أسبوع الموازنة في البوندستاغ في برلين. ميخائيل كابلر / د.ب.أ