ألمانيا تُلغِي برنامج التسريع لمنح الجنسية بعد ثلاث سنوات من الإقامة
نُشر في 9 أكتوبر 2025
ألغت ألمانيا برنامجاً سريعاً كان يسمح للأجانب ذوي الكفاءات العالية بالتقدم للحصول على الجنسية بعد ثلاث سنوات من الإقامة بدلاً من المدة المعتادة البالغة خمس سنوات. وصوّت البرلمان الألماني (البوندسـتاغ) الثلاثاء ضد تمديد هذا الإجراء، حسبما نقلت محطة البث العامة ARD.
كان البرنامج سارياً منذ عام 2024 واستفاد منه بضع مئات فقط من المتقدمين، رغم التراجع السكاني الذي تشهده البلاد. إلغاء البرنامج يأتي استجابة لوعد انتخابي قطعه المستشار فريدريش ميرتس في وقت سابق من العام، عندما تعهّد حزبه الاتحاد الديمقراطي المسيحي بإلغاء هذا المسار السريع.
وقال وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت إن الإجراء كان قد أضعف من قيمة الجنسية الألمانية. وأضاف أمام الصحفيين: «يجب أن يبقى جواز السفر الألماني اعترافاً بالاندماج الناجح لا حافزاً لهجرة غير شرعية».
حظي إلغاء البرنامج بدعم أحزاب من بينها البديل من أجل ألمانيا (AfD)، أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان، والمعروف بموقفه المعارض للهجرة ودعوته سابقاً إلى «ترحيل جماعي» للمهاجرين. وكان الحزب من أبرز الرابحين في الانتخابات الاتحادية في فبراير، حيث ضاعف عدد مقاعده مقارنةً بانتخابات 2021.
من جانبه، اعتبر فرات كوجاك عن حزب اليسار أن الحكومة تجعل كراهية AfD أمراً مقبولاً اجتماعياً، وفق تقرير ARD.
أظهر استطلاع أجرته «استوديو العاصمة» التابع لــARD في يوليو أن 573 شخصاً فقط في برلين تقدموا بطلبات الاستفادة من برنامج الجنسية المسرّع منذ 2024، بما يعادل نحو 1.02% من إجمالي طلبات الحصول على الجنسية. وكانت الولايات التالية في الترتيب: 78 شخصاً في بفارية و16 شخصاً في بادن-فورتمبيرغ حتى أبريل 2025، بحسب الاستطلاع.
دخل البرنامج ضمن حزمة إصلاحات لقواعد منح الجنسية أقرّها سابقاً المستشار السابق أولاف شولتس العام الماضي، والتي اشتملت على متطلبات لغة ألمانية متقدمة ودليلاً على «الاندماج الجيد في المجتمع الألماني»، وفق تقرير موقع DW الإخباري.
رغم إلغاء مسار التسريع، تبقى تغييرات أخرى أُدخلت في عهد حكومة شولتس سارية المفعول: خفض شرط مدة الإقامة للحصول على الجنسية العادية من ثماني سنوات إلى خمس، وتخفيف القيود المتعلقة بالجنسية المزدوجة. كما يُطلب من المتقدمين إثبات إتقان اللغة الألمانية على مستوى متوسّط والقدرة على إعالة أنفسهم وأسرهم في ألمانيا.