أمطار غزيرة جديدة تعرقل تعافي سريلانكا بعد الإعصار القاتل أخبار الفيضانات

اصطدام أمطار غزيرة يعرقل جهود الإغاثة والانتشال في سريلانكا

نُشِر في ٥ ديسمبر ٢٠٢٥

سادت أمطار غزيرة مناطق جنوب سريلانكا، ما زاد من تعقيد عمليات الإغاثة والانتشال التي تلت إعصاراً قوياً الأسبوع الماضي أودى بحياة المئات وأجبر عشرات الآلاف على النزوح، وفقاً لمسؤولين محليين. هطلت أكثر من 130 ملم (حوالي 5.1 بوصة) خلال 15 ساعة في جنوب البلاد يوم الخميس، وتوقعت السلطات استمرار هطول أمطار غزيرة في المناطق الجنوبية والجنوبيه الغربية يوم الجمعة.

التدفق المتواصل للأمطار عرقل أعمال التنظيف وإعادة الإعمار بعدما اجتاح إعصار ديتوا الجزيرة وغادرها الأحد، متسبباً بأسوأ فيضانات خلال عقد من الزمن. وأسفر الإعصار عن مقتل 486 شخصاً على الأقل، وتضرر أكثر من 50 ألف منزل، ونُقل 170 ألف شخص إلى مراكز إيواء وفق مركز إدارة الكوارث والسلطات المحلية؛ ولا يزال 341 شخصاً في عداد المفقودين.

وصف الرئيس أنورا كومارا ديسانايكا الكارثة الطبيعية بأنها الأصعب التي واجهتها الجزيرة، وقال في خطاب إلى الأمة: «نقر بأن ما نقوم به هو أصعب عملية إنقاذ في تاريخ وطننا».

تمثل هذه الكارثة امتداداً لموجة فيضانات وانهيارات أرضية مدمرة ضربت إقليمياً دولاً مثل إندونيسيا وتايلاند وماليزيا الأسبوع الماضي، وأسفرت مجتمعة عن نحو 1,500 قتيل، حيث لا تزال قرى عديدة في إندونيسيا مدفونة تحت الطين والحطام.

«ماذا سنفعل؟» — أصوات النازحين

أُبلغ سكان التلال الوسطى المعرّضة للانهيارات بعدم العودة فوراً إلى منازلهم حتى وإن بدا أنها لم تتضرر، لأن المنحدرات الجبلية لا تزال غير ثابتة. قال براسانا شانثا كومارا، المقيم مع أسرته في مركز إغاثة، لوكالة رويترز: «فقدت بيتي ومحصولي… ماذا سنفعل؟ كيف لنا أن نعيش بهذه الطريقة؟ نحن بحاجة إلى المساعدة».

انتقادات للحكومة وتقديرات التكلفة

يقرأ  الرئيس يعلن: محاولة انقلاب جارية في مدغشقر

وجه السكان في المناطق الأكثر تضرراً انتقادات للحكومة لعدم استعدادها الكافي للتعامل مع موجة الأمطار وما تلاها من أضرار. وأوضح المسؤول المكلف بعمليات الانتعاش، براباث تشاندراكيرثي، مفوض الخدمات الأساسية، أن السلطات تدفع 25,000 روبية (نحو 81 دولاراً) لتنظيف المنزل، في حين قد تصل تكاليف إعادة الإعمار إلى نحو 6–7 مليارات دولار. كما تُصرف مبالغ أولية بقيمة 2.5 مليون روبية (حوالي 8,100 دولار) لبدء إعادة بناء المنازل المدمرة.

حالة الخدمات والبنى التحتية

أفاد مكتب تشاندراكيرثي بأن قرابة ثلاثة أرباع الإمدادات الكهربائية في البلاد أعيد لها، لكن أجزاء من محافظة الوسطى الأكثر تضرراً لا تزال مقطوعة عنها الكهرباء والهواتف. وأفادت صحيفة الدولة «ديلي نيوز» بأن هطولاً إضافياً بواقع 75 ملم (3 بوصات) متوقع اليوم في بعض المناطق الجنوبية والجنوبيه الغربية، بما في ذلك الساحل الغربي الحضري المحيط بعاصمة النشاط التجاري، كولمبو.

الإجراءات الرسمية والدعم الدولي

أعلن ديسانايكا حالة طوارئ يوم السبت، وتعهد بإعادة الإعمار بمساندة المجتمع الدولي، مؤكداً أن الأولوية الآن هي تأمين النازحين وتخفيف معاناتهم واستعادة الخدمات الأساسية بأسرع ما يمكن.

أضف تعليق