أهم الخلاصات من مقابلة دونالد ترامب في برنامج «٦٠ دقيقة»

مقابلة تلفزيونية بعد سنة من الدعوى والتسوية — ترامب على شاشة “60 دقيقة”

ظهر الرئيس السابق دونالد ترامب في برنامج 60 Minutes على قناة سي بي إس بعد شهور قليلة من اتفاق تسوية بقيمة 16 مليون دولار مع الشبكة على خلفية اتهامات بتحرير مضلل للمقابلات. أُجريت المقابلة مع المذيعة نورا أودونيل يوم الجمعة الماضي في مقر إقامته بمار-أ-لاجو وعُرضت الأحد، وتضمنت نقاشات عن إغلاق الحكومة، وسياسات إدارته الصارمة غير المسبوقة تجاه المهاجرين غير النظاميين، وقرار واشنطن استئناف التجارب النووية، والحرب التجارية مع الصين.

علاقة متوترة مع سي بي إس

ترمب، الذي يظهر بانتظام على قناة فوكس الإخبارية المحافظة، تربطه علاقة متوترة مع سي بي إس المصنفة وسطياً. سبق أن غادر مقابلة مع البرنامج في أكتوبر 2020 قبيل انتخابات 2020، متّهماً المُقدمة ليزلي ستال بالتحيّز.

خلاصة ما جاء في المقابلة

– دعوى التحرير والتسوية: قبل عام تماماً من إجراء هذه المقابلة رفع فريق ترامب دعوى قضائية على شركة باراماونت مالكة سي بي إس مطالبين بتعويضات كبيرة لادعائهم أن شبكة التلفزيون حرّفت مقابلة لكمالا هاريس لصالح المرشّحة الديمقراطية. الشبكة بثت نسختين مختلفتين من إجابة هاريس بشأن حرب إسرائيل على غزة — واحدة على 60 Minutes وأخرى على Face the Nation — وعللت الاختلاف بكون الأمر نتيجة ضيق الوقت. ترامب طالب في البداية بتعويض قدره 10 مليارات دولار ثم رفع المبلغ إلى 20 ملياراً، قبل أن تُسدَّد المسألة بتسوية في يوليو 2025 بقيمة 16 مليون دولار كتبرع لمكتبة رئاسية مقررة لترامب، ما أثار احتجاجات نقابات الصحفيين ومنظمات حقوقية اعتبرت الخطوة سابقة خطرة على حرية الصحافة. أعلنت باراماونت أنها لن تقدم اعتذاراً عن التحرير، لكنها فضّلت التسوية لإنهاء الملف، فيما كانت تسعى آنذاك للحصول على موافقة اتحادية لصفقة اندماج مع شركة سكاي دانس التابعة لحليف ترامب لاري إليسون، وقد منحت لجنة الاتصالات الفيدرالية لاحقاً حقوق السيطرة لشركة إليسون.

– لقاءات أخرى وروابط: في 19 أكتوبر أُجرِيت مقابلات على 60 Minutes مع صهر ترامب جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن حرب إسرائيل وغزة. كذلك طفت مسألة روابط عائلية وتجارية خلال النقاشات، خصوصاً مع اتهامات بوجود مصالح متداخلة في قطاع العملات الرقمية.

يقرأ  جورجيا — اعتقال ثلاثة أشخاص لمحاولتهم شراء ٢ كيلوغرام من اليورانيوم بشكل غير قانوني

القمة مع شي وتطمينات النادرة

بعد لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في بوسان بكوريا الجنوبية وصف ترامب نظيره قائلاً إنه “رجل قوي وقائد ذو نفوذ” وأن علاقتهما متوازنة بالرغم من الحرب التجارية. ادّعى ترامب أنه توصل إلى صفقة تجارية مفيدة وأن “تهديد المعادن النادرة زال تماماً”، في إشارة إلى القيود الصينية على صادرات معادن الأرض النادرة الحيوية للصناعات الدفاعية والإلكترونية والمركبات الكهربائية. لكن بكين أعلنت فعلاً تأجيل إدخال ضوابط تصدير على خمسة عناصر فقط، فيما بقيت قيود على سبعة عناصر أخرى سارية، ما يجعل ادعاء ترامب مبالَغاً فيه.

وبخصوص تايوان، قال ترامب إن شي لم يعلن نية عسكرية واضحة ضد الجزيرة، لكنه أشار إلى تصريحات سابقة لشي وبيانات لمسؤولين صينيين مفادها أنهم “لن يفعلوا شيئاً أثناء رئاسة ترامب” لأنهم يعرفون العواقب. عندما سئل عما إذا كان سيأمر القوات الأمريكية بالتحرك إذا هاجمت الصين تايوان التزم ترامب بالغمْض، مؤكداً أن الجانب الآخر يعرف موقف الولايات المتحدة وأنه لا يريد الإفصاح عن تفاصيل استراتيجية.

عفو عن مؤسس عملة رقمية مثير للجدل

سُئل ترامب عن العفو الذي منحه مؤخرًا لمؤسس منصة باينانس، تشانغبينغ تشاو، فأجاب: “لا أعرفه”. الرئيس قال إنه لم يلتقِ تشاو وإنه قُدِّم له على أنه ضحية حملة اضطهاد سياسية وفقاً لإدارة الرئيس السابق جو بايدن. تشاو أقر في 2023 بتهم تتعلق بتسهيل غسيل أموال في سياق قضايا استغلال جنسي للأطفال و”إرهاب” مرتبط بمنصته، وقضى أربعة أشهر في السجن حتى سبتمبر 2024 قبل التنحي عن منصب الرئيس التنفيذي لباينانس. أثارت علاقة باينانس مع شركة عائلية مرتبطة بعائلة ترامب، World Liberty Financial، تساؤلات حول تضارب مصالح محتمل، خصوصاً أن تلك الشركة أطلقت عملة مستقرة مربوطة بالدولار أُطلق عليها USD1 ورُوجت عبر منصة باينانس، كما استعملت صناديق استثمارية في الإمارات دولارات من تلك العملة لشراء حصص في المنصة.

يقرأ  أبرز المخاطر الاقتصاديةالتي تهدّد دول البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في أوروبا

النسخ المتفاوتة للمقابلة

نُشِر نص كامل للمقابلة امتدّ تسعين دقيقة تضمن عناصر لم تظهر في النسخة التلفزيونية المقتضبة التي استغرقت 28 دقيقة، ولا في النسخة المطوّلة على الإنترنت التي دامت 73 دقيقة — وهو فارق أثار تساؤلات حول ما يُختار للعرض وما يُستثنى.

الخلاصة: مقابلة مليئة بالادعاءات والتنازلات

كانت المقابلة فرصة لترامب لإعادة صياغة سردية إنجازاته وإلقاء اللوم على خصومه ووسائل الإعلام، لكنها أيضاً أعادت إلى السطح سجالات قانونية وسياسية حول تحرير المقابلات، مصالح اقتصادية متشابكة، ومخاطر التوترات الدولية التي ما تزال تحتاج إلى توضيح بشأن الضمانات والالتزامات بين القوى الكبرى. قالت شبكة CBS في ملاحظة على نسخة يوتيوب إن التقرير «اختُصر لزيادة الوضوح».

واستخدم ترامب قرار حكومه الأسبوع الماضي باستئناف التجارب النووية ـ للمرة الأولى منذ 33 عاماً ـ ذريعةً لتبرير الخطوة، قائلاً إن دولاً أخرى، إلى جانب كوريا الشمالية، «تجري تجاربها لكن لا تتحدث عنها». وأضاف: «روسيا تجرّب، والصين تجرّب، لكنهم لا يتكلمون عن ذلك»، مشيراً أيضاً إلى باكستان. وتابع: «نحن مجتمع منفتح؛ نختلف عنهم لأننا نتحدث علناً، ويجب أن نتحدث، وإلا لن يكون لديكم من يكتب عن الأمر؛ لدينا صحفيون يفعلون ذلك». ومع ذلك، قالت المحللة جورجيا كول من معهد تشاتام هاوس للبحوث إن «لا مؤشر» على أن روسيا أو الصين أو باكستان استأنفت اختبارات نووية علنية في الآونة الأخيرة.

وزعم الرئيس أن الهدنة وخطة السلام التي تفاوضت عليها الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس «متينة للغاية»، رغم أن الضربات الإسرائيلية أودت ـ بحسب التقارير ـ بحياة 236 مواطناً من غزة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ. ولا يزال غامضاً ما إذا كانت حركة حماس قد وافقت فعلاً على نزع سلاحها ومتى. ومع ذلك قال انه غير قلق بشأن نزع سلاح حماس لأن الولايات المتحدة سترغمها على ذلك، وأضاف: «يمكن إقصاء حماس فوراً إذا لم تتصرف بشكلٍ لائق».

يقرأ  خريف إيطاليا لعشّاق الطعام، مهرجانات موصى بها من ريك ستيفز

ونفى ترامب أن تكون الولايات المتحدة في طريقها إلى حرب مع فنزويلا، على الرغم من التراكم العسكري قبالة سواحلها والهجمات الجوية القاتلة التي استهدفت سفناً يُزعم أنها متورطة في تهريب المخدرات في مياه البلاد، والتي اعتبرت الأمم المتحدة أنها تشكّل خروقات للقانون الدولي. وعندما سئل عما إذا كانت الضربات تهدف فعلياً إلى الإطاحة بنيكولاس مادورو أجاب بالنفي، لكنه لُحِقَ بسؤال عمّا إن كانت أيام مادورو في السلطة معدودة فرد: «أقول نعم».

ولم يفشل الرئيس في إلقاء اللوم على الديمقراطيين في ما صار يقترب من أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، مستنداً إلى رفض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين إقرار ميزانية جديدة ما لم تُمدّد الاعتمادات الضريبية المنتهية التي تُخفّض تكاليف التأمين الصحي لملايين الأمريكيين، وما لم يتراجع ترامب عن التخفيضات في الرعاية الصحية التي جاء بها مشروع قانونه الضريبي والإنفاق المصدق في وقت سابق من العام. وأوضح أنه لن يفاوض الديمقراطيين، من دون أن يقدم خطة واضحة لإنهاء الإغلاق الذي يؤثر على نحو 1.4 مليون موظف حكومي.

في ملف التجارة، حذّر ترامب من أن القضاء إذا أمر بإلغاء الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته سيقود الاقتصاد الأمريكي إلى «الهاوية» وسيحول البلاد إلى «أمة من دول العالم الثالث»، معتبراً أن الرسوم ضرورية لأسباب تتعلق بالأمن القومي وأنها أكسبت الولايات المتحدة مزيداً من الاحترام الدولي.

ودافع عن الحملات غير المسبوقة لوكالة الهجرة والجمارك (ICE) والمراقبة الموسّعة بحق أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون غير موثَّقين. وعند سؤاله إن كانت الحملات قد تجاوزت الحد، رفض ذلك قائلاً: «لا، أعتقد أنها لم تذهب إلى أبعد مما ينبغي لأن القضاة، القضاة الليبراليون الذين عيّنهم بايدن وأوباما، كانوا يعيقوننا».

أما بشأن انتخابات عمدة نيويورك المرتقبة، فصرح أنه لن يدعم الاشتراكي الديمقراطي زهران مامداني واصفاً إياه بـ«الشيوعي»، وأضاف أن فوزه سيجعل من الصعب عليه «تقديم الكثير من الأموال لمدينة نيويورك».

أضف تعليق