إعلان بعد أقل من أسبوع على تسريح أمازون 14,000 موظف
أعلنت شركة OpenAI عن توقيع صفقة جديدة مع أمازون قيمتها 38 مليار دولار تسمح لها بتشغيل أعباء العمل المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على بنية السحابة الخاصة بخدمات أمازون ويب (AWS). وتمتد الصفقة سبع سنوات، وهي أول دفعة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي لشركة التجارة الإلكترونية بعد إعادة هيكلة أجرتها الأسبوع الماضي.
ستمكن الصفقة صانعة ChatGPT من الوصول إلى آلاف معالجات الرسوميات من نفيديا لتدريب وتشغيل نماذجها، لكن خبراء يؤكدون أن ذلك لا يعني السماح لـOpenAI بتدريب نماذجها اعتماداً على محتوى مواقع تستضيفها AWS — مثل مواقع The New York Times وReddit وشركة United Airlines — ما لم تكن تلك المواد متاحة للعامة أساساً. كما قال جوشوا ماكنتي، الرئيس التنفيذي لشركة PolyguardAI المتخصصة في كشف الذكاء الاصطناعي، لقناة الجزيرة: “تشغيل تدريب OpenAI داخل AWS لا يغير قدرتهم على كشط المحتوى من المواقع المستضافة عند AWS [التي يمكنهم الوصول إليها بالفعل إذا كانت مقروءة للجمهور]. هذا الكلام بالأساس يتعلق بالاقتصاد بين الاستئجار والشراء لسعة وحدات معالجة الرسوم”.
الصفقة تمثل أيضاً تصويت ثقة كبير لوحدة الحوسبة السحابية في أمازون (AWS)، التي كان بعض المستثمرين يخشون تراجعها أمام منافسين مثل مايكروسوفت وجوجل في سباق الذكاء الاصطناعي، وهو قلق تراجع إلى حد ما بعد نمو قوي أظهرته أعمال الشركة في ربع سبتمبر.
ستبدأ OpenAI باستخدام AWS فوراً، مع تشغيل كل السعات المخططة بحلول نهاية 2026، وإمكانية توسيعها أكثر في 2027 وما بعدها. وتخطط أمازون لنشر مئات الآلاف من الشرائح، بما في ذلك مسرعات AI من نفيديا من طرازي GB200 وGB300، في مجموعات بيانات مُصممة لتسريع استجابات ChatGPT وتدريب الجيل القادم من نماذج OpenAI. كما تقدم أمازون حالياً نماذج OpenAI عبر خدمة Amazon Bedrock التي توفر نماذج ذكاء اصطناعي متعددة للشركات المستخدمة لـAWS.
إعادة الهيكلة الواسعة التي أجرتها OpenAI الأسبوع الماضي قربتها أكثر من مدلولها الربحي وأبعدتها عن جذورها غير الربحية، كما أزالت حق مايكروسوفت بالرفض الأول لتوريد خدمات الحوسبة في الترتيب الجديد.
عوائق بيئية وتداعيات إدارية
جاء إعلان أمازون عن استثمار إضافي في الذكاء الاصطناعي بعد أيام من تسريحها 14,000 موظف، رغم تصريح المدير التنفيذي آندي جاسي في مكالمة الأرباح بأن هذه التخفيضات لم تكن بدافع الذكاء الاصطناعي — “الإعلان الذي صرّحنا به قبل أيام لم يكن مدفوعاً مالياً بالدرجة الأولى، ولا حتى مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن”، على حد قوله.
قال سام ألتمان، المدير التنفيذي لـOpenAI، إن الشركة ملتزمة بإنفاق 1.4 تريليون دولار لتطوير سعة حوسبة تبلغ 30 جيجاواط — ما يكفي لتزويد نحو 25 مليون منزل أمريكي بالطاقة تقريباً. وأضاف: “توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي الحدّي يتطلّب سعات حوسبة هائلة وموثوقة. شراكتنا مع AWS تقوّي النظام البيئي للحوسبة الواسع الذي سيقود هذا العصر الجديد ويجعل الذكاء الاصطناعي المتقدّم في متناول الجميع.”
تثير هذه الخطوات مخاوف متزايدة بشأن كمية الطاقة الضخمة التي تحتاجها مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي لتعمل؛ فمعمل لورانس بيركلي الوطني قدّر أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قد تستهلك ما يصل إلى 12% من كهرباء الولايات المتحدة بحلول 2028. وأظهر استطلاع AP/NORC في أكتوبر أن 41% من الأمريكيين قلقون بشدة بشأن أثر الذكاء الاصطناعي على البيئة، بينما قال 30% إنهم يشعرون بقلق إلى حد ما مع توسع انتشار مراكز البيانات عبر البلاد.
مؤشرات فقاعة محتملة
الارتفاع الكبير في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي والتزامات إنفاقها الضخمة — التي تزيد على تريليون دولار بالنسبة لـOpenAI — أثارت مخاوف من أن طفرة الذكاء الاصطناعي قد تتحول إلى فقاعة. وقد استعانت OpenAI بالفعل بجوجل (شركة Alphabet) لتزويدها بخدمات سحابية، كما أُفيد في تقارير أن الشركة أبرمت صفقة لشراء قدرة حوسبة بقيمة نحو 300 مليار دولار على مدى نحو خمس سنوات.
رغم أن علاقة OpenAI بمايكروسوفت التي تأسست عام 2019 ساهمت في دفع مايكروسوفت إلى الصدارة بين عمالقة التقنية في سباق الذكاء الاصطناعي، فإن الشركتين اتخذتا خطوات أخيراً لتقليل اعتمادهما المتبادل. ولم تتوفر تعليقات فورية من OpenAI أو أمازون عند إعداد التقرير.
على وول ستريت، ارتفعت أسهم أمازون على خلفية خبر الصفقة؛ حيث زادت بنسبة 4.7% عند الساعة 11:15 صباحاً بتوقيت نيويورك (16:15 بتوقيت غرينتش).