أوكرانيا: هجوم روسي مدرع واسع في معركة بوكروفسك

تزعم روسيا أنها تسيطر بالكامل على مدينة بوكروفسك، بينما تقول القوات الأوكرانية إنها لا تزال تحتفظ بالسيطرة على الجزء الشمالي من هذه المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا.

أفادت القوات الأوكرانية بوقوع هجوم مدرّع روسي غير اعتيادي وحجمياً داخل المدينة، حيث حشدت موسكو قوة تقارب 156 ألف جندي في محاولة للاستيلاء على مركز الإمداد السابق الذي أصبح الآن مدمراً ومعرضاً للحصار.

وقال فيلق الاستجابة السريعة السابع في بيان إن «الروس استخدموا مركبات مدرعة وسيارات ودراجات نارية. حاولت القوافل اختراق المدينة من الجنوب إلى الجزء الشمالي». وأكد مصدر في الفيلق لوكالة رويترز أن موسكو نشرت نحو ثلاثين مركبة في قافلة واحدة، ما يجعل هذا الهجوم الأكبر حتى الآن داخل المدينة، بعدما اقتصرت عملياً التعزيزات سابقاً على مركبة واحدة أو اثنتين لمساندة تقدم المشاة.

ورغم أن روسيا أعلنت سيطرتها الكاملة على بوكروفسك، ترفض كييف هذا السرد وتقول إن قواتها لا تزال متمركزة في الشطر الشمالي من المدينة حيث تستعر معارك حضرية عنيفة.

تتقدّم القوات الروسية إلى داخل المدينة منذ أشهر على شكل مجموعات مشاة صغيرة، سعياً للسيطرة على هذا المركز اللوجستي السابق كجزء أساسي من حملة موسكو للاستيلاء على كامل المنطقة الصناعية في دونباس شرق أوكرانيا.

أظهرت مقاطع فيديو نشرتها الوحدة مدرعات وهي تتغلغل في الثلج والطين، بالإضافة إلى هجمات بطائرات من دون طيار على قوات روسية واصطدامات وانفجارات وحطام محترق. وأفاد الفيلق عبر صفحته على فيسبوك أن القوات الروسية حاولت استغلال سوء الأحوال الجوية لكنها تعرضت لدفعات عكسية.

يشكّل سقوط بوكروفسك جائزَة استراتيجية كبيرة لموسكو لن تكون لها مثيل منذ ما يقرب من عامين، ومن شأن تراجع دفاعات المدينة أن يزيد الضغوط على كييف التي تحاول تحسين شروط مقترح سلام مدعوم من الولايات المتحدة وينظر إليه على نطاق واسع على أنه يميل لصالح روسيا.

يقرأ  رفض الإفراج المشروط عن ليل مينينديز بعد عقود على قتل والديهأخبار

قال القائد العسكري الأعلى لأوكرانيا، أوليكساندر سيرسكي، للصحافيين في وقت سابق هذا الأسبوع إن الوضع حول المدينة لا يزال صعباً في ظل حشد روسيا لقوة تقارب 156 ألف عنصر حول المدينة المحاصرة. وأضاف أن القوات الروسية تبني هذا التجمّع العسكري مستترةً بأجواء مطيرة وضبابية.

رأى جورج باروس، قائد فريق روسيا في معهد دراسة الحرب، أن موسكو «تضخّم» من أهمية سقوط بوكروفسك في محاولة لتصوير تقدمها على أرض المعركة على أنه حتمي. وأضاف أن هذا الانطباع بالقدرية يتردد صداه لدى بعض أعضاء فريق التفاوض للرئيس دونالد ترامب الذين يحاولون جمع مقترح سلام للحرب في أوكرانيا.

مع ذلك، دفعت روسيا ثمناً باهظاً في محاولتها الاستيلاء على المدينة، إذ خسرت «أكثر من ألف آلية مدرعة وأكثر من 500 دبابة» في منطقة بوكروفسك وحدها منذ بدء العمليات الهجومية الروسية في أكتوبر 2023 بهدف الاستيلاء على أفدييفكا، التي سقطت بيد القوات الروسية في أوائل 2024 في واحدة من أعنف المعارك حتى الآن.

الكمرلين يكثّف جهوده في حرب المعلومات لعرض الجيش والاقتصاد الروسيين على أنهما قادران حتماً على الفوز بحرب استنزاف ضد أوكرانيا، بحسب تغريدة لمعهد دراسة الحرب تضمنت مخططاً يوضح أهداف هذه الحملة.

قال الرئيس ترامب يوم الأربعاء إنه تبادل «كلمات قوية إلى حد ما» مع زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن أوكرانيا، محذراً من أن خطتهم لعقد محادثات جديدة حول مقترح السلام الأميركي هذا الأسبوع قد تكون «مضيعة للوقت». وأضاف أنه «قد يُطلب منا الحضور إلى اجتماع نهاية الأسبوع في أوروبا وسنقرر بناءً على ما سيُعرض»، مؤكداً «لا نريد إضاعة الوقت».

المقترح الأميركي الأولي، الذي كان يشمل تنازل أوكرانيا عن أراض لم تكن محتلة من قبل روسيا، اعتُبر في كييف وبين حلفائها الأوروبيين تقارباً شديداً إلى مطالب موسكو لإنهاء الحرب، فتمت مراجعته منذ ذلك الحين. ودفع ترامب بقوة من أجل موافقة الرئيس فولوديمير زيلينسكي على الخطة، في حين أفادت مسؤولة الأنباء لوكالة فرانس برس أن كييف أرسلت مسودة مُحدّثة من الخطة إلى واشنطن.

يقرأ  «حمى لالان» تحقق نجاحات هائلة في مزاد كاربيداس بقيمة 100 مليون دولار لدى دار سوذبيز

أضف تعليق