أُعلِن فوز الرئيس الحالي ألاسان أوتارا في انتخابات ساحل العاج

فاز الحسن وتارا بولاية رئاسية جديدة في ساحل العاج، بحسب النتائج المؤقتة المعلنة.

أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات يوم الإثنين أن الرئيس البالغ من العمر 83 عاماً حصل على ولاية رابعة بعد حصوله على 89.77% من الأصوات المدلى بها. شارك في الاقتراع ما يقرب من تسعة ملايين ناخب مؤهل، في سباق استُبعدت خلاله أبرز منافسيه؛ فقد مُنع الرئيس السابق لوران غباغبو بسبب إدانة جنائية، بينما تم استبعاد تيديان تيام لامتلاكه الجنسية الفرنسية.

المنافسون الأربعة الباقون لم يُنظر إليهم كفرص حقيقية للفوز لافتقارهم إلى دعم حزب سياسي كبير وموارد مالية معتبرة. أحدهم، وزير التجارة السابق جان-لويس بيلون، الذي هنأ وتارا يوم الأحد، نال 3.09% من الأصوات، فيما حصلت الزوجة السابقة للرئيس سيمون غباغبو على 2.42% بحسب النتائج التي قرأها على التلفزيون الرسمي رئيس اللجنة الانتخابية إبراهـيم كوليبالي-كويبيرت. وقد قُدِّرت نسبة المشاركة بنحو 50% — مستوى مماثل لانتخابي 2010 و2015، ولكنه أقل بكثير من نسبة نحو 80% التي شاركت في الدورة الأولى عام 2010.

من أبويدجان، قال مراسل الجزيرة أحمد إدريس إن استبعاد أبرز المنافسين إلى جانب انخفاض الإقبال أعطيا وتارا «نصرًا ساحقًا». وأضاف أن نسبة مشاركة أكثر من 50% قد تمنحه قدْرًا من الشرعية لتسيير الحكم، بحسب ما صرحت به اللجنة الانتخابية.

«أمة منقسمة بشدة»

يتهم منتقدو وتارا الرئيس بالسير في مسار استبدادي يتيح له اختيار خصومه الانتخابيين. امتناع كثيرين عن التصويت جاء ضمن غضب واسع من قراره الترشح لولاية رابعة متتالية؛ فالحد الأقصى دستورياً منصوص عليه لولايتيْن فقط، لكن وتارا يجادل بأن هذا الحد أعيد تعيينه عقب تعديل دستوري عام 2016.

خلال الأسابيع السابقة للانتخابات اندلعت احتجاجات متفرقة ردًّا على استبعاد مرشحين رئيسيين من السباق، ما دفع الحكومة لحظر التظاهر واعتقال أكثر من 200 ناشط من حركة الجبهة المشتركة الحزبية.

يقرأ  احتجاج عائلات الرهائن الإسرائيليين أمام مقر إقامة نتنياهو

قال إدريس إن ما إذا كان وتارا سيستطيع «توحيد أمة منقسمة بعمق» لا يزال سؤالاً مفتوحًا، وإن عليه بذل كثير من العمل لكسب ثقة منتقديه.

مسيرة وتارا تمتد بين مؤسسات دولية ومحلية؛ فقد أمضى سنوات طويلة في صندوق النقد الدولي وفي البنك المركزي لدول غرب أفريقيا قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء عام 1990، ويشير إلى تحسن مؤشرات الاقتصاد تحت قيادته بزيادة الاستثمارات الأجنبية وتحسّن البنى التحتية واستتباب نسبي للأمن. ومع ذلك، فإن التفاوت الاجتماعي ما زال صارخًا والفساد مستمر.

البلد، المستعمرة الفرنسية السابقة والمنتج الرئيسي للكاكاو، مثقل بدين عام يقارب 60% من الناتج المحلي، وتبقى فجوات كبيرة في التعليم والرعاية الصحية. كما يذكر إدريس أن كثيرين من الإيفواريين يقولون إن النجاح الاقتصادي لم يصل إليهم بعد، وأنهم ما يزالون يكافحون لإطعام أسرهم وسط غلاء المعيشة، مع قلة فرص العمل للشباب.

تعهد وتارا بإصلاحات لتقليص الفوارق، لكن السؤال ما إذا كانت هذه الإصلاحات ستولِّد فرص عمل واسعة ورفاهًا ملموسًا لا يزال بلا إجابة واضحة.

تهديدات أمنية

انطلقت حملة وتارا بالتركيز الشديد على الأمن في ظل تزايد عدم الاستقرار الإقليمي. يدخل الرئيس فترته الرابعة فيما يهدد العنف بالامتداد من جيرانه في منطقة الساحل، مالي وبوركينا فاسو، حيث تنشط جماعات مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) وفرع تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى (ISGS).

منذ 2022، ضاعفت الحكومة الإنفاق الدفاعي ونشرت قوات إضافية في المناطق الشمالية المجاورة للساحل واشتريت دبابات مدرعة من دول مثل الصين. ومع تصاعد الضغوط الداخلية، تعهد وتارا بتسهيل انتقال السلطة إلى جيل سياسي جديد، لكن لا يوجد وريث واضح في الأفق والحزب الحاكم ممزق داخليًا.

حذّر رينالدو ديباني، نائب مدير برنامج أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، من أن الفشل في تسمية خليفة قد يدفع البلاد إلى الأزمة نفسها التي أعقبت وفاة الرئيس المؤسس فيليكس هوفويت-بواني عام 1993، والتي تلتها مواجهات مسلحة، قائلاً إن الناس حينها «رأوا أن المستقبل في السياسة غير مضمون».

يقرأ  إقالة الرئيس التنفيذي لشركة نستله بسبب علاقة لم يُفصح عنهاأخبار الأعمال والاقتصاد

من المتوقع أن يصادق المجلس الدستوري على نتائج اللجنة الانتخابية في الأيام المقبلة.

أضف تعليق