أُقيمت دقيقة صمت على شاطئ بوندي إحياءً لذكرى مرور أسبوع على وقوع الهجوم الإرهابي

كاتي واتسون، مراسلة استراليا، وتيفاني تورنبول — رويترز

عمّت حالة من الصمت حداداً على ضحايا الهجوم الذي وقع على شاطئ بوندي، خلال تجمع تأبيني أُقيم ضمن يوم وطني للتأمل يُحيي مرور أسبوع على إطلاق النار خلال فعالية احتفالية بعيد الحانوكا اليهودي.

من بين الخامسة عشرة التي لقين حتفهنّ في الهجوم كانت فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات، وحاخام مولود في بريطانيا، وناجٍ من محرقة الهولوكوست. عند وصول رئيس الوزراء أنطوني ألبانيز إلى مراسم التذكار قوبل بالصفير والهتافات، تعبيراً عن غضب جزء من الجالية اليهودية في البلاد بعد تزايد الاعتداءات المعادية للسامية في الأشهر الماضية.

مع غروب الشمس في سيدني مساء الأحد، أُحِيَت دقيقة صمت عند الساعة 18:47 (07:47 بتوقيت غرينتش) — وهي اللحظة التي تصادفت تماماً مع مرور أسبوع على ورود أول تقارير عن إطلاق النار على الشاطئ الشهير. أحاطت بتلك الفعالية إجراءات أمنية مشددة؛ فكانت بعض المناطق المقفلة يحرسها عناصر فرقة مكافحة الشغب المسلحة، وجُهِزت دوريات بحرية للشرطة قبالة ساحل بوندي — مشهد اعتبره كثير من الأستراليين أمراً غير مألوف.

تجمّع حشد كبير، كثيرون يرتدون الكيبا أو يلتفون بأعلام أستراليا، للاستماع إلى الكلمات الرسمية بعد الوقوف لصمت الوفاء. حلقت بالونات على شكل نحلة تكريماً للضحية الأصغر، ماتيلا — المُلقبة “ماتيلا بي” — ثم ختم الحضور الحفل بغناء أغنية Waltzing Matilda التي اشتُهِرت باسمها.

وبعزم وصوت الجماهير تم ترديد اسم طفلة أخرى، تشايا، البالغة من العمر 14 عاماً، التي وُضعت نفسها في مرمى إطلاق النار لحماية أطفال غريبين؛ أُصيبت في ساقها واستعملت العكازات للصعود إلى المنصة لتدعو الأمة إلى الشجاعة واللطف. وقالت مخاطبة الحاضرين: «إذا ألهمكم شيء واحد من كل هذا، فكونوا النور في ذلك الحقل من الظلام».

يقرأ  الحمض النووي المظلم: سر التنوع الاستثنائي لدى العناكب الراقصة

اختُتمت الفعالية بإضاءة الشمعدان (المنورا) — فعل لم يتمكّن المحتشدون لإحياء الحانوكا الأسبوع الماضي من القيام به. ولم تقتصر مراسم الأحد على بوندي أو على ولاية نيو ساوث ويلز فحسب؛ إذ امتدت مبادرة “نور على الظلام” على مستوى الوطن، حينما طُفئت النوافذ وتوّزَعت الشموع على حواف النوافذ في بيوت عديدة.

عند وصول ألبانيز، صاح أحد الحاضرين: «الدم على يديك». بدا رئيس الوزراء متفاجئاً من حدة الاستياء، فيما امسكت زوجته جودي هايدون بذراعه دعمًا له. وتدخلت الشرطة لاعتقال شخص واحد على الأقل حاول التقدّم نحو المنصة.

تؤكد الجالية اليهودية في أستراليا أن الهجوم كان صادماً لكنه لم يكن مفاجئاً تماماً بعد تصاعد الاعتداءات المعادية للسامية منذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 وردود الفعل العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. والسرد العام السائد يعبر عن شعور بأن السلطات كان بإمكانها وفُرض عليها أن تفعل المزيد لمنع وقوع مأساة سيدني.

قبل الحفل أقرّ ألبانيز بالانتقادات قائلاً إنه «يتحمل مسؤولية الجزء الذي يخصه كرئيس وزراء أستراليا». وعلى نحو أوسع، واجه اتهامات من بعض الأطراف بأنه انحاز إلى جانب الفلسطينيين حين تحرك هذا العام للاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما أثر سلباً في علاقاته مع إسرائيل؛ إذ اتهمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء دول أخرى بأن ذلك يُكافئ حركة حماس، وزعم نتنياهو بعد هجوم بوندي أن حكومة ألبانيز «لم تفعل شيئاً لوقف انتشار معاداة السامية في أستراليا».

بالمقابل، حظي كريس مينز، رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، بإشادة واسعة خلال مراسم سيدني لسرعة اعترافه بالأخطاء الحكومية قبل الحادثة وحضوره لعدد من مراسم الجنازات التي أُقيمت هذا الأسبوع، بينما لم تُوجَّه دعوات لألبانيز إلى بعضها. قال مينز في المناسبة: «نحن نأسف بعمق. نشارككم الحزن، وبكل تواضع أقرّ بأن أعلى واجب للحكومة هو حماية المواطنين، ولم ننجح في ذلك قبل أسبوع».

يقرأ  باحثون في بيرو يكشفون عن أحفورة شبيهة بالدلفين — عمرها عشرة ملايين سنة — مكتشفة في الصحراء

وصف مينز إطلاق النار بأنه كشف عن «تيار عميق من الكراهية المعادية للسامية في مجتمعنا» وأضاف: «يجب مواجهة ذلك». وفي كلمات استُقبلت بتصفيق حاد، دعا ديفيد أوسيب، رئيس مجلس نواب الجالية اليهودية في نيو ساوث ويلز، إلى تشكيل لجنة ملكية تتجاوز حدود الولاية للكشف عن جذور هذه الكارثة وكيف وقعت.

المشتبه به، نويد أكرم (24 عاماً)، مُدان فيما وُجهت إليه لائحة اتهام تتضمن 59 خلافاً، بينها 15 تهمة قتل وواحدة تتعلق بارتكاب عمل إرهابي. وقد قُتل والده ساجد خلال الاعتداء.

رداً على الهجوم أعلن ألبانيز سلسلة إجراءات لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وأعلن قبل مراسم الأحد فتح مراجعة لعمل الشرطة والأجهزة الاستخبارية الوطنية. ووصف الحادث بأنه «عمل مستوحى من داعش» يعكس تغيراً سريعاً في بيئة الأمن الوطني. كما تعهّد بإصلاح قوانين الأسلحة وأطلقت الحكومة برنامج شراء أسلحة — وهو أكبر برنامج من نوعه منذ مذبحة بورت آرثر عام 1996 التي أودت بحياة 35 شخصاً ودعمت سنّ أستراليا لقوانين صارمة للسيطرة على السلاح. لم يصلني أي نصّ لأعيد صياغته أو أترجمه. من فضلك أرسل النصّ المطلوب، وسأعيد صياغته وأترجمه إلى العربية بمستوى C2 مع إدخال خطأين شائعين كحدّ أقصى.

أضف تعليق