السلطات الصحية تعزل أكثر من مائة مخالط بعد رصد فيروس نزفي قاتل قرب حدود جنوب السودان
نُشِر في 17 نوفمبر 2025
أعلنت إثيوبيا عن ثلاث وفيات مرتبطة بفيروس ماربورغ في جنوب البلاد، فيما تتسابق السلطات الصحية لاحتواء تفشٍّ للمرض النزفي القاتل وضع الدول المجاورة في حالة تأهب عالية. اعنلت وزيرة الصحة مكدس دبا الوفيات يوم الإثنين، بعد ثلاثة أيام من إعلان الحكومة رسميًا عن تفشٍّ في منطقة أومو الحدودية مع جنوب السودان.
أوضحت التحاليل المخبرية أن ثلاث حالات وفاة ثبتت إصابتها بالمسبب المماثل للإيبولا، في حين يجري التحقيق في ثلاث وفيات إضافية أظهرت أعراضًا مطابقة للمرض، وفق بيان نقلته الإذاعة الرسمية. وقد أدّى الانتشار السريع للحالات إلى اتخاذ إجراءات احتواء عاجلة في المنطقة.
عزلت السلطات الإثيوبية 129 شخصًا كانوا على اتصال بالمصابين وتضعهم تحت المراقبة الدقيقة، في حين أصدرت جنوب السودان إرشادات صحية تدعو سكان المقاطعات الحدودية إلى تجنّب ملامسة سوائل الجسم. تبدأ الأعراض عادةً بحمى شديدة وصداع مبرح وآلام عضلية، تليها قيء وإسهال؛ وفي الحالات الشديدة يحدث نزف من الأنف واللثة والأعضاء الداخلية.
رصدت السلطات الفيروس لأول مرة يوم الأربعاء في منطقة جينكا بعد ورود إنذارات عن مرض نزفي مشتبه. اختبرت الفرق 17 شخصًا، وتمّ تحديد تسع حالات على الأقل قبل تأكيد الوفيات الأوّلية. وقالت الوزيرة إن العمل يسير بوتيرة متسارعة للسيطرة على التفشّي من خلال استجابة وطنية منسقة؛ فقد فعّلت الحكومة مراكز استجابة طارئة على مستويات متعددة ونشرت فرق استجابة سريعة إلى المناطق المتأثرة. وأضافت أن لا حالات عرضية نشطة تُعالج حاليًا.
منطقة إفريقيا بمنظمة الصحة العالمية نشرت توضيحًا يشرح كل ما يحتاج الجمهور إلى معرفته عن مرض ماربورغ وأعراضه وطرق انتقاله، مُؤرخة 16 نوفمبر 2025.
أنشأت إثيوبيا قدرة مخبرية محلية لفحص ماربورغ في معهد الصحة العامة الوطني، ما يتيح للسلطات إجراء التشخيص بشكل مستقل عوض الاعتماد كليًا على دعم خارجي. وحثّت الوزيرة أي شخص تظهر عليه الأعراض على التوجّه فورًا إلى المنشآت الصحية لإجراء الفحوصات.
وصلت فرق صحيةٍ دولية من منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا لدعم جهود الاحتواء. كما أطلقت الوزارة حملة توعية عامة توزّع منشورات معلوماتية بالأمهرية تشرح الأعراض وسبل الوقاية، وأنشأت خطًا ساخنًا للإبلاغ عن الحالات المشتبه بها.
ينتقل فيروس ماربورغ عن طريق الملامسة المباشرة لسوائل الجسد الملوثة أو المواد الملوثة بها. يبلغ معدل الوفيات في المتوسط نحو نصف المصابين، رغم أن النسب ارتفعت في تفشّيات سابقة لتصل إلى 88% بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. وتحذر الوكالة الأممية من أن العاملين الصحيين معرضون بشكل خاص للإصابة جراء التواصل القريب مع المرضى إذا لم تُراعَ احتياطات مكافحة العدوى بدقّة.
يمثل تفشّي ماربورغ في إثيوبيا امتدادًا لنمط مقلق من حالات الحمى النزفية في شرق أفريقيا؛ فقد تسبّب تفشٍّ سابق في تنزانيا بوفاة عشرة أشخاص بين يناير ومارس من هذا العام، وأنهت رواندا تفشيها الأول المسجَّل لماربورغ في ديسمبر الماضي بعدما قضى الفيروس على 15 شخصًا، وجرت خلال استجابة رواندا تجربة لقاح تجريبي.
أعرب المدير العام لمراكز السيطرة على الأمراض بأفريقيا، جان كاسيا، عن قلقه إزاء احتمالية انتقال العدوى إلى جنوب السودان، مشيرًا إلى أن ضعف البنية الصحية هناك يزيد من هشاشة الجهود الرامية إلى احتواء الانتشار العابر للحدود.