إجلاء آلاف السكان بعد فيضانات «استثنائية الارتفاع»

آزاده مشيري — مراسلة باكستان في نارووال
إيان أيكمان — بي بي سي، لندن

أُخلي نحو 200 ألف شخص بعدما اجتاحت الفيضانات أجزاء واسعة من إقليم البنجاب الباكستاني، فيما تبذل فرق الإنقاذ جهوداً مضنية لنقل السكان إلى مناطق آمنة بالقوارب.

حذّرت سلطات الكوارث من فيضانات «استثنائية الارتفاع» على أنهار رافي وسوتليج وتشيناب، فاضطرّت عدة مقاطعات لاستدعاء الجيش للمساعدة. وأفادت تقارير رسمية أن الهند حذّرت سابقاً بأنها ستفرج عن مياه من سدود كبرى أعلاه، مما أدى إلى فيضانات شديدة في أجزاء من أكثر محافظات باكستان كثافة سكانية.

وقال مسؤولون إن موجات الأمطار الموسمية الغزيرة التي شهدتها البلدين خلال الأسابيع الماضية أودت بحياة أكثر من 800 شخص في باكستان منذ حزيران/يونيو، بينما ناشدت هيئة إدارة الكوارث الوطنية (NDMA) السكان في المناطق المتضررة بالابتعاد عن الأنهار والمجاري والمناطق المنخفضة.

أعلن رئيس الوزراء شهباز شريف أن الحكومة الاتحادية ستتعاون بالكامل مع السلطات الإقليمية لتفادي مخاطر الفيضانات، لا سيما في المناطق الحضرية بغوجرات وسيالكوت ولاهور — ثاني أكبر مدن باكستان. وأشار خبراء الأرصاد إلى أن سيالكوت سجّلت في 24 ساعة كمية أمطار تجاوزت أعلى رقم مسجل خلال 49 عاماً، مما غمر سيارات ومنازل ومبانٍ بالمياه.

في العديد من القرى، يذهب رجال الإنقاذ من باب إلى باب لنقل السكان وقطعانهم بالقوارب؛ وأفاد تقرير لوكالة رويترز نقلاً عن المسؤوولون المحليين بأن هذه القوارب أنقذت أكثر من 32 ألف شخص كانوا محاصرين بمياه الفيضان. رافق فريق بي بي سي فرق الإنقاذ أثناء إجلاء مئات السكان من إحدى قرى مقاطعة كسور القريبة من الحدود مع الهند، بعدما فاض نهر السوتليج وغمر المنازل وانهارت السواجز الواقية.

أحد السكان، نديم أحمد، قال إنه يرفض الإخلاء لأنه مرّ بتجارب إجلاء عدة على مرّ السنين ولا يملك عائلته قدرة مالية على المغادرة مجدداً؛ وأظهر لطاقم الأخبار عشرات الأبقار وروث القش المخزن لإطعامها قائلاً: «أستعمل بالفعل مخزون الشتاء». أما آخرون فقبلوا البقاء في ملاجئ أو لدى أقارب على أراضٍ مرتفعة.

يقرأ  أكثر من 200 قتيلاً في فيضانات مفاجئة تضرب باكستان وكشمير الهندية

رأى كثيرون أن الفيضانات قاسية خصوصاً في بلد يعيش فيه أكثر من 40% من السكان تحت خط الفقر، لذا فضل كثيرون المخاطرة بالبقاء على أمل حماية ممتلكاتهم ومقتنياتهم حتى لو كلفهم ذلك حياتهم. في قرية زرنا زيارتها، رفض نحو نصف سكانها — مجتمع يضم حوالي 3000 نسمة ويقع على بعد ساعتين من لاهور — الإخلاء.

أوضحت سلطات الكوارث أن فيضانات الأربعاء تلت تحذيراً هندياً بالإفراج عن مياه من السدود العليا؛ فعند امتلاء الخزانات يُضطر المسؤولون لفتح المياهه مما يسبب فيضانات على امتداد مجاري الأنهار في باكستان. وكانت تلك الرسائل تحذيرية نادرة على مستوى الاتصال العام بين البلدين، اللذين شهدا توتراً عسكرياً حاداً في أيار/مايو الماضي.

تعرضت باكستان والهند على حد سواء لآثار مدمرة جراء أمطار موسمية استثنائية؛ وفي حادث منفصل، أدى انهيار أرضي يوم الثلاثاء على طريق يؤدي إلى المزار الهندوسي الشهير فايشنو ديفي في كشمير التي تديرها الهند إلى مقتل نحو 30 شخصاً على الأقل، بحسب مسؤولين.

أضف تعليق