إحياء محمية أفريقية استلزم القبض على مئات الحيوانات البرية ونقلها

قبل خمسين عاماً كانت حديقة بانهاين الوطنية في موزمبيق ملاذاً حيوياً يضج بقطعان الزراف والجاموس والظباء. لكن عقوداً من الحرب الأهلية والصيد الجائر تركت المكان شبه خالٍ من الحياة البرية.

اليوم يجري تنفيذ مشروع طموح لاستعادة بانهاين إلى مجدها السابق: إعادة بناء الأسوار، إصلاح الطرق، والمرحلة الأصعب أخيراً — إعادة إدخال الحيوانات.

بالتعاون بين محافظين من القطاع الخاص والحكومة الموزمبيقية نُقلت ما يقرب من 400 حيوان — من الحمار الوحشي، والويلديبيست، وعدد من أنواع الظباء — شاحنةً إلى بانهاين، في محاولة لإعادة إحياء محمية تشكل جزءاً من منتزه جريت ليمبوبو العابر للحدود، وهو ممر بري حيوي يضم محميات في موزمبيق وجنوب أفريقيا وزيمبابوي.

جاءت الحيوانات التي أعيدت إلى بانهاين من منتزه مابوتو الوطني، نفسه قصة نجاح بعد مشروع تأهيل مشابه قبل نحو 15 سنة.

كانت عملية نقل الحيوانات دقيقة وشاقة: دفعت المروحيات قطعان الحيوانات صوب حظيرة ذات عنق قمعي، ثم أُرغموا على الصعود عبر انحدار إلى صناديقٍ على ظهر الشاحنات لرحلة برية استغرقت 18 ساعة نحو الشمال. استمرت الحملة بأكملها 12 يوماً.

أُدخل 385 حيواناً إلى «محمية» مساحتها ثمانية أميال مربعة ستُوسّع تدريجياً حتى تتأقلم الحيوانات تماماً وتصبح جاهزة للتجول في أرجاء المنتزه الأكبر، بحسب دونالد ساتون، رئيس العمليات والتنمية في بانهاين.

«نساهم الآن في التنوع البيولوجي، في التنوع البيولوجي الأوسع لحديقة بانهاين الوطنية»، قال ساتون. «ومن المتوقع أنه كلما زاد عدد الحيوانات هنا وبدأنا بإطلاقها داخل نظام بانهاين الأوسع، سيرتفع إقبال السياح أيضاً.»

بانهاين هي أحدث محمية يُحددها موزمبيق للترميم؛ فقد كانت البلاد تضم في السابق بعض أغنى تجمعات الحياة البرية في المنطقة قبل أن تترك صحراءً بفعل الصيد الجائر والجفاف وحرب أهلية دموية امتدت 15 عاماً بين 1977 و1992.

يقرأ  طرق تزييف الطعام في غزة قراءة في سياق الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

تشارك مؤسسة منتزهات السلام في جهود استعادة المناطق الحفظية العابرة للحدود في جنوب إفريقيا وكانت جزءاً من عملية نقل الحيوانات إلى بانهاين. كما تقود مشروعاً لإعادة توطين الحياة البرية في منتزه زيناف الوطني، محمية أخرى من أجزاء منتزه جريت ليمبوبو التي نُهبت حيواناتها على مر السنين.

في زيناف أعيد إدخال وحيد القرن الأسود المهدد بالانقراض بعد نقله من جنوب أفريقيا، ليصبح بذلك أول تجمع لوحيد القرن الأسود في موزمبيق منذ عقود.

تقول مؤسسة منتزهات السلام إنها نقلت أكثر من 18 ألف حيوان إلى مناطق حفظية كانت متدهورة وتجرى الآن إعادة إحيائها.

أوضح ساتون أن جاهزية بانهين للعودة للحياة البرية تطلّبت عامين ونصف من العمل الشاق المضني، ويأمل الآن رؤية قطعان تعبر المحمية ذهاباً وإياباً كما كان الحال قبل خمسة عقود.

«أرى مستقبل بانهاين كما كان قبل أكثر من خمسين عاماً.»

أضف تعليق