إدارة ترامب تفتح محمية الحياة البرية في ألاسكا أمام التنقيب عن النفط

إعلان حكومي يفتح الباب أمام التنقيب في محمية برية وطنية تقع على أراضٍ تقليدية لسكان أصليين

أعلنت وزارة الداخلية الأميركية، خلال فعالية عُقدت يوم الخميس، عن خطة نهائية تسمح بفتح السهل الساحلي في محمية القطب الشمالي الوطنية للاستكشاف وإبرام عقود تنقيب عن النفط والغاز في منطقة تقع على أراضٍ تقليدية لشعبي الإينوبياق والغويتشِن. وتعيد الخطوة إشعال التوترات المزمِنة بشأن حماية واحدة من أبرز جواهر البيئة في الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة في بيان إن القرار يمهّد لإجراء مزادات إيجار داخل السهل الساحلي الذي تمتد مساحته نحو 1.5 مليون فدان (حوالي 631,309 هكتار)، مشيرة إلى أن ذلك يأتي ضمن «حزمة واسعة من الإجراءات لتعزيز تطوير الطاقة وتحديث إدارة الأراضي والموارد في الاسكا».

كان الرئيس دونالد ترامب والنواب الجمهوريون قد تعهّدوا سابقاً بإعادة فتح هذا الجزء من المحمية أمام التطوير المحتمل. وفي تقديم الإعلان، قال وزير الداخلية دوغ بيرغوم إن «الرئيس ترامب أمرنا منذ اليوم الأول بفتح إمكانات الطاقة والموارد في الاسكا مع الوفاء بالالتزامات تجاه الولاية والمجتمعات المحلية».

وصادق تشريع جمهوري تضمن تخفيضات ضريبية كبيرة وتخفيضات في الإنفاق الصيف الماضي، وطالب بإجراء ما لا يقل عن أربع مزادات إيجار داخل المحمية على مدى عشر سنوات. وأضاف بيرغوم أن «إعادة فتح السهل الساحلي والتقدم في بنية تحتية رئيسية يعززان الاستقلال الطاقي، ويخلقان وظائف، ويدعمان مجتمعات الاسكا بينما يدفعان عجلة النمو الاقتصادي في الولاية».

يُعتبر السهل الساحلي في محمية القطب الشمالي، القريب من رأس شبه جزيرة الاسكا وموطن بيئات معترف بها دولياً لطيور الماء المهاجرة، أرضاً مقدّسة لدى مجتمعات غوويتشِن الأصلية التي تعارض التنقيب. كما أدان المدافعون عن البيئة هذه الخطوة؛ إذ وصفت ميدا دوويت، مديرة ولاية الاسكا في جمعية البراري، القرار بأنه يضع «المصالح الشركاتية فوق حياة وثقافات والمسؤوليات الروحية للشعوب التي يبقى بقاءها مرتبطاً بصحة محمية القطب الشمالي».

يقرأ  لماذا اجتاحَجيلُ زدشوارعَ نيبالَ؟

في المقابل، تدعم جماعة الإينوبياق الأصلية في بلدة كاكتوفيك، الواقعة داخل المحمية، التنقيب—وترى أن تطوير النفط بمسؤولية يعد مفتاحاً لرفاه منطقتهم وتنميتها الاقتصادية. كما أشادت شركة قرية كاكتوفيك المحلية (Kaktovik Inupiat Corp)، المؤسسة عام 1973 ومالكة الأراضي داخل وحول كاكتوفيك، بإعلان الإدارة. وصرّح رئيسها تشارلز «سي سي» لامب بأن «من المشجع أن نرى صانعي القرار في واشنطن يقرّون بسيادتنا الصوتية ويدعمون نجاح كاكتوفيك على المدى الطويل».

أعلن بيرغوم أيضاً إتمام صفقة تبادل أراض تهدف إلى بناء طريق يربط بين بلدتي كينغ كوف وكولد باي ويمر عبر محمية إزيمبيك الوطنية للحياة البرية. وعلى الرغم من مطالب سكّان كينغ كوف منذ فترة طويلة بفتح طريق، فقد توعّد المدافعون عن البيئة وزعماء القبائل بشنّ طعن قضائي.

وقالت السيناتورة الجمهورية ليزا موركوفسكي للصحفيين إنها ناضلت طيلة فترة ولايتها من أجل وصول الأراضي لسكان كينغ كوف، لكنها شدّدت على ضرورة ضمان بناء الطريق «مع أقل قدر من الإزعاج للحياة البرية المحلية». وأضافت: «أعتقد أنه من المهم أن نتذكّر أن الحديث لا يدور عن طريق متعدد الحارات مرصوف يمرّ عبره عدد كبير من الشاحنات، بل هو طريق بطول 11 ميلاً، حارة واحدة، حصوي، وغير مخصص للاستخدام التجاري».

أضف تعليق