إدارة ترامب تنهي الحماية المؤقتة لمواطني ميانمار أخبار دونالد ترامب

أعلنت حكومة الولايات المتحدة نيتها إنهاء وضع الحماية المؤقتة (Temporary Protected Status) لمواطني ميانمار، البلد الواقع في جنوب شرق آسيا والذي تشهده حرب أهلية مستمرة.

في يوم الاثنين، أصدرت وزارة الأمن الداخلي مشروع إشعار في السجل الفدرالي ليُنشر رسمياً في اليوم التالي، كاشفةً عن هذا التغيير. ونسب الإشعار إلى وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قرارها بإنهاء البرنامج. وورد في الوثيقة: «بعد مراجعة أوضاع البلاد والتشاور مع الجهات الحكومية الأميركية المعنية، رأت الوزيرة أن بورما [ميانمار] لم تعد تستوفي شروط التعيين لوضع الحماية المؤقتة». وأضافت الوثيقة: «وعليه، تُنهِي الوزيرة تعيين حالة الحماية المؤقتة لبورما كما يقتضي القانون».

يستفيد حالياً نحو 3,969 مواطناً من ميانمار من وضع الحماية المؤقتة في الولايات المتحدة، وهو مسار قانوني يسمح للأجانب الذين لا يصلح أوضاع بلادهم للعودة الآمنة بالبقاء والعمل قانونياً داخل البلاد. وهناك أيضاً 236 طلباً آخر من مواطني ميانمار قيد الانتظار حتى 10 نوفمبر.

سعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة، فحاولت سحب وضع الحماية المؤقتة عن جماعات عدة، بمن فيهم مواطنو هايتي وأفغانستان وفنزويلا ودول أخرى تعاني عدم استقرار. وفي يوم الجمعة الماضي نشر ترامب على منصته «تروث سوشيال» أنه «بموجب هذا، وإنهاءً فوريّاً برنامج الحماية المؤقتة للصوماليين في مينيسوتا»، متهماً عصابات من الصوماليين بـ«ترهيب» الولاية، وكتب: «أعيدوهم إلى حيث أتوا. انتهى الأمر».

ومع ذلك، يتساءل خبراء قانونيون عما إذا كان بإمكان رئيس أن يسحب وضع الحماية المؤقتة عن فئة محددة في ولاية بعينها، واتُهم أحياناً بمحاولة ترهيب المهاجرين لإرغامهم على مغادرة البلاد.

تقييد الحكومة الفدرالية في عهد ترامب شمل أيضاً الحد التاريخي من سقف قبول اللاجئين إلى 7,500 شخص سنوياً. كما سعت إدارته إلى سحب حماية مؤقتة أخرى تُعرف بـ«الإفراج الإنساني» (humanitarian parole) التي تُمكّن المهاجرين من دخول البلاد لفترات قصيرة لأسباب طارئة أو إنسانية. وتواجه العديد من هذه الإجراءات طعوناً قضائية، ومع ذلك غالباً ما انحازت المحكمة العليا لصالح إدارة ترامب. ففي قرار غير موقّع صدر في 30 مايو، ألغت الأغلبية قرار محكمة أدنى كان قد حظر على وزارة الأمن الداخلي إنهاء الإفراج الإنساني لما يقرب من 500,000 كوبي ونيكاراغوي وفنزويلي وهايتيي. وقد أصدر قاضيان محيدان على اليسار، كيتانجي براون جاكسون وسونيا سوتومايور، رأياً مخالفاً محذِّرين من أن رفع التعليق قد يلحق أضراراً جسيمة بالمهاجرين أثناء استمرار الطعون القانونية، إذ كتبت براون جاكسون أن القرار «يقلل من شأن العواقب المدمرة المترتبة على السماح للحكومة بأن تقلب حياتَ ومعايشَ نصف مليون أجنبي تقريباً بينما دعاوىهم ما تزال جارية».

يقرأ  اتفاق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي — ماذا يعني ذلك لبياناتك؟تقنية

الاضطرابات في ميانمار

في شأن ميانمار، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً للسفر من المستوى الرابع — أعلى مستوى تحذيري — محذرةً من عبور البلاد. واستند التحذير إلى مخاطر «الصراع المسلح، واحتمال الاضطرابات المدنية، والتطبيق التعسفي للقوانين المحلية، وضعف البنية الصحية، والألغام والذخائر غير المنفجرة، والجريمة، والاعتقالات الجائرة».

في فبراير 2021 أطاح الجيش بحكومة الرئيسة أونغ سان سو تشي، ومنذ ذلك الحين اندلعت حرب أهلية تُمثّل فصلاً جديداً في نحو ثمانية عقود من الاضطرابات الداخلية. القيادة العسكرية تقاتل ممثلين عن الحكومة المنفيّة ومجموعات عرقية مسلحة ومعارضين مدنيين، وشنت حملات ضربات جوية كثيفة، ورد أن بعض الهجمات استهدفت مدارس ومستشفيات. واتُهم كل من المقاتلين المتمردين والجنود بانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب.

تقدّر الأمم المتحدة أن النزاع الطويل أفرز نحو 1,585,298 طالب لجوء ولاجئ حتى أكتوبر، توجه كثيرون منهم بحثاً عن الحماية في دول مجاورة كبنغلاديش وماليزيا. وأُصبح أفراد أقلية الروهينغا المضطهدة بلا جنسية نتيجة القتال.

منحت الولايات المتحدة مواطني ميانمار وضع الحماية المؤقتة أول مرة بقرار إداري في عهد الرئيس جو بايدن في مايو 2021، ثم مددّت الإدارة هذا التعيين مرتين، مرة في سبتمبر 2022 ومرة ثانية في مايو 2024؛ وكان آخر تمديد لمدة 18 شهراً مقرراً أن ينتهي يوم الثلاثاء 25 نوفمبر. وسيصبح إنهاء وضع الحماية المؤقتة نافذاً بعد 60 يوماً من نشر إشعار السجل الفدرالي.

وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيانها إن الوزيرة نويم رأت أن ظروف البلد باتت كافية لعودة مواطنيه. وورد في الإشعار: «تواجه بورما [ميانمار] تحديات إنسانية، جزئياً نتيجة استمرار العمليات العسكرية ضد المقاومة المسلحة والحاجة إلى المساعدات الإنسانية، لكن ثمة تحسّنات في الحكم والاستقرار على المستوين الوطني والمحلي». وأضاف الإشعار أن بقاء مواطني ميانمار في الولايات المتحدة «يتعارض مع المصلحة القومية الأميركية».

يقرأ  تحوّل ترامب نحو وقف إطلاق النار يثير استياءً في كييف

في مارس أخبرت وزارة الأمن الداخلي الكونغرس أن 9,590 مواطناً من ميانمار كانوا مؤهلين للحماية لكنهم لم يتقدموا بطلباتهم بعد.

وفي حادث مأساوي هذا الشهر، غرقت سفينة قبالة سواحل ميانمار بينما حاول لاجئو الروهينغا الفرار بحثاً عن الأمان؛ وأُكد مقتل 27 شخصاً على الأقل، ولا يزال كثيرون في عداد المفقودين.

أضف تعليق