شركة أمنية خاصة يديرها مؤسس بلاكووتر تخطط لإرسال مئات المقاتلين إلى هايتي
أفادت تقارير إعلامية أميركية أن شركة أمنية خاصة يقودها إريك برينس، مؤسس بلاكووتر، تعتزم إرسال مئات المقاتلين إلى هايتي المتأثرة بعنف العصابات، بهدف مواجهة هذا الظاهرة وإعادة نظام تحصيل الضرائب المتعثر في البلاد.
أوضح برينس، الممول البارز لدوﻧﺎﻟﺪ ترامب والشخصية المثيرة للجدل، تفاصيل المهمة الجديدة لشركته فكتوس غلوبال في مقابلة مع وكالة رويترز يوم الخميس، في حين أكدت مصادر مطلعة لوكالة أسوشيتد برس الحصول على معلومات مماثلة.
استعادة السيطرة على الطرق والإقليم
قال برينس لرويترز إنه يتوقع أن تستعيد شركته، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا لها وتقدم خدمات لوجستية وبنية تحتية ودفاعية، السيطرة على الطرق والمناطق التي تسيطر عليها العصابات في هايتي خلال غضون نحو عام. وأضاف: «مقياس نجاح أساسي بالنسبة لي سيكون حين تستطيع قيادة مركبة بخفة من بورت أو برنس إلى كاب-هايتيان دون أن تعترضك العصابات».
كما أفاد بأن الشركة ستشارك في إنشاء وتنفيذ منظومة لفرض رسوم جمركية على البضائع العابرة للحدود مع جمهورية الدومينيكان بمجرد استعادة الأمن.
«مئات» عناصر ونطاق عمليات متوسع
تعاني هايتي منذ سنوات من عنف وانعدام أمن إذ تتنافس عصابات مسلحة قوية، غالبًا ذات روابط مع قيادات سياسية ورجال أعمال، على النفوذ والسيطرة الإقليمية، وتفاقم الوضع بصورة دراماتيكية بعد اغتيال الرئيس جوفينيل موجيس عام 2021.
المهمة التي تدعمها الأمم المتحدة ويقودها عناصر كينيا فشلت العام الماضي في إعادة الاستقرار، فيما اعلنت الحكومة هذا الشهر حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر في أجزاء من البلاد ردًا على تصاعد العنف.
بدأت فيكتوس عملياتها في هايتي في مارس، بحسب رويترز، بالاعتماد بصورة رئيسية على الطائرات المسيّرة وبالتنسيق مع قوة مهام حكومية. لكن مصادر قالت لرويترز إن نشاط الشركة سيتسع بشكل ملحوظ في الأسابيع المقبلة بالتنسيق مع الشرطة الهايتية، وأنها ستنشر «مئات» العناصر قادمين من الولايات المتحدة وأوروبا والسلفادور مدربين كرماة قناصة ومتخصصين في الاستخبارات والاتصالات، بالإضافة إلى زوارق وهيليكوبترات.
من جهة أخرى، نقلت أسوشيتد برس عن مصدر مطلع أن الانتشار سيشمل «نحو 200» عنصر كجزء من اتفاق لمدة سنة لمواجهة عنف العصابات، وأن فيكتوس غلوبال ستأخذ دورًا طويل الأمد في تقديم المشورة للحكومة الهايتية بشأن استعادة إيرادات الضرائب بعد معالجة ظاهرة العصابات.
عقد طويل ونقاشات قانونية وحقوقية
صرّح برينس لرويترز أن شركته تمتلك عقدًا عشر سنوات مع الحكومة الهايتية لكنه امتنع عن الإفصاح عن قيمته. والحكومة الهايتية لم تصدر تعليقًا رسميًا على تلك التقارير، إلا أن القائم بأعمال المجلس الرئاسي حينها، فريتز ألفونس جان، أكد في يونيو أن الحكومة تستخدم متعاقدين أجانب.
حددت السلطات الهايتية استعادة إيرادات الضرائب كعامل محوري لمعالجة مشكلات البلاد. كانت الرسوم الحدودية تشكل قبلًا نصف إيرادات الدولة تقريبًا، لكن سيطرة العصابات على روابط النقل أضرت بالتجارة وقطعت مصادر إيرادات أساسية لموازنة الدولة وخدماتها، وفق تقرير كلفت به الحكومة ومنظمات دولية العام الماضي.
سجل بلاكووتر من الانتهاكات والانتقادات
إثارة مخاوف لاحقت مشاركة برينس في هايتي لارتباطه التاريخي بشركة بلاكووتر. أسس برينس بلاكووتر في 1997، ونالت الشركة سمعة سيئة دوليًا بسبب أعمالها في العراق، حيث أدين أربعة من موظفيها في قضية مقتل 14 مدنياً عراقياً في ميدان نيسور ببغداد في سبتمبر 2007، قبل أن يتم العفو عنهم في عهد ترامب.
باع برينس بلاكووتر عام 2010 لكنه ظل ناشطًا في سوق الأمن الخاص. ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض استشار حكومات، منها الإكوادور، حول مكافحة عصابات، ووقّع اتفاقات لمساعدة جمهورية الكونغو الديموقراطية في تأمين واستثمار ثروتها المعدنية.
قال جديون جان، رئيس مركز تحليل وبحوث حقوق الإنسان في هايتي لوكالة أسوشيتد برس: «اللجوء إلى شركات عسكرية خاصة لا يمكن اعتباره حلاً للأمن في هايتي. لقد أدت مشاركة هذه الشركات كثيرًا إلى انتهاكات لحقوق الإنسان». كما حذر خبراء آخرون من أن مهمة فيكتوس غلوبال قد تنتهك القوانين الأميركية إن لم تحصل على إذن واشنطن، وأن تدخل شركات خاصة من دون استراتيجية هايتية ودولية منسقة قد يزيد من تفكك السلطة وسيادة الدولة بدلاً من حلّ الأزمة.
نفى مسؤول في إدارة ترامب أي مشاركة للحكومة الأميركية في توظيف فيكتوس غلوبال، وجزم بأن واشنطن لا تمول ولا تمارس أي إشراف على المهمة، بحسب أسوشيتد برس.
سابقًا أنهت شركة أمنية أميركية أخرى، ستودبيكر ديفينس، عملياتها في هايتي بعدما اختُطف عنصران من فريقها في حادث يُرجح تورّط ضباط شرطة فاسدين، وفق تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز.