إسرائيل ترحّل غريتا ثونبرغ و١٧٠ ناشطًا آخر من قافلة غزة

أُعيدت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ مع 170 ناشطًا مؤيدًا للفلسطينيين قسريًا من إسرائيل، بعد أن أوقفت قواتها قافلة بحرية حاولت كسر الحصار البحري على غزة لتوصيل مساعدات الأسبوع الماضي واحتُجز ركابها قبل الترحيل.

رفعت ثونبرغ قبضتها عندما قُدِمت لها زهور وسط تشجيع العشرات من المناصرين الذين تجمعوا في مطار اثينا لاستقبال العائدين.

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن الناشطين نُقلوا جواً إلى اليونان وسلوفاكيا، وإن بينهم مواطنين يونانيين وسلوفاكيين وفرنسيين وإيطاليين وبريطانيين وأمريكيين. ونفت إسرائيل مرة أخرى الاتهامات بـ«سوء المعاملة» وحرمان المعتقلين من حقوق أساسية، ووصفتها بأنها «أخبار زائفة».

أعلنت الوزارة حتى الآن ترحيل 341 من بين 479 شخصًا كانوا على متن 42 قاربًا ضمن ما يعرف بـقافلة الصمود العالمية، بينما لا يزال 138 ناشطًا محتجزين في إسرائيل؛ وأكدت القافلة أن أكثر من أربعين منهم أعلنوا إضرابًا عن الطعام.

وقالت القافلة إن هدفها كان «كسر الحصار غير القانوني على غزة بحراً، وفتح ممر إنساني، وإنهاء الإبادة المستمرة للشعب الفلسطيني»، واعتبرت أن لاعتراض السفن آثار انتهاكًا للقانون البحري والإنساني الدولي. من جهتها، وصفت السلطات الإسرائيلية القافلة بأنها «حيلة دعائية» لكونها نقلت في المجموع نحو طنَّيْن فقط من المساعدات، وأنها تطبّق حصارًا قانونيًا.

قالت وزارة الخارجية اليونانية إن ثونبرغ كانت من بين 161 مواطنًا من 16 دولة أوروبية نُقلت إلى أثينا بعد ترحيلهم من إسرائيل، فيما استقبلت سلوفاكيا عشرة آخرين على رحلة منفصلة.

عند وصولها إلى أثينا، وصفت ثونبرغ القافلة بأنها «أكبر محاولة على الإطلاق لكسر الحصار غير القانوني واللاإنساني على غزة عن طريق البحر»، وأضافت أن الحدث مثّل «قصة تضامن دولي عالمي، حيث قام الناس بما فشلت حكوماتهم في القيام به؛ قال الناس إن قادتنا المزعومين—الذين يفترض أن يمثلونا ويواصلون تغذية الإبادة والموت والدمار—لا يمثلونني. كانت هذه مبادرة أخيرة، ووجود هذه المهمة أمر مخزٍ».

يقرأ  البيت الأبيض:الأميركيون يسيطرون على مجلس إدارة تيك توك في الولايات المتحدة

وأضافت أنها ربما تتحدث طويلاً عن «سوء المعاملة والانتهاكات التي تعرضنا لها في سجننا»، لكنها أكدت أن ذلك ليس جوهر القصة.

من جانب آخر، روى محامٍ إسباني، رافائيل بورريغو، وهو من بين مجموعة الناشطين الإسبان المرحلين، أمام الصحفيين في مطار مدريد تعرضهم «لاعتداءات جسدية ونفسية متكررة»: «ضُربنا، وسُحِبنا على الأرض، ووضعت أغطية على أعيننا، وقيِّدَت أيادينا وأقدامنا، وحُجزنا في أقفاص وتعرضنا للإهانات»، كما نقلت وكالة رويترز عن بيان تسعة مواطنين سويسريين عادوا إلى جنيف شكاوا فيه من «ظروف احتجاز لاإنسانية ومعاملة مهينة ومذلّة».

أصرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيانها على أن الحقوق القانونية للناشطين «كانت وستبقى مُصانة بالكامل»، ووصفت ما يُنشر بأنه جزء من حملة أخبار زائفة مُعدّة مسبقًا. وأضافت أن الحادث العنيف الوحيد وقع عندما عضت مواطنة إسبانية إحدى الممرضات أثناء فحص طبي روتيني في سجن كتسيعوت قبل ترحيلها، ما تسبب في إصابة طفيفة للممرضة.

انطلقت قوارب القافلة من برشلونة نهاية الشهر الماضي، بعد أن أعلن خبراء من تصنيف مراحل الأمن الغذائي (المدعوم من الأمم المتحدة) وجود مجاعة في مدينة غزة وحذروا من احتمال امتدادها إلى وسط وجنوب القطاع خلال أسابيع.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة إن 460 فلسطينيًا على الأقل توفوا تأثيرًا نتيجة لسوء التغذية منذ بداية الحرب، بينهم 182 منذ إعلان وقوع المجاعة. ودعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى رفع الحصار عن غزة فورًا والسماح بدخول المواد المنقذة للحياة بكل الوسائل المتاحة، مشددةً على أن القوة المحتلة ملزمة بموجب القانون الدولي بضمان وصول الغذاء والإمدادات الطبية الكافية إلى سكان غزة.

من ناحيتها، تصر إسرائيل على أنها تتصرف وفق القانون الدولي وتسهّل دخول المساعدات، وتنكر بشدّة نتائج تصنيف IPC وأرقام وزارة الصحة، كما تنفي بقوة—بمن فيهم لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة مؤخرًا—مزاعم ارتكاب قواتها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

يقرأ  من مدير إداري إلى مبتكرقادة التعلم والتطوير وصنع تجارب تعلم مؤثرة

شنت القوات الإسرائيلية حملة عسكرية واسعة في غزة ردًا على هجوم قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين. ووفقًا لوزارة الصحة في القطاع، بلغ عدد القتلى في هجمات إسرائيلية على غزة منذ ذلك الحين ما لا يقل عن 67,160 شخصًا.

أضف تعليق