استعدادات لمواجهة «بايرون»… أمطار غزيرة وسيول مدمرة وفئات فلسطينية محرومة
اتخذت مدن في اسرائيل إجراءات استباقية تحسباً لهطولات عنيفة وسيول مفاجئة ناجمة عن العاصفة بايرون، بينما يظل العديد من المواطنين الفلسطينيين هناك بلا موارد أساسية.
توقّعت هيئة الأرصاد أن تمتد الأمطار من شمال إسرائيل حتى النقب في الجنوب، مع خطر فيضانات في المناطق المنخفضة. قد تتراكم كميات أمطار تصل إلى 150 ملم في بعض السواحل، مصحوبة بهبات رياح قد تبلغ سرعتها نحو 90 كم/ساعة.
أصدر رئيس الأركان ايال زامير توجيهات بالسلامة شملت إلغاء الإجازات حتى الساعة السادسة صباح الجمعة، منع التدريبات الخارجية، وتقييد نشاط القوات بالمهام «العملياتية» و«الأساسية» فقط.
السلطات المحلية على مستوى البلاد في حالة تأهب؛ فرق الطوارئ تعززت، وملاجئ فُتحت تحسباً للحاجة إليها. كما عقد وزير الطاقة والبنى التحتية ألي كوهين اجتماعات مع جهات حكومية لضمان استمرار إمداد الكهرباء أثناء العاصفة.
في المقابل، تواجه التجمعات البدوية غير المعترف بها في جنوب إسرائيل كارثة محتملة وتأمل في معجزة؛ يعيش نحو 30 ألف فلسطيني من مواطني الداخل في هذه التجمعات بدون خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء والبنية التحتية، والعديد من المنازل مهددة بأوامر هدم. هؤلاء سيقعون في قلب العاصفة دون ملاذ أو دعم من الجهات الإسرائيلية الرسمية، ويشهدون تهميشاً طويل الأمد.
العلاقة بين الدولة والقرى غير اليهودية المعترف بها في النقب متوترة باستمرار. على سبيل المثال أعلن عمر الأسمر، رئيس مجلس تل السبع، إضراباً احتجاجاً على إغلاق الشرطة المدخل الوحيد للبلدة واعتداء أحد عناصرها على أحد السكان، في ما اعتبره تكراراً لسلوك عنصري من قبل أجهزة الأمن تجاه المواطنين العرب.
هذا التوتر مترسخ في علاقة إسرائيل مع مواطنيها غير اليهود. في 2019 قال رئيس الوزراء حينها بنيامين نتنياهو إن «إسرائيل ليست دولة لكل مواطنيها»، وفي سجالات لاحقة برّر القانون القومي مكانة الدولة كدولة للشعب اليهودي فقط، موقف شكّل خطوة إضافية في منظومة تمييز مؤسسي يعتبره خبراء ومنظمات حقوقية بمثابة أبارتهايد. في العامين الأخيرين تصاعدت دعوات من سياسيين يمينيين لطرد مواطنين فلسطينيين أو ربط المواطنة بالولاء، ومحاولات متكررة لإقصاء أحزاب غير يهودية وفرض طرد نواب من الكنيست، آخرها منتصف عام 2025.
على الضفة الغربية المحتلة ثمة تهديدات متزامنة: رئيس مصلحة الأرصاد الفلسطينية يوسف أبو سعدة أخبر الجزيرة أن الأمطار المتوقعة من بايرون تشكّل أكثر من ثلث متوسط الأمطار السنوية، ما يطرح تحديات كبيرة. وأوضح أن التحذيرات من فيضانات في النقب مرتبطة جزئياً بتصرف مياه الأمطار من مرتفعات الخليل في الضفة الغربية إلى المنخفضات جنوباً.
منذ احتلال 1967 منعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين في الضفة من جمع مياه الأمطار، ما يعني أن كميات كبيرة من مياه الهطول في منطقة الخليل ستجري إلى النقب، مضيفة ضغطاً كبيراً على مناطق تعاني نقص البنية التحتية ومرافق الحماية المدنية.