إسرائيل تستهدف ملاجئ النازحين لتهجير الفلسطينيين نحو جنوب غزة أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

إسرائيل تطهر عرقيًا حيّ الزيتون في غزة بالقصف واستهداف مخيّمات النازحين

تشير تحقيقات “ساند” — وحدة التحقق في الجزيرة — إلى أنّ إسرائيل صعّدت منذ الإعلان عن نيتها اقتحام شمال غزة وطرد الفلسطينيين باتّجاه الجنوب، وشملت تلك التصعيدات ضرب ملاجئ النازحين في حي الزيتون بغزة. منذ 13 أغسطس وثّقت “ساند” تكثيف القصف والمدافع على الزيتون، مع ضربات مباشرة تطال مراكز الإيواء.

تُظهر صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها “ساند” أنّ الحصار والعنف المستمر دفعا آلاف العائلات إلى طيّ خيامها في المخيّمات والفرار جنوبًا. وتؤكّد الأدلة أن إسرائيل تدفع الناس عمداً نحو الجنوب كجزء من مخططها لاقتحام شمال القطاع.

القصف العشوائي للمنازل والملاجئ لم يُفرّق بين المدنيين والمقاتلين، ويصبح جزءًا من نمط واسع من تكتيكات الحرب الإسرائيلية. مجموعات حقوق الإنسان، وخبراء الأمم المتحدة، وعشرات من الأكاديميين القانونيين يرون أنّ حرب إسرائيل على غزة التي قاربت العامين قد تُشكّل جريمة إبادة جماعية، وأنّ حلفاء إسرائيل الغربيين، الذين طالما دافعوا عن حقها في الدفاع عن النفس، أبدوا قلقًا متزايدًا من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. كثيرون يطالبون بوقف الحرب ويحذرون من أن خطة السيطرة على شمال غزة قد تزيد من معاناة المدنيين. النزوح الجماعي وقصف الزيتون يجسدان البشاعات الناتجة عن الاقتحام.

استهداف الملاجئ

يحتوي حي الزيتون على نحو 11 ملجأ للنزوح يستقبل كل منها بين 4,000 و4,500 فلسطيني محاصَر وجائع. يعيش معظمهم على مساحة لا تتجاوز 3.2 كيلومتر مربع، وهي نسبة تعادل نحو 32% من حجم الزيتون قبل الحرب.

مع بداية الحرب حفر الجيش الإسرائيلي خنادق داخل الحي وحوله، وادّعى أنّه يُنشئ “منطقة عازلة”، وأنشأ ما سُمّي بممر نتزاريم الذي قسّم غزة إلى منطقتين. القصف الأخير للحي يرعب السكان ويجبرهم على الفرار جنوبًا في دورة جديدة من النزوح القسري التي قد ترقى إلى مستوى التطهير العرقي، لا سيما في ظلّ محاولات واضحة لتدمير البنى القابلة للسكن وكل المرافق الصالحة للحياة.

يقرأ  تركيا تتهم إسرائيل وقوات سوريا الديمقراطية بزعزعة استقرار سوريا الآخذة في التعافي

التقارير الميدانية أظهرت مشاهد لَحظت إطلاق صاروخ باتجاه منزل في الزيتون وتصوير تلفزيوني مباشر للحظة الضربة. وإن لم يتضح إن كان هناك أشخاص داخل المبنى، إلا أنّه بات واضحًا أنّ الكثير من المباني تُسوى بالأرض، فيما قد تهدف هذه الممارسات إلى إعاقة أي محاولات للعودة أو إعادة الاستقرار في المنطقة.

توثّق “ساند” أدلة على سياسة ممنهجة في الزيتون وحوله: بين 11 و16 أغسطس سجّل مصدرون ضرب مدرسة “الفلاح” في الزيتون ومخيّم خيام في شارع اللبابيدي. كما تعرّضت مدرسة ماجدة الوسيلة في حيّ النصر وخيام في حيّ الشيخ عجلين لهجمات. هذا النمط من الهجمات المباشرة على الخيام وملاجئ المدارس — الملاذ الأخير لمئات الآلاف من الفلسطينيين — قد يشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لأنّ هذه المنشآت محمية بموجب القانون الإنساني الدولي.

أضف تعليق