رغم تصاعد الضغوط الشعبيّة، لم تشرع الحكومة بعد في فتح تحقيق وطني حول الهجوم الذي افتتح الحرب المدمِّرة على غزة.
أعلن الجيش الإسرائيلي إعفاء عدد من الضباط رفيعي الرتبة وتوجيه لُمَينات تأديبية لآخرين على خلفية الفشل في إحباط الهجوم الذي قادته حركة حماس في أكتوبر 2023. وشملت لائحة الجنرالات المفصولين رسميًا، المنشورة يوم الاثنين، قادة مديرية الاستخبارات، ومديرية العمليات، والقيادة الجنوبية المسؤولة عن قطاع غزة.
قصص موصى بها
تأتي هذه الإجراءات رغم أن الحكومة لم تطلق بعد تحقيقًا مستقلاً في ملابسات الهجوم الذي أطلق الحملات الأرضية والجوية اللاحقة في القطاع. وأفاد بيان عسكري أن عددًا من الضباط سيُنهى تكليفهم من الخدمة الاحتياطية ولن يعودوا للخدمة العسكرية.
قال رئيس هيئة الأركان إيال زامير: «فشل جيش الدفاع الإسرائيلي في مهمته الأساسية في السابع من أكتوبر — حماية مدنيي دولة إسرائيل». وأضاف: «إنه فشل هيكلي جسيم وصاخب. دروس ذلك اليوم عديدة وجوهريّة، ويجب أن تشكّل بوصلة لسياستنا المستقبلية».
من بين من أُبلغوا بإنهاء خدمتهم الاحتياطية قادة مديرية الاستخبارات السابقون، ورؤساء مديرية العمليات والقيادة الجنوبية، الذين سبق أن استقالوا من الخدمة الفعلية لكن بقوا في الاحتياط. ورُبط رئيس مديرية الاستخبارات الحالي، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم العمليات في السابع من أكتوبر 2023، بتوبيخ رسمي، لكنه سيستمر في منصبه حتى نهاية ولايته عام 2028، وسوف يستقيل لاحقًا بناءً على طلبه، بحسب وسائل إعلام محلية.
وُجّهت أيضًا توبيخات رسمية لعدد من الضباط؛ أُبلغ أحدهم بإنهاء خدمته، واستقال آخر بنفسه. وذكرت تقارير أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي تعرّض للتوبيخ نتيجة الفشل في صد طائرات مسيّرة ومزالق شراعية استخدمتها حماس أثناء الهجوم، كما وُجّه توبيخ مماثل لقائد البحرية الحالي لأسباب مشابهة.
الضغط الشعبي
تأتي هذه الخطوات التأديبية في ظل تصاعد المطالب الشعبية بمحاسبة المسؤولين عن الثغرات التي سمحت بوقوع الهجوم. اندلعت احتجاجات حاشدة في تل أبيب ليل السبت، شارك فيها قادة المعارضة ومئات الآلاف من المتظاهرين، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق دولة. ومنذ أسبوعين دعا زامير إلى «تحقيق منهجي».
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رفض الانتقادات الموجَّهة إلى دوره في تلك الإخفاقات، امتنع حتى الآن عن إطلاق تحقيق معمّق. وأسفر هجوم السابع من أكتوبر، الذي نفذته حماس وفصائل فلسطينية أخرى، عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل وما يقرب من 250 مختطفًا، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.
أطلقت إسرائيل لاحقًا حملة جوية وبرية استمرت على مدى عامين وأدّت إلى دمار واسع في غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 69 ألف شخص بحسب وزارة الصحة المحلية بالقطاع. وفي الشهر الماضي وقّع كل من إسرائيل وحماس على اتفاق تهدئة بوساطةٍ أميركية، إلا أن الخطة بقيت عالقة في مرحلتها الأولى، مع استمرار انتهاكات إسرائيل لشروط الهدنة وتنفيذها هجمات يومية على غزة، وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الالتزامات.
تدعو السلطات في غزة الآن وسطاء الاتفاق — قطر، توركيا ومصر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة — إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها التي أودت بحياة مئات الفلسطينيين.