إسرائيل تفرض حصاراً على طوباس في الضفة الغربية المحتلة وتشرّد عشرات العائلات

إغلاق واسع لمحافطة طوباس وحصار شامل

أغلقت إسرائيل أجزاءً واسعة من محافظة طوباس بعد تعزيز قواتها بشكل كبير في شمال غور الأردن، مع إغلاق المنطقة عن بقية الضفة الغربية المحتلة وفرض حصار شامل.
أبلغ سكان الجزيرة الجزيرة أن جرافات عسكرية نشرت أكوام التراب على كل طرق الاقتراب قبل الفجر، فيما أطلقت مروحيات أباتشي نيراناً فوق الحقول الفارغة المحيطة بطوباس في محاولة لتهديد السكان الفلسطينيين.

عمليات تفتيش ومداهمات منزلية

شرعت القوات بعد ذلك في عمليات تفتيش منزلية في مدينة طوباس والبلدات الأربع المجاورة، من بينها طمون وعقّابا، وذلك في إطار عملية عسكرية جديدة أعلن الجيش أنها تستهدف مقاتلين من المقاومة. رفض محافظ طوباس أحمد أسعد هذا التبرير، مؤكداً لقناة الجزيرة أن الهجوم لا علاقة له بالأمن وإنما بالجغرافيا. وقال: «الاستهداف لطوباس يعود لموقعها بالقرب من غور الأردن، في محاولة لفرض وقائع جديدة».

نزوح ومصادرة مواقع استراتيجية

أفاد أسعد أن نحو ثلاثين أسرة أُجبرت على الخروج من منازلها وأن القوات استولت على عدة مبانٍ في مرتفعات تطل على المحافظة. يعيش أكثر من خمسين ألف فلسطيني في المدن الخمس المحاصرة الآن.

عقوبات جماعية وتأثير على الخدمات

ندد أسعد بما وصفه جولة جديدة من العقاب الجماعي على مجتمع يواجه اقتحامات يومية ومضايقات مستمرة عند الحواجز المحيطة. وبفرض حظر تجوال عسكري، أُغلقت المدارس والمؤسسات العامة وفعّلت اللجان الطارئة في المحافظة. كما تم تقييد حركة سيارات الإسعاف والفرق الطبية، وأغلق الاحتلال الوصول إلى مرضى بحاجة إلى رعاية عاجلة، ما دفع المسؤولين المحليين إلى الاتصال باللجنة الدولية للصليب الأحمر لتأمين النقل الطبي.

اعتداءات وإصابات

نُقل اثنان على الأقل من الفلسطينيين إلى المستشفى يوم الأربعاء بعد أن تعرّضا للضرب خلال المداهمات في طوباس وطمون، وفق مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني. وأخبر سكان وكالة وفا أن حجم العملية، التي بدأت بعد منتصف الليل بقليل، يشبه الغزوات الواسعة التي نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية منذ بدء ما وصف بأنه إبادة جماعية في غزة عام 2023، والتي ترافقت مع هدم منازل وتجريف طرق واعتقالات واسعة ومحاولات لطرد الفلسطينيين من منازلهم.

يقرأ  رئيس وزراء نيبال يدعو إلى الهدوء ويعد بتلبية مطلب المتظاهرين: «إنهاء الفساد»

ردود المقاومة والاتهامات بمخططات التهجير

أدانت حركة حماس «الجيش الصهيوني الإجرامي»، واعتبرت أن الحصار وحظر التجوال والمداهمات تكشفان «مدى الجرائم المنهجية التي يرتكبها حكومة الاحتلال المتطرفة». ووصفت العملية بأنها جزء من سياسة تهدف إلى «قمع أي وجود فلسطيني لتحقيق سيطرة كاملة على الضفة» ومحاولة لـ«تطهيرها عرقياً». كذلك قالت حماس إن هذه الخطوة تندرج ضمن خطط ضم ونزوح مستمرة تسعى لتحويل مدن وقرى الضفة إلى مناطق محاصرة ومجزّأة، مؤكدة أن المشروع الاستيطاني لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وأصدرت حركة المجاهدين بيانا منفصلاً أدانت فيه الغارة واعتبرتها حرباً مفتوحة لضم الضفة وطرد سكانها قسراً، متهِمة الولايات المتحدة بتسهيل «الاعتداء المنهجي» لإسرائيل.

سجل التصعيد والضحايا

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن القوات الإسرائيلية نفذت هذا العام وحده ما يقرب من 7,500 عملية اقتحام في الضفة الغربية، وأن المنطقة تشهد أسوأ أزمة نزوح منذ عقود جراء الهدم والعمليات العسكرية وتصاعد عنف المستوطنين. كما قُتل أكثر من 1,000 فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية في الضفة خلال العامين الماضيين. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قالت هيومن رايتس ووتش إن التهجير الجماعي من ثلاثة مخيمات للاجئين يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فيما تقدر الأونروا أن نحو 32,000 لاجئ فلسطيني أُخرجوا من تلك المخيمات والأحياء المحيطة بها.

أضف تعليق