إسرائيل تقصف أبراجًا عالية الارتفاع مع تصاعد الهجوم العنيف على مدينة غزة أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

تدمير ناطحة سحاب وسط مدينة غزة وتحذير بمزيد من الضربات

سقط برج سكني مرتفع في منطقة مكتظة بالسكان في قلب مدينة غزة بعد أن استهدفته طائرات إسرائيلية، فيما حذرت قوات الاحتلال من تنفيذ ضربات إضافية لمبانٍ متعددة الطوابق مع تكثيف حملتها للسيطرة على العاصمة.

أمر إخلاء ثم استهداف مبنى “مشتهى تاور”

أصدرت القوات الإسرائيلية، يوم الجمعة، أمراً بإخلاء مبنى “مشتهى تاور” المؤلف من 12 طابقاً والممتد غرب مدينة غزة والمحيط بمئات الخيام العشوائية، قبل أن تضربه لاحقاً وتصفه بأنه “بنية تحتية لحماس” تُستخدم للتخطيط ولتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية. نفت ادارة المبنى مزاعم الاحتلال وأكدت أنّه مُتاح فقط للنازحين.

إصابات وفوضى بعد الانفجار

أبلغ مراسلو قناة الجزيرة في دير البلح عن إصابة عدد من المدنيين نقِلوا إلى مستشفى الشفاء لتلقي علاجات طارئة، ووصفوا موجة الصدمة الناجمة عن القصف بأنها عمّت المنطقة وأثّرت على خيام مسكنة، ما يشير إلى مرحلة جديدة من الحملة العسكرية الإسرائيلية.

“بوابات الجحيم تُفتح الآن”

قال وزير الدفاع الإسرائيلي عبر منصة إكس إن النشاط العسكري في مدينة غزة يتصاعد، واصفاً الوضع بأن “بوابات الجحيم تُفتح الآن” محذراً من أنها لن تُغلق إلا إذا قبلت حماس شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وأن من بينها الإفراج عن جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة.

إخطارات إخلاء متواصلة ومبانٍ أخرى مهددة

أفاد مراسلو الجزيرة بأن أوامر الإخلاء طالت مبانٍ أخرى، بينها مبنى مكوّن من خمسة طوابق قرب محطة وقود ومقرّ منظمة شبيهة بـ YMCA، مع منحه سكانه وقتاً قصيراً لمغادرة المكان. هذا التوجه يعكس استهدافاً ممنهجاً للأبراج العالية، وهو ما يبرره المحلل العسكري إليجاه ماغنييه بأنه محاولة للحدّ من خسائر القوات البرية المحتملة وتوليد حالة من الذعر بين المدنيين.

يقرأ  هل تستطيع فكرة غانتس عن «حكومة الرهائن» أن تكسر الجمود السياسي في إسرائيل؟

البعد النفسي والاستراتيجي للتدمير

أوضح المحلل أن لتدمير ظاهرة الأفق العمراني أثرًا نفسياً مباشراً، إذ يزرع الصدمة والتعطيل والخوف لدى السكان الذين صار مستقبلهم وموعد انتهاء هذا الصراع غامضين، مؤكداً أن هذه التحضيرات تأتي في سياق هدف أوسع لاحتلال مدينة غزة.

ماذا تقول القوات الإسرائيلية عن السيطرة؟

قال متحدث عسكري إسرائيلي إن تل أبيب تسيطر على نحو 40% من مساحة مدينة غزة، مشيراً إلى أحياء مثل الزيتون وحي الشيخ رضوان، مع تأكيد أن “العملية ستتسع وتتكثف في الأيام المقبلة.”

خسائر وإنزياح داخلي

قُتل ما لا يقل عن 44 شخصاً في أنحاء غزة يوم الجمعة وحده، بينهم ما لا يقل عن سبعة أطفال في مدينة غزة، فيما بدأ كثير من الفلسطينيين بالتحرك جنوباً، امتلأت الخيام في الزوايدة والمواسي وخان يونس ودير البلح. تقول الأمم المتحدة والمسؤولون الفلسطينيون إن لا مأمن حقيقياً في أي مكان بغزة، حتى في المناطق التي تُعلنها إسرائيل مناطق إنسانية.

حصيلة الحرب منذ أكتوبر 2023

منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، سُجّلت في قطاع غزة وفاة لا تقل عن 64,231 شخصاً وإصابة نحو 161,583 آخرين. وفي إسرائيل، قُتل 1,139 شخصاً خلال هجمات السابع من أكتوبر، وتُؤكد التقديرات أن حوالي 200 شخص أُخذوا كأسرى.

حماس تنشر شريطاً لرهينتين والضغط على المفاوضات

نشرت حماس شريطاً يظهر اثنين من الأسرى الإسرائيليين اللذين اختُطفا من مهرجان موسيقي في أكتوبر 2023، هما غاي غيلبوا-دالال وألون أوهل، وهما من بين 48 شخصاً ما يزالون محتجزين لدى الحركة، وتُقدّر مصادر أن نحو 20 منهم لا تزال حياتهم مهددة. بدا غيلبوا-دالال مرهقاً ويتحدّث لنحو ثلاث دقائق ونصف موضحاً أنه محتجز في مدينة غزة وخائف من هجوم إسرائيلي محتمل، ومشاراً إلى مبانٍ مرّ بها أبرزها مبنى تابع للصليب الأحمر، فيما ظهر أوهل في لقطات أخرى.

يقرأ  أرنِه سلوت يوجّه تحذيراً لإيزاك مع استمرار تداعيات نيوكاسل

دعوات لاستئناف المفاوضات وضغوط الشارع الإسرائيلي

دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد المفاوضين إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار لتأمين إطلاق سراح الأسرى، بينما واصل عشرات الآلاف من الإسرائيليين تنظيم احتجاجات أسبوعية للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة المحتجزين. آخر جولات التفاوض التي توسطت فيها الولايات المتحدة وبعض الدول العربية انتهت بالانهيار في يوليو، مع اختلاف المواقف: حماس أعربت عن استعدادها للموافقة على مقترح يوليو الذي يقضي بإفراج جزئي عن أسرى مقابل هدنة مؤقتة، بينما يصرّ نتنياهو على صفقة “الكل أو لا شيء” التي تشترط تسليم الحماس كل الأسرى واستسلامها.

أضف تعليق