إسرائيل تهدّم ناطحة سحاب ثانية مع تصاعد هجومها على مدينة غزة

رشدي أبو علوف — مراسل غزة مقيم في إسطنبول
واير ديفيز — بي بي سي نيوز، القدس
وكالة الأنباء الفرنسية عبر غيتي إيماجز

برج «السوسي» هو ثاني برج سكني شاهق في مدينة غزة يتم تدميره خلال يومين.

الجيش الاسرائيلي أعلن أنّه دمّر مبنى شاهق في مدينة غزة، في الضربة التي تأتي بعد استهداف برج آخر قبل يومين. وزير الدفاع إسرائيل كاتس نشر فيديو لانهيار المبنى على منصة X مع تعليق: «نستمر».

قوات الدفاع الإسرائيلية، التي وسعت عملياتها في قطاع غزة، قالت إنّ برج السوسي كان يُستخدم من قبل حركة حماس — وهو ادعاء تنفيه الحركة المسلحة. لم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك خسائر في صفوف المدنيين. قبل الضربة التي نفذت يوم السبت وزّعت إسرائيل منشورات تدعو الفلسطينيين إلى الانتقال إلى ما تصفه بـ«المنطقة الإنسانية» في الجنوب.

في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعا الناطق العربي باسم الجيش أفيخاي أدرعي السكان إلى «الالتحاق بالآلاف الذين انتقلوا بالفعل» إلى منطقة المواصي — وهي رقعة تمتد بين خان يونس والساحل. وقد كرر الجيش دعواته مرارًا إلى الانتقال إلى هناك، مَعِدًا بتوفير الرعاية الطبية والمياه والغذاء.

ولكن الأمم المتحدة قالت إنّ مخيمات الخيام في المواصي مكتظة وغير آمنة، وأن المستشفيات الجنوبية مكتظة وتواجه ضغطًا هائلاً. يوم الثلاثاء قُتل خمسة أطفال أثناء انتظارهم للحصول على الماء في المواصي؛ شهود عيان قالوا إنّهم أصيبوا بضربة من طائرة مسيَّرة إسرائيلية، فيما وصف الجيش الحادث بأنه «قيد المراجعة».

برج «مشـتاحة»، الواقع إلى الغرب من مدينة غزة، دُمِّر يوم الجمعة. مشاهد على مواقع التواصل أظهرت انهيار برج المشتاحه في حي الرمال بعد انفجار ضخم عند قاعدته.

الجيش قال إنه اتخذ إجراءات احترازية لتقليل الأذى عن المدنيين، «بما في ذلك تحذيرات مسبقة للسكان» واستخدام «ذخائر دقيقة». لكن فلسطينيين أفادوا أن عائلات مهجّرة كانت تقيم في برج المشتاحه، واتهم المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بسّال إسرائيل بأنها تنفّذ «سياسة التهجير القسري».

يقرأ  القوات المسلحة الألمانية تسجل ارتفاعًا في حوادث التطرف

صور الأقمار الصناعية تُظهر أنّ أحياء عدة في أجزاء من المدينة باتت مفلَسة إثر ضربات وهدم خلال الشهر الماضي. الأبراج السكنية والتجارية في مدينة غزة شكّلت فصلًا مهمًا في تاريخ المدينة، وكانت مرتبطة بأمل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبناء دولة فلسطينية مستقلة.

ظهور الأبراج متعددة الطوابق — التي تتجاوز خمسة طوابق — بدأ بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، التي سمحت لآلاف الفلسطينيين بالعودة من المهجر إلى غزة وأجزاء من الضفة الغربية. ومع انسحاب إسرائيل من معظم غزة عام 1994 أصبحت العمودية في البناء ضرورة لاستيعاب الوافدين.

السلطة الفلسطينية شجّعت استثمارات كبيرة في قطاع البناء، حتى أن أحياء كاملة سُمّيت تيمّنًا بهذه الأبراج.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن نية إسرائيل السيطرة على كامل قطاع غزة بعد فشل المحادثات غير المباشرة مع حماس حول تهدئة وإطلاق أسرى في تموز/يوليو.

الأمم المتحدة تُقدر أنّ نحو مليون شخص ما زالوا في مدينة غزة، حيث أعلنت الأمم المتحدة حدوث مجاعة الشهر الماضي. وحذّرت من كارثة وشيكة إذا استمرّ التصعيد.

العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة أطلقت ردا على هجوم قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين. وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع، فقد قُتل حتى الآن ما لا يقل عن 63,746 شخصًا في الهجمات الإسرائيلية منذ ذلك التاريخ.

وتقول الوزارة أيضًا إن 367 شخصًا على الأقل توفوا خلال الحرب بسبب نقص التغذية والمجاعة.

تقرير إضافي: روث كومرفورد

أضف تعليق