إسرائيل تُدمّر عشرات المباني في مدينة غزة مع تصاعد الهجوم الجديد

سيباستيان فاندرميرش ومات مورفي — بي بي سي فيريفاي

تُظهر صور التقطتها أقمار صناعية أن ضربات إسرائيل وهدمَها جرفت عشرات المباني في أحياء من مدينة غزة، بينما أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها سيطرت على نحو 40% من المدينة في إطار حملتها. تكشف الصور الجديدة التي راجعتها بي بي سي فيريفاي أن قصفاً كثيفاً وانفجاراتٍ مسيطرَة قد مسحت مناطق سكنية بأكملها خلال الأسابيع الأربعة الماضية.

كما تبين الاختفاء التدريجي لصفوف الخيام التي نصبت لتأوي النازحين الفلسطينيين في أنحاء المدينة خلال الشهر الماضي. أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نية إسرائيل السيطرة على كامل القطاع وشنّ عملية داخل مدينة غزة بعد فشل محادثات غير مباشرة مع حماس بشأن وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى في يوليو.

حذّر مسؤولون إنسانيون في الامم المتحدة من أن تبعات هجوم شامل ستكون «ما وراء الكارثة». تصاعدت الضربات في أجزاء من مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة، وأسفرت هجمات هذا الأسبوع وحده، بحسب وزارة الصحة والهيئة المدنية التابعة لحماس، عن سقوط العشرات من القتلى.

تُظهر صور الأقمار الصناعية أضراراً بالغة في أحياء الشيخ رضوان والzeitoun والطفة خلال الأسابيع الماضية، مع دمار عشرات المباني بين أغسطس وسبتمبر. وفي بيان لبي بي سي فيريفاي، قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إنها «تحدد وتدمر بنى تحتية إرهابية متموضعة، من ضمن أمور أخرى، داخل مبانٍ».

في الشيخ رضوان، على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة، اختفت عدّة مبانٍ تماماً. رصدت بي بي سي فيريفاي مقاطع موثَّقة للمكان تُظهر آثار مسارات دبابات ومركبات مدرعة إسرائيلية تمر عبر مواقع كانت تقف فيها مبانٍ وأشجار سابقاً. كما تم تحديد موقع فيديو لانفجار قضى على عشرات الأبراج السكنية في إطار عمليات هدم في جباليا المجاورة، شبيهة بالهدم الذي نفذته القوات الإسرائيلية في جنوب القطاع، حيث كشفت تحقيقات سابقة أن آلاف المباني في رفح وخان يونس جرى تفجيرها بمتفجرات مسيطر عليها وبواسطة مقاولي هدم محليين.

يقرأ  مبشر أيرلندي من بين ثمانية أُفرج عنهم بعد اختطاف دار أيتام في هايتيأخبار الجريمة

في حي Zeitoun تظهر لقطات مجموعات من المركبات المدرعة الإسرائيلية، وخلال 24 ساعة بين الأول والثاني من سبتمبر دُمِّرت عشرات المباني الواقعة بين تلك المركبات. وبحلول الرابع من سبتمبر تحركت المدرعات، لكن الصور أظهرت أن مزيداً من الأضرار قد لحق بالمباني بعد ذلك. في أجزاء أخرى من الحي اختفت خيام النازحين في غضون شهر تقريباً، وفق الأمم المتحدة التي تُقدّر أن أكثر من 1.9 مليون غزاوي — نحو 90% من السكان — نزحوا بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية.

تشير تقديرات الامم المتحدة أيضاً إلى أن مئات الألاف من النازحين الذين كانوا قد عادوا إلى شمال غزة في وقت سابق من هذا العام عبر ممرّ فتحته القوات الإسرائيلية أثناء اتفاق تهدئة قصير، اضطروا مجدداً إلى التراجع. الأبنية الشاهقة التي كانت تحيط بمواقع الخيام قد دُمّرت، وانختفت مظاهر الحياة في الشوارع، مع ظهور آثار حديثة لعبور عربات مدرعة في مناطق كانت تقف فيها مبانٍ.

وفي حي الطفة، حيث أفادت الهيئة المدنية التابعة لحماس بمقتل ثمانية أشخاص على الأقل جراء ضربات الخميس، سُوِّيت مبانٍ أخرى بالأرض. كانت مركبات مدرعة للجيش الإسرائيلي مرئية في الأول من أغسطس، وبحلول الأول من سبتمبر كانت المباني المجاورة لمواقعها مدمرة، بما في ذلك مدرسة.

تبدو الصور كذلك أنها تُظهر آثاراً لعبور مدرعات عبر مقبرة تضم رفات أكثر من 3,000 جندي ممن قُتلوا أثناء القتال في خدمة الإمبراطورية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى؛ وقد تضررت المقبرة بشدّة سابقاً، مع حفرة واضحة ناجمة عن ضربة سابقة.

قال متحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية لبي بي سي فيريفاي، من دون إيضاح أدلة، إن «في بعض الحالات تتحول أحياء بأكملها في قطاع غزة إلى مركبات قتالية تُستخدم للفِخاخ، ومراكز قيادةٍ وسيطرة، ومخازن سلاح، وأنفاق قتال، ونقاط مراقبة، ومواقع إطلاق نار، ومنازل مفخخة، ووضع عبوات متفجرة في الشوارع».

يقرأ  نائب برلماني جنوب أفريقي يُطلق النار لِصَدِّ هجومٍ أثناء محاولةِ اختطافٍ

في الشهر الماضي قالت حماس إنها قبلت خطة من وسطاء إقليميين — قطر ومصر — تتضمن إطلاق سراح 10 رهائن أحياء وتسليم جثامين 18 آخرين خلال هدنة مدتها 60 يوماً مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. إسرائيل لم ترد رسمياً على الخطة وأصرت على إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة.

شنّت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ردّاً على هجوم قادته حماس في 7 أكتوبر أودى بحياة نحو 1,200 شخص وأدى إلى أسر 251 آخرين. ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس، قُتل حتى الآن ما لا يقل عن 64,231 شخصاً في هجمات إسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين.

تضمّن التقرير مداخلات إضافية من بول براون وميرلين توماس.

أضف تعليق