إسرائيل تُكثّف قصفها لمدينة غزة — مقتل ما لا يقلّ عن 50 شخصًا

نُشر بتاريخ 28 أغسطس 2025

قُتل ما لا يقلّ عن خمسين شخصًا في غارات إسرائيلية شنّت على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الخميس، من بينهم اثنا عشر طالبَ مساعدة، بحسب مصادر طبية نقلت إلى الجزيرة. أفاد السكان بتكثيف القصف على أحياء مدينة غزة الشرقية والجنوبية.

يستعدّ الجيش الإسرائيلي لشن عملية واسعة تستهدف مدينة غزة، أكبر مركز حضري في القطاع، رغم المناشدات الدولية بإعادة النظر خوفًا من أن تُسفر هذه الخطوة عن خسائر بشرية جسيمة ونزوح نحو مليون فلسطيني يحتمون هناك.

وَعَبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته للحملة، مصفًا إيّاها بأنها «تشير إلى مرحلة جديدة وخطيرة» في الحرب. وقال: «العمليات العسكرية الموسعة في مدينة غزة ستكون لها تبعات مدمرة. مئات الآلاف من المدننين، الذين هم منهكون ومصدومون أصلاً، سيُجبرون على الفرار مجددًا، مما يدفع الأسر إلى مخاطر أشد.» وأضاف: «هذا يجب أن يتوقّف».

في مدينة غزة أفاد السكان بأن الأسر تهرع إلى الشاطئ هربًا من القصف الذي استهدف أحياء الشجاعية والزيتون وصبرة، مع ورود أنباء عن دمار واسع. لا تبقى مبانٍ قائمة في الجزء الجنوبي من منطقة الزيتون، فيما أفادت جهات الدفاع المدني في غزة بأن العملية البرية الإسرائيلية دمرت أكثر من 1,500 منزل.

ووصف مسؤولون إسرائيليون مدينة غزة بأنها المعقل الأخير لحركة حماس.

الاختفاء القسري

أصدرت القوات الإسرائيلية بيانًا قالت فيه إنها مستمرة في عملياتها داخل قطاع غزة لملاحقة المقاتلين وبنيتهم التحتية. وأكدت أنها قتلت ثلاثة مقاتلين خلال الساعات الماضية، من دون توضيح كيفية التعرف عليهم.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن مقتل امرأة وطفلها اللذين كانا يتحصّنان في مخيم خيام للنازحين في خان يونس.

يقرأ  ترامب يلوّح بإرسال الحرس الوطني إلى بالتيمور لـ«تنظيف» المدينة من الجريمة

في الأثناء عبّر خبراء حقوقيون تابعون للأمم المتحدة عن قلقهم العميق من تقارير تفيد بوقوع «اختفاءات قسرية» لأشخاص يتضورون جوعًا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء التي تديرها مبادرة GHF المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مطالبين بإنهاء هذه «الجريمة النكراء». وقال الخبراء السبعة، في بيان مشترك، إنهم تلقّوا تقارير تفيد بأن عددًا من الأفراد، بينهم طفل، تمّ «اختفاؤهم قسرًا» بعد تواجدهم في نقاط التوزيع في رفح جنوبي القطاع.

وأضافوا أن «التقارير عن عمليات اختفاء قسرية تستهدف مدنيين جائعين يسعون للحصول على حقهم الأساس في الغذاء ليست صادمة فحسب، بل ترقى إلى مستوى التعذيب»، مشدّدين على أن «استخدام الغذاء كأداة لعمليات مَطْلِقة وممنهجة يجب أن يتوقف فورًا».

ردًا على ذلك، قالت GHF إنها لم تجد أي دليل على «اختفاءات قسرية» داخل مواقعها. ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، ردّت المنظمة بالقول: «نحن نعمل في منطقة حرب توجد فيها ادعاءات خطيرة ضد كافة الأطراف خارج مواقعنا. لكن داخل مرافق GHF لا توجد أدلة على اختفاءات قسرية». (ملاحظة: GHF اعلنت ذلك في بيانها).

وفيات جديدة جراء المجاعة

مع اشتداد الأزمة الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الخميس أن أربعة أشخاص إضافيين، من بينهم طفلان، ماتوا نتيجة لسوء التغذية والتجويع في القطاع، ما رفع حصيلة الوفيات المرتبطة بالجوع إلى 317 شخصًا، بينهم 121 طفلاً، منذ بدء الحرب.

وصف مراسل الجزيرة طارق أبو عزوم من دير البلح المشهد بأنه «قلبٌ يفطر»: الأسر تصطف لساعات أمام مطابخ الحساء تحت حرّ الشمس، كثيرًا ما تعود خالية اليدين إلى ملاجئها المؤقتة، وآخرون يغامرون بحياتهم في سبيل الوصول إلى نقاط التوزيع بحثًا عن فتات من الطعام.

لقد دمر الحملة العسكرية الإسرائيلية أجزاءً واسعة من الأراضي ونزعت من قاطنيها غالبية نحو مليوني فلسطيني كانوا يقيمون في القطاع.

يقرأ  فلسطينيون يدينون تهديد بني غفير ضدّ مروان البرغوثي

وتأتي هذه الحملة كردّ فعل على هجمات حركة حماس في أكتوبر 2023 التي أودت بحياة 1,139 شخصًا، كما اُختُطف 251 آخرون. وتمّ الإفراج عن معظم الأسرى لاحقًا عبر مفاوضات دبلوماسية، بينما تبقى نحو 50 رهينة في غزة يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.

ورغم قبول حماس اقتراحًا لوقف إطلاق نار يسمح بعودة بعض الأسرى، لم ترد إسرائيل علنًا على ذلك الاقتراح، وأكدت مسؤولياتها أنها لن تقبل إلا باتفاق يُفرج عن جميع الأسرى واستسلام حماس.

ووفقًا لمسؤولين صحيين محليين، فقد ارتفعت حصيلة القتلى في غزة إلى أكثر من 62,900 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.

أضف تعليق