إسرائيل وحماس تبادلتا الاتهامات حول من يعرقل الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام الأمريكية الخاصة بقطاع غزة.
في وقت أكدت فيه حماس مقتل قائد رفيع قرب مدينة غزة، اتهمت إسرائيل فصائل فلسطينية برفض تسليم رفاة آخر أسير و«إعادة التسلح» داخل القطاع، مما أعاق التقدّم في تنفيذ بنود الاتفاق.
قصص موصى بها
في بيان مصوَّر نشرته حماس، أكّد قائد الحركة في غزة، خليل الحيّة، مقتل القيادي رائد سعد في غارة إسرائيلية، متهمًا تل أبيب بخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية وتعريض خطة الوساطة الأمريكية للخطر. وقال الحيّة: «استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار… والاغتيالات الأخيرة التي استهدفت سعد وآخرين تهدد بقاء الاتفاق».
ودعا الوسطاء — وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — إلى «العمل على إلزام إسرائيل باحترام وقف النار والالتزام به».
تنص المرحلة الأولى من هدنة أكتوبر على وقف الأعمال العدائية، وإعادة الأسرى الأحياء والسجناء ورفات القتلى، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وبمجرّد توافر هذه الشروط تُفعل المرحلة الثانية، التي تتضمن انسحابًا إسرائيليًا، ونزع سلاح فلسطيني، وإنهاءً رسميًا للحرب.
غير أنّ تقريرًا من غزة يشير إلى أن إسرائيل واصلت شنّ غارات يومية منذ بدء الهدنة في 10 أكتوبر، بنحو 800 هجوم أسفرت عن مئات القتلى بحسب الجهات الصحية في القطاع، مع تقييد وصول المساعدات الإنسانية.
وتؤكد تل أبيب أنها تنتظر تسلّم رفاة آخر أسير إسرائيلي، ران غفيلي، وتعتبر ذلك شرطًا أساسيا للمضي نحو المرحلة الثانية الأكثر تعقيدًا من الاتفاق.
ردّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد بنبرة تحدّ بشأن مقتل سعد، متهما حماس بانتهاك مبادئ خطة ترامب. ووصف القائد القتيل بأنه «الشخصية الأساسية المسؤولة عن جهود حماس لإعادة بنية تسليحها داخل القطاع»، متهمًا إياه بـ«قيادة عملية إعادة التسلح». وأضاف نتنياهو أن سعد «كان يعمل على تجديد الأسلحة وتهريبها»، وأن هذه الأفعال تمثل «انتهاكًا تامًا للمبادئ التي زعمت حماس قبولها بتبنيها خطة ترامب».
كما تحدّث نتنياهو عن جهود حكومته لتأمين إعادة رفاة غفيلي، الذي يعدّ الجثة الأخيرة من بين جثث الأسرى الإسرائيليين المنتظر ردّها.
نحن نقرر
تأتي هذه الاتهامات في ظل تقارير عن توتر بين إدارة نتنياهو والإدارة الأمريكية حول مسألة الانتقال للمرحلة التالية. أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحليف الرئيسي لإسرائيل والراعى الأساسي لاتفاق وقف النار يضغط على تل أبيب للتقدم بسرعة نحو المرحلة الثانية، بينما تُصرّ إسرائيل على أن يتمّ تسليم رفاة غفيلي أولاً.
قال نتنياهو: «نحن نقترب من نهاية المرحلة الأولى. كما أننا نسعى لإعادة ران غفيلي ونعمل على ذلك»، مؤكدًا أن حكومته تبذل جهودًا كبيرة في هذا الصدد «هنا وفي القاهرة وفي أماكن أخرى».
وعلى وقع الضغط الأمريكي بدا جليًا حرص رئيس الوزراء على التأكيد أن إسرائيل ستتصرف باستقلالية: «ستبقى سياستنا قوية، وهي سياسة مستقلة. نحن نقرّر الإجراءات، ونحن نحدّد الردود. نحن نقرّر ما يلزم لضمان أمن إسرائيل وأمن جنودها.»