تبادلت إسرائيل وحماس رفات عدد إضافي من الأسرى، لكن الحركة الفلسطينية تقول إن إسرائيل تخرق شروط اتفاق وقف إطلاق النار بعدم فتح معبر رفح الحيوي مع مصر، ما يعرقل حركة المرضى وإدخال المساعدات الإنسانية.
في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء أعيدت إلى إسرائيل جثتا أسيرين إضافيين، جندي ومدنٍي، وتم التعرف عليهما صباح الأربعاء على أنهما أرييه زلمانوفيتش (85 عاماً) والرقيب الأول تامير عدار (38 عاماً).
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمت في وقت سابق الرفات في غزة في عملية تسليم نظمتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس. وأفادت القوات الإسرائيلية بأن زلمانوفيتش توفي في الأسر في غزة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بينما قُتل عدار في قتال جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ونُقل جثمانه إلى القطاع.
ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار سلمت حماس حتى الآن رفات 15 أسيراً إسرائيلياً، ويتوقَّع تسليم نحو 13 مجموعة رفات إضافية، علماً أن الدمار الواسع في القطاع وسيطرة الجيش الإسرائيلي على أجزاء محددة من غزة أعاقا عمليات انتشال الجثث وإعاده الوصول إليها.
كما أطلقت حماس سراح 20 أسيراً حياً دفعة واحدة في بداية التهدئة.
في وقت سابق من الثلاثاء أعيد إلى غزة 15 جثة فلسطينية قُتلت أثناء احتجازها في السجون الإسرائيلية، ونُقلت إلى مجمع ناصر الطبي للتعرف عليها، بحسب مصدر طبي محلي. وبموجب الاتفاق أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي معتقل فلسطيني لا يزالون أحياءً من السجون الإسرائيلية، وتعهّدت أيضاً بتسليم رفات 360 فلسطينياً متوفى.
أشار فريق الطب الشرعي الذي استلم حوالى 45 جثة فلسطينية أُعِيدَت من قبل إسرائيل الأسبوع الماضي إلى أن بعض الجثث وصلت وهي مكبَّلة بالأصفاد وتظهر عليها علامات تعذيب وإيحاءات بإمكانية تنفيذ إعدامات ميدانية.
أوبي العبودي، المدير التنفيذي لمركز بيسان للدراسات والتنمية، قال إن الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل ينبغي اعتبارهم «رهائن» أيضاً. وأضاف من رام الله أن النظام بأكمله ينزع عن الفلسطينيين إنسانيتهم، وأن الحديث عن «السجناء الفلسطينيين» في الواقع يتعلق بضحايا محتجزين. وأوضح العبودي أن نحو 20 بالمئة من السكان الفلسطينيين تعرضوا للاعتقال أو الاحتجاز عبر العقود، وأن أوضاع السجون الإسرائيلية تدهورت بشكل حاد منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. «معظمهم محتجزون بلا مسار قانوني، بلا توجيه تهم، بناءً على أوامر عسكرية من قوة احتلال أجنبية»، قال العبودي.
معبر رفح ما زال مغلقاً
قال وفد من مسؤولي حماس المشاركين في مباحثات مع مسؤولين أتراك في قطر إن الحركة لا تزال ملتزمة بالاتفاق على وقف إطلاق النار رغم «الانتهاكات المتكررة» من جانب إسرائيل. وذكر ممثلون حماس أن إسرائيل تؤخر تنفيذ بنود الاتفاق برفضها فتح معبر رفح للسماح بسفر المرضى والمصابين ومنعها دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أبرز مجاهد محمد درويش، رئيس وفد حماس، «الحقوق الثابتة لشعبنا في تقرير المصير وحقهم في دولة مستقلة تكون القدس عاصمتها». وقد وقَّعت تركيا على الوثيقة الأميركية المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة والتي أعلنها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق هذا الشهر في شرم الشيخ المصرية.
استولى الجيش الإسرائيلي على معبر رفح في 7 مايو/أيار 2024 إثر اقتحام مدينة رفح في جنوب القطاع، حيث كان يقيم قرابة مليون شخص آنذاك، وظل المعبر مغلقاً منذ ذلك الحين. وصفت الأمم المتحدة المعبر، الذي يربط القطاع بمصر، بأنه أحد «شرياني» الوصول الإنساني. وطالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل بإعادة فتح معبر رفح في 24 مايو/أيار 2024 بعد طلب طارئ من جنوب أفريقيا، لكن المعبر بقي مغلقاً مع فتح محدود عبر معبر كرم أبو سالم المجاور.
عاد بعض سكان رفح إلى المدينة المدمرة بعد وقف إطلاق نار مؤقت بدأ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وشهد المعبر إعادة فتح مؤقتة لإجلاء حالات طبية في فبراير، قبل أن تصدر إسرائيل أوامر إخلاء قسرية جديدة لرفح في نهاية مارس. يظل المعبر مغلقاً لوصول المساعدات الإنسانية منذ مايو 2024، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.