منافِسة مادورو تُصَاب خلال هروب سري عبر مياه مضطربة إلى أوسلو لاستلام جائزة نوبل
نُشر في 16 ديسمبر 2025
قالت متحدثة باسم المعارضة الفنزويلية إن ماريا كورينا ماتشادو، صاحبة الدور البارز في صفوف المعارضين، أُصيبت أثناء عودتها السرية لاستلام جائزة نوبل للسلام الأسبوع الماضي.
أوضحت كلوديا ماسيرو في تصريحات متأخرة من مساء الاثنين أن زعيمة التيار اليميني انكسرت لديها إحدى فقرات العمود الفقري خلال رحلة بحرية شديدة التقلبات، كانت جزءاً من مسار محفوف بالمخاطر والسرّية للوصول إلى العاصمة النرويجية أوسلو لحضور حفل تسلم الجائزة.
ماتشادو كانت مختبئة منذ أن حظر عليه الترشّح في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية التي جرت في 24 يوليو؛ إذ كانت تخشى على حياتها من تهديدات نسبت إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
قالت ماسيرو لوكالة فرانس برس: “تم تأكيد كسر الفقرة”، وأضافت أنه لن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية خارج ما نشرته صحيفة أفتونبلادت النرويجية.
كانت الصحيفة قد نقلت في وقت سابق أن ماتشادو (58 عاماً) تعرضت للإصابة أثناء عبورها البحر في قارب صيد خشبي تعرّض لأمواج عالية.
وخضعت زعيمة المعارضة للفحص الطبي بواسطة أطباء في مستشفى جامعة أوسلو خلال تواجدها في المدينة.
هروب محفوف بالمخاطر
أفادت تقارير إعلامية في الولايات المتحدة أن رحلة هروب ماتشادو تضمنت تنكراً بقِبعة أو شعرة مستعارة، وسفرها من قرية صيد فنزويلية صغيرة على متن قارب خشبي إلى جزيرة كوراساو، قبل أن تستقل طائرة خاصة إلى النرويج.
وقالت ماتشادو إنها خافت على حياتها خلال الإبحار، وأن قوات أميركية متمركزة في البحر الكاريبي أُبلغت لتجنّب أي ضربة قد تستهدف القارب.
وتعرضت عدة قوارب مماثلة لهجمات في الأشهر الأخيرة في حملة تقول إدارة ترامب إنها تهدف إلى منع تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
واتهم مادورو واشنطن بالسعي لفرض تغيير نظامي للاستيلاء على احتياطيات النفط الكبيرة في فنزويلا.
كانت زعيمة حزب “فينتي فنزويلا” تحاول الوصول إلى الحفل الذي كان مقرراً أن تُقدَّم لها فيه جائزة نوبل للسلام، بعد أن أعلنها المجلس المختص فائزة في أكتوبر، مبرزاً دورها في حركة المعارضة ودعمها الثابت للديمقراطية.
“روح مكسورة”
رغم سرعتها في الرحلة، فشلت ماتشادو في الوصول إلى أوسلو في الوقت المناسب لحفل التسليم، فتسلّمت ابنتها الجائزة نيابةً عنها وألقت خطاباً هاجمت فيه مادورو وحذرت من ضرورة مواصلة النضال من أجل الديمقراطية.
وفي ساعات مبكرة من صباح الخميس، وبعد الحفل، حيّت ماتشادو من شرفة فندق في أوسلو أنصارها في أول ظهور علني لها منذ عام، بحسب تقارير وكالة فرانس برس.
وبالرغم من الإصابة، صعدت فوق حاجز لتلقي التحية على أنصارها خارج الفندق، وفقاً لما ورد.
قالت ماتشادو إن السلطات الفنزويلية كانت ستبذل كل ما في وسعها لمنع رحلتها إلى النرويج.
ظهرت على أنها كانت ستنافس مادورو في الاقتراع، لكن حظر عليه الترشّح حال دون ذلك، لتختفي بعد ذلك داخل فنزويلا خوفاً على حياتها أثناء بقاء مادورو في السلطة.
عند سؤاله عن إصابة ماتشادو، علّق الرئيس الفنزويلي بتقليل من شأن التقارير على التلفزيون يوم الاثنين: “تقول إنها كسرت فقرة”، وأضاف: “المكسور هو دماغها وروحها لأنها شيطانة — تكره فنزويلا”.