إضرابات حركة «فلسطين أكشن» عن الطعام — ما هي مطالبها؟ أخبار الصحّة

ستة سجناء محتجزين حالياً على ذمة التحقيق ومنسوب إليهم ارتباط بجماعة “فلسطين أكشن” المحظورة أعلنوا إضراباً عن الطعام، مما دفع مئات العاملين في القطاع الصحي بالمملكة المتحدة إلى التحذير من أن حياتهم في خطر فوري.

الادعاءات والظروف
تتهم السلطات الستة بالمشاركة في اقتحامات لمصنع فرعي لشركة إلبيت الإسرائيلية لصناعة الأسلحة قرب بريستول، وكذلك محيط قاعدة لسلاح الجو الملكي في أوكسفوردشاير العام الماضي، حيث طُليت طائرتان حربيتان بالطلاء الأحمر. جميع المتهمين ينفون التهم الموجهة إليهم، التي تتصل بتخريب ممتلكات ودخول غير مصرح به، وبعضهم معتقل منذ أكثر من عام في انتظار المحاكمة. اثنان من المضربين نُقلا إلى المستشفى الأسبوع الماضي، فيما أعرب أفراد عائلاتهم عن قلقهم إزاء ظروف الاحتجاز وعدم تحرك الحكومة.

ما هي مطالبهم؟
لدى المضربين خمسة مطالب رئيسية:
– إطلاق سراح بكفالة فورية.
– الحق في محاكمة عادلة، يتضمن ذلك بحسبهم الإفراج عن وثائق تتعلق بما وصفوه بـ«حملة مطاردة للنشطاء والدعاة».
– إنهاء الرقابة على اتصالاتهم.
– رفع تصنيف «فلسطين أكشن» كجماعة إرهابية (de‑proscribing).
– إغلاق مصانع شركة إلبيت في المملكة المتحدة.

كما يطالبون بانهاء الرقابة المزعومة داخل السجون، متهمين السلطات بحرمانهم من الرسائل والمكالمات والكتب.

المدة القانونية للاحتجاز والتحقيق
قوانين المملكة المتحدة تضع حدوداً صارمة لفترات الاحتجاز قبل المحاكمة لحماية المتهمين غير المدانين، والنص العام يقيد الاحتجاز المسبق عادة بستة أشهر. مع ذلك، بعض هؤلاء المعتقلين تجاوزت مدة احتجازهم العام دون محاكمة، أي ما يتجاوز الحد القانوني المنصوص عليه.

من هم المتهمون وما هي التهم؟
المضربون عن الطعام تتراوح أعمارهم بين 20 و31 سنة وهم: قيسر زهرة، أمو جيب، هبة مرايسي، تيوتا هوخا، كامران أحمد، بينما ليوي كياراميلو يخوض إضراباً جزئياً (يمتنع عن الطعام كل يومين) لكونه مصاباً بداء السكري. يُحتجزون في خمسة سجون مختلفة بتهم تتعلق باقتحامات لمقرات شركة إلبيت في فيلتون قرب بريستول حيث ألحق أضراراُ بمعدات، واقتحام قاعدة جوية في أوكسفوردشاير حيث طليت طائرتان بطبقة من الطلاء الأحمر. ينفون جميع التهم الموجهة إليهم، والتي تشمل السطو والاضطراب العنيف.

يقرأ  أكثر من ١٬٢٥٠ قتيلاً — ما أسباب الفياضانات الكارثية في آسيا؟

في يوليو أدرجت الحكومة «فلسطين أكشن» على قوائم الجماعات الإرهابية، التصنيف نفسه الذي يطبّق على منظمات مثل داعش، وتبع ذلك أكثر من 1600 اعتقال خلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت فرض الحظر، فيما تم الطعن على الحظر أمام المحاكم.

السياق السياسي والإنساني
ترى المجموعة المؤيدة للفلسطينيين أن الحكومة البريطانية متواطئة في ما تصفها بجرائم حرب إسرائيلية ارتُكبت في غزة. عدة منظمات حقوقية رأت أن أفعال إسرائيل في غزة تصل إلى حد الإبادة الجماعية، وخلص تحقيق للأمم المتحدة صدر في سبتمبر إلى وصف الحرب بأنها إبادة جماعية أيضاً.

لماذا يخوضون الإضراب؟
يقول المضربون إنهم متأثرون بشدة بحرب إسرائيل على غزة، ويعتبرون أن حصيلة القتلى—أكثر من 70 ألف—تشكل فشلاً أخلاقياً من قبل الحكومات الغربية. رغم التهدئة التي اتُفقت عليها في أكتوبر، تقول تقارير إن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 400 شخص في مئات الهجمات على القطاع المحاصر. يقدّم المضربون إضرابهم كتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يشعرون أن حكومات العالم تخلى عنه.

حالات صحية مقلقة
في تسجيل صوتي من داخل السجن، قال أمو جيب—الذي فقد أكثر من عشرة كيلوغرامات ويقع مؤشره الصحي تحت الحدود الطبيعية—معبراً عن أسفه لـ«مجتمع يسجن ضميره». تيوتا هوخا، التي وصلت إلى يومها الأربعين من الإضراب، تعاني من انخفاض ضغط الدم وصداع وضيق في الصدر وضيق نفس، وأبلغت شقيقتها رحمة (17 عاماً) وسائل الإعلام أن تيوتا تشعر بالضعف والغثيان وتتهيأ للموت. بحسب أنصارهم، اثنان من المعتقلين هم الأطول إضراباً وقد امتنعا عن الطعام لمدة 45 يوماً، ولم تنفِ الجهات الرسمية ذلك الادعاء.

الضغط الشعبي والسياسي والمتطلبات الطبية
أكثر من 20 ألف شخص وقعوا عريضة أطلقتها حملة آفااز تطالب وزير العدل ديفيد لامي بالتدخل، فيما حثّ أكثر من 50 نائباً وزير العدل على لقاء محامي المضربين. جون ماكدونيل، نائب حزب العمال، أعرب عن «قلق حقيقي» وطرح تساؤلات عن سبب عدم تدخل الحكومة لتفادي المخاطر الكبيرة.

يقرأ  أسبوع قمم يكشف: ترامب أقرب إلى موسكو منه إلى أوروبا — أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

في 18 ديسمبر، كتب أكثر من 800 طبيب إلى وزير العدل محذرين من أن «دون حل، ثمة امكانية حقيقية ومتزايدة أن يموت مواطنون بريطانيون شباب في السجون، من دون أن يُدانوا حتى بارتكاب جريمة». وطالب الموقّعون بتقييمات طبية مرتين يومياً، وفحوصات دم يومية، وتوفير تغطية طبية على مدار الساعة.

ردود إدارة السجون
متحدث باسم سجن بيتر بورو حيث تحتجز تيوتا هوخا قال إن جميع السجناء يديرون وفق سياسات وإجراءات الحكومة، مشدداً على تشجيع السجناء على تقديم شكاواهم مباشرة عبر القنوات المتاحة للتعامل مع مثل هذه المخاوف.

سابقات تاريخية
هناك سابقة بارزة لإضرابات عن الطعام في شمالي إيرلندا عام 1981 عندما نفّذ أعضاء بالجيش الجمهوري الإيرلندي إضراباً مطالبين بإعادة وضعهم السياسي الذي سحبته الحكومة البريطانية عام 1976. كانوا يرفضون أن يُعاملوا كسجناء جنائيين عاديين، معتبرين أفعالهم ذات طابع سياسي ضمن صراع أوسع يُعرف بـ«المشكلات» (The Troubles). قيادياً لهم كان بوبي ساندرز الذي انتُخب نائبا بينما كان في السجن وتوفّي بعد 66 يوماً؛ شجّع الإضراب الدعم القومي وصار حدثاً محورياً في الصراع، حيث توفي 12 من المضربين الجمهوريين آنذاك.

دعم من قدامى المضربين
بعض من شاركوا في إضرابات الجمهوريين الإيرلنديين السابقين قدموا دعماً لسجناء فلسطين أكشن اليوم: تومي مككيرني، الذي شارك في إضراب 1980 لمدة 53 يوماً، حضر تجمعاً في لندن أوائل ديسمبر تضامناً مع السجناء، كما حضرت بيرناديت ديفلن مكأليسكي، النائبة السابقة والناشطة البارزة.

أضف تعليق