جافين باتلر، لورا بيكر — غوانغدونغ؛ ومارتن ييب — هونغ كونغ
شاهد: إنقاذ أشخاص من نهر غمرته المياه بعد ضرب الاعصار الفائق راغاسا الفلبين
أجرت السلطات الصينية إخلاء مئات الآالف من السكان وأصدرت أوامر بإقفال المدارس وبعض المنشآت التجارية في عشر مدن على الأقل، مع اقتراب أعنف عاصفة هذا العام من سواحلها الجنوبية.
رفعت هونغ كونغ مستوى التحذير الإعصاري إلى «ثمانية» — أي على بعد درجتين فقط من الحد الأقصى — قبيل وصول الإعصار الفائق راغاسا.
من المتوقع أن تلامس العاصفة اليابسة في مقاطعة غوانغدونغ يوم الأربعاء، وقد تم إجلاء نحو 370,000 شخص حتى الآن، فيما تحذر السلطات من سيناريو «كارثي».
وصفت وكالة الأرصاد الجوية الصينية العاصفة بـ«ملك العواصف»، ويتوقع أن تتحرك نحو شمال فيتنام خلال الأيام المقبلة، ما قد يؤثر على حياة ملايين الأشخاص.
فرّمت رفوف السوبرماركت في هونغ كونغ من الخبز الطازج والخضروات واللحوم والنودلز السريعة، بينما استعد السكان للبقاء في منازلهم وتخزين المؤن.
أعلن مطار هونغ كونغ الدولي عن توقع «اضطرابات كبيرة في حركة الرحلات» اعتباراً من الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي وحتى اليوم التالي. ومن المتوقع إلغاء أكثر من 500 رحلة لكاثي باسيفيك، فيما أوقفت خطوط هونغ كونغ الجوية جميع مغادرات المدينة.
في مدن عدة بجنوب الصين، وضع أصحاب المحلات أكياس رمل أمام متاجرهم تحسباً لوصول العاصفة، بينما قلقت الساكنة في المناطق المنخفضة قرب الواجهة البحرية من موجات مدّ مرتفعة. كما قامت العديد من الأسر والمؤسسات بلصق نوافذها بالأشرطة البلاستيكية واللوحات خشبية أملاً في حمايتها من التحطم.
من المبكر تحديد مدى تأثير تغير المناخ على راغاسا تحديداً، لكن العلماء في الأمم المتحدة يشيرون إلى أن عالمًا أكثر دفئاً من المرجح أن يجعل الأعاصير والزوابع المدارية أقوى في المتوسط، مما يعني سرعات رياح أعلى وهطول أمطار أشد وخطرًا أكبر لفيضانات السواحل، رغم احتمال تناقص عدد الأعاصير في شرق وجنوب شرق آسيا مستقبلاً.
مرّ راغاسا فوق جزيرة تايوان خلال الليل تاركاً الجزيرة إلى حد كبير بدون أضرار جسيمة، مع تسجيل إصابة ستة أشخاص على الأقل وإلغاء أكثر من 100 رحلة دولية. كما اجتاحت العاصفة جزيرة نائية في شمال الفلبين يوم الاثنين، ما أسفر عن وفاة شخص واحد على الأقل وأدى إلى إجلاء آلاف العائلات قبل وصول العاصفة إلى اليابسة. أُغلقت المدارس والمرافق الحكومية في مناطق واسعة من البلاد، بما في ذلك العاصمة مانيلا.
تصنف العاصفة الفائقة راغاسا معادلة للإعصار من الفئة الخامسة، وسجلت هبات رياح بلغت سرعتها القصوى 285 كم/س (177 ميل/س)، وقد أثارت تحذيرات من فيضانات وموجات مدّ وانهيارات أرضية في أنحاء المنطقة هذا الأسبوع.
حذر إريك تشان، السكرتير التنفيذي لهونغ كونغ، من أن العاصفة «تمثل تهديداً خطيراً» للمدينة، مقارناً إياها مع إعصارين سابقين خلفا دماراً واسعاً. ففي 2018، يعدّ الإعصار الفائق مانغخوت أقوى عاصفة ضربت المدينة حتى تاريخه، حيث أصاب 200 شخص وأغرق سفناً وخرب بنى تحتية، وقدَّرت هيئة الأرصاد الخسائر الاقتصادية بنحو 4.6 مليار دولار هونغ كونغ (592 مليون دولار أميركي؛ 438 مليون جنيه إسترليني). وفي 2017 تسبّب الإعصار هاتو في فيضانات شديدة وإصابة أكثر من مئة شخص في المدينة.
تغطية إضافية: كيلي نج في سنغافورة ومارك بوينتينغ، مراسل الشؤون المناخية
طقس بي بي سي عن الاعصار راغاسا