أحدث الإعصار الفائق دماراً واسع النطاق في الفليبين بعد أيام قليلة فقط من إعصار آخر أودى بحياة 232 شخصاً.
تحرك إعصار «فونغ-وونغ» مبتعداً عن شمال غرب البلاد بعدما خَلَّف خلفه شريطاً من الخراب، وأسفر عن وفاة ما لا يقل عن عشرة أشخاص وتشريد نحو 1.4 مليون نسمة. الموجة المدارية القوية، المعروفة محلياً باسم «الإعصار الفائق أيوان»، كانت متوقعة أن تتجه الى الشمال الغربي نحو تايوان.
ضربت فونغ-وونغ الشمال بينما لا تزال الفلبين تنهض من الدمار الذي خلَّفه إعصار كالميجي الأسبوع الماضي، الذي أودى بحياة العشرات في المحافظات الوسطى في الرابع من نوفمبر قبل أن يجتاح فيتنام حيث لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم.
أفادت السلطات المعنية بعمليات الإغاثة ومسؤولون محليون بأن الوفايات العشر كانت نتيجة فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية وأسلاك كهربائية مكشوفة وانهيار منزل في محافظات بينها كاتاندوانيس وإيسترن سامار ونيفيا فيزكايا ومحافظة الجبال وإيفوغاو. من بين القتلى ثلاثة أطفال صدمتهم انهيارات أرضية منفصلة في مقاطعتي نيفيا فيزكايا، وأصيب أربعة آخرون، وفق بيان الشرطة. وفي كالنغا المجاورة قضى انهيار أرضي آخر على اثنين من سكان القرى بينما لا يزال اثنان مفقودين، حسب مسؤولين إقليميين.
هبت رياح عاتية وأمطرت بغزارة ما أدى إلى غمر 132 قرية على الأقل في الشمال، بعضها شهد احتجاز سكان على أسطح منازلهم مع ارتفاع منسوب المياه بسرعة. تضررت أكثر من 4100 مسكن، حسبما أعلن برناردو رافائيلّيتو أليخاندرو الرابع من مكتب الدفاع المدني ومسؤولون آخرون.
قال أليخاندرو: «رغم مرور الإعصار، لا تزال أمطاره تشكل خطراً في مناطق معينة في شمال لوزون، بما في ذلك العاصمة ميترو مانيلا. سننخرط اليوم في عمليات إنقاذ وإغاثة واستجابة للطوارئ.»
ضرب الإعصار الساحل الشمالي الشرقي لمقاطعة أورورا ليلة الأحد بصفته إعصاراً فائقاً سرعت رياحه المستمرة وصلت إلى نحو 185 كلم/س مع هبات بلغت 230 كلم/س. وضعف العاصفة أثناء اجتيازها سلاسل الجبال والسهول الزراعية في الشمال قبل أن تتجه بعيداً عن مقاطعة لا يونغ متجهة إلى بحر الصين الجنوبي، وفقاً لتوقعات الأرصاد الرسمية. بلغ عرض العاصفة نحو 1800 كلم.
نزح أكثر من 1.4 مليون شخص إلى ملاجئ طارئة أو إلى منازل أقارب قبل وصول الإعصار إلى اليابسة، وبقي نحو 240 ألفاً في مراكز إخلاء حتى يوم الثلاثاء.
أعلن رئيس الفلبين، فرديناند ماركوس جونيور، حالة الطوارئ يوم الخميس نظراً للدمار الواسع الذي خلفه كالميجي وللأضرار المتوقعة من فونغ-وونغ.
يُعزى تزايد وتيرة وشدة العواصف المدارية—المعروفة أحياناً بالأعاصير أو الأعاصير المدارية أو النَّوَاسم بحسب مكان حدوثها—جزئياً إلى ارتفاع حرارة المحيطات التي تزيد من بخار الماء والحرارة المتاحة للطاقة الجوية، وهو ما يعزّز الظواهر الاستثنائية.
يأتي ضُرَب الإعصارين الفائقين خلال أسبوع واحد في وقت يتجمع فيه ممثلون عن حكومات العالم في مدينة بليم البرازيلية للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الـ30 (COP30). كثير من الدول التي تواجه أسوأ آثار تغير المناخ، مثل الفلبين، هي من بين الأقل مساهمة في انبعاثات الوقود الأحفوري، وتطالب الآن الدول المسؤولة—التي ما تزال تقدم نحو تريليون دولار سنوياً كدعم للوقود الأحفوري—بالمساهمة في تكاليف الاستجابة لكوارث المناخ.