إلى أين قد تنتهي جواهر متحف اللوفر المسروقة؟ وهل سيُلقى القبض على اللصوص؟ — أخبار الجريمة

أُعيد فتح متحف اللوفر في باريس أمام الزوار يوم الأربعاء، بعد إغلاق استمر ثلاثة أيام إثر سرقة جواهر أثارت استنفار السلطات.

وقعت السرقة في 19 تشرين الأول/أكتوبر، حين اقتحم عصابة من اللصوص المتحف الأيقوني في عاصمة فرنسا وسرقت ثمانية قطع مجوهرات تعود لعصر نابليون، تحتوي على أحجار كريمة ثمينة. اللصوص لا يزالون طلقاء والمجوهرات لم تُعثر بعد.

ملخص الحادث وطريقة التنفيذ
في الساعة 9:30 صباحًا (07:30 ت.غ)، صعدت مجموعة من اللصوص إلى الطابق الثاني لمعرض غاليري دابولون (قاعة أبولو) بواسطة سلم مُركَّب على شاحنة، ثم استخدموا مطرقة قطع زاويّة لكسر نافذة تتيح الوصول إلى مجوهرات التاج الفرنسية. جرت السرقة بعد نحو نصف ساعة من فتح المتحف للجمهور.

القطع المسروقة كانت:
– تاج من طقم مجوهرات الملكة ماري-أميلي والملكة هورتنس
– عقد من طقم الأحجار الياقوتية نفسه
– قرط واحد من طقم الياقوت
– عقد زمردي من طقم الإمبراطورة ماري-لويز
– زوج أقراط زمردية من طقم ماري-لويز
– بروش معروف باسم «بروش الأثَر» أو «الريليكوارِي»
– تاج الإمبراطورة أوجيني
– بروش كبير للإمبراطورة أوجيني

كما سرق اللصوص قطعة تاسعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني أيضاً، لكن الوزارة الفرنسية للداخلية أفادت بأنه عُثر عليه بالقرب من مكان الحادث، ويُعتقد أن اللصوص أسقطوه أثناء الفرار.

القيمة التقديرية والخسائر
قُدِّرَت قيمة المسروقات بنحو 88 مليون يورو (حوالي 102 مليون دولار)، وفق ما صرّحت به المدعية العامة لباريس لور بيكو لراديو RTL. وأضافت أن الخسارة مادية واقتصادية، «لكنها لا تُقارن بالضرر التاريخي والثقافي الناجم عن هذه السرقة».

لماذا تختلف هذه السرقة عن سرقات سابقة؟
اللوفر تعرَّض لسرقات أخرى من قبل، لكن تلك الحالات كانت غالبًا سرقات لوحات فنية (مثل سرقة الموناليزا عام 1911) لا سرقات مجوهرات. السرقة التي تطال مجوهرات تُعدّ مختلفة جوهريًا لأن للأحجار والمعادن قيمة داخلية عالية؛ حتى إذا قُطِّعت القطع وبيعت مكوّناتها، تظل قيمتها كبيرة، على عكس لوحة فنية قد تُفقد قيمتها بمجرد فصلها عن أصلها.

يقرأ  لماذا وُجّهت لائحة اتهام إلى المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيشيا جيمس؟أخبار دونالد ترامب

أين قد تكون المجوهرات الآن؟
يرجح بعض الخبراء أنها ما تزال داخل فرنسا. من الممكن أن تُعرض للبيع في السوق السوداء، لكن ذلك سيخفض قيمتها كثيرًا بسبب مخاطرة الاحتفاظ بها وبيعها. الخبير الهولندي آرثر براند قدّر أن الأسعار في السوق السوداء قد تتراوح بين 10% و30% من السعر الحقيقي، أي أن قطعًا قيمتها بنحو 102 مليون دولار قد تُباع بما يتراوح بين 10.2 و30.6 مليون دولار.

خيارات أخرى أمام اللصوص تشمل إعادة قطع الأحجار وإعادة تشكيلها بحيث يصبح تتبُّعها صعبًا، لكن هذه العملية تقلل أيضاً من قيمتها، خصوصًا إذا جرى تقليص حجم الألماس أو تغيير شكله. كما ذُكر أن أسواقًا مثل أنتويرب (بلجيكا) أو دولًا مثل الهند وإسرائيل ودبي قد تكون وجهات محتملة لبيع مثل هذه القطع، إذ قد لا يبالِ بعض المشترين بأصولها.

إمكانية استرداد المسروقات وإلقاء القبض على الجناة
يتوقع بعض الخبراء أن اللصوص سيُقبض عليهم في نهاية المطاف؛ نسبة استرداد المجوهرات تظل مرتبطة بمدة توقيف المتهمين. كلما طال الوقت ازداد احتمال أن تُعاد تشكيل الأحجار وتُفقد إمكانية استعادتها كما كانت.

وكلفت النيابة العامة وحدة مكافحة العصابات (Brigade de Répression du Banditisme) في باريس، وهي وحدة متخصّصة في التعامل مع سرقات رفيعة المستوى، بالتحقيق. ضابط شرطة سابق في الوحدة أعرب عن ثقته التامة بأن الجناة سيتم القبض عليهم، مشيرًا إلى خبرة الوحدة في قضايا كبرى سابقة. كما سيُعاد استعراض تسجيلات كاميرات المراقبة لأيامٍ وأسابيع سابقة لتحديد أشخاص مشبوهين تحرّكوا في محيط المتحف.

التوقيت حاسم؛ فلو أُعيد قطع الأحجار إلى أشكالٍ جديدة فستصبح استعادتها بنسقها التاريخي أمراً مستحيلًا حتى لو قُبض على المشتبه بهم.

سياق أوسع: سرقات متزايدة في أوروبا
تأتي سرقة اللوفر وسط موجة حديثة من سرقات المجوهرات من متاحف أوروبية. من بين الحوادث الأخيرة:
– سبتمبر 2025 (30 سبتمبر): اعتُقلت امرأة صينية تبلغ من العمر 24 عامًا في برشلونة بعدما سرقت ستة سبائك ذهب من متحف التاريخ الطبيعي في باريس، بلغت قيمتها نحو 1.5 مليون يورو (≈1.74 مليون دولار). أُوقفت أثناء محاولتها التخلص من ذهب مذاب — ولم يتضح بعد من قام بعملية الإذابة.

يقرأ  ٣٦ نشاطًا ممتعًا لتدريب الأطفال على الحروف الأبجدية بسهولة

المتحف أعاد فتح أبوابه للزوار في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وسط تحقيقات مستمرة وبجهود لتعزيز حماية التراث الثقافي الوطني. تعطلت أنظمة الإنذار والأمن في المتحف نتيجة هجوم إلكتروني، غير أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان اللصوص هم من قاموا بهذا الهجوم أم كانت السرقة فعلًا انتهازياً.

يناير 2025 — متحف درينتس، هولندا
في أواخر يناير، سرق لصوص أربعة قطع أثرية من متحف درنتس في مدينة آسّن بشمال شرق هولندا، من بينها ثلاث أساور ذهبية وخوذة ذهبية يُقدر عمرها بنحو 2500 سنة. كانت هذه القطع جزءًا من معرض عن الداقيين، وهم مجتمع قديم عاش في المنطقة التي تُعرف اليوم برومانيا.

في أواخر يوليو، أعلنت النيابة العامة الهولندية (PPS) أن التحقيق في السطو قد اختُتم وأن ثلاثة مشتبه فيهم تم تحديدهم. أفادت وسائل الإعلام الهولندية بأن المشتبه فيهم قد اعتُقلوا ووجّهت إليهم تهم رسمية، وكانت جلستهم الأخيرة في 16 أكتوبر أمام محكمة في آسّن. لم تكشف النيابة عن مكان وجود القطع المسروقة. وفي تحديث صدر في 9 مايو قالت النيابة إنها تعتقد أنه لم يتم إذابة هذه القطع وأن المشتبه فيهم الرئيسيين ما زالوا بحوزتها. «لا توجد في الوقت الحالي معلومات تشير إلى وجود عميل خارجي وراء السرقة»، بحسب بيان النيابة.

مايو 2024 — متحف إيلي، المملكة المتحدة
في 7 مايو، سُرقت طوق ذهبي وسوار ذهبي يعودان إلى العصر البرونزي من متحف إيلي بمقاطعة كامبريدجشاير في المملكة المتحدة. في وقت لاحق من الشهر ذاته عرضت جمعية خيرية مستقلة تدعى كرايمستوبرز مكافأة قدرها 5000 جنيه إسترليني (نحو 6,671 دولارًا) مقابل أي معلومات تُفضي إلى إدانة اللصوص. لا تزال هناك قلة من التحديثات حول ما إذا تم القبض على المشتبه فيهم أو استُعيدت القطع المسروقة.

يقرأ  اشتباكات في ملبورن إثر تجمع آلاف المعادين للهجرة— أخبار العنصرية

نوفمبر 2022 — متحف السلت والروماني، ألمانيا
سرق لصوص 483 قطعة من العملات الذهبية القديمة من متحف السلت والروماني في مانشينغ بمقاطعة بافاريا. قدّر مسؤول قيمة هذه العملات بحوالي 1.7 مليون دولار، بحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز آنذاك. في يوليو من هذا العام حُكم على ثلاثة رجال بتهمة السرقة وسُجنوا لمدة تصل إلى 11 عامًا، لكن معظم العملات المسروقة لم تُسترد بعد. وخلال توقيف أحد المشتبه فيهم عُثر على كتل من الذهب، ما يوحي بأن بعض هذه العملات أو كلها قد تكون قد ذُيبت.

أضف تعليق