تقرير توضيحي
ما لا يقل عن 80 ألف شخص مشردين مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر
نُشر في 6 نوفمبر 2025
تتصاعد موجات النزوح في غرب السودان، حيث يفرّ الآلاف من الفاشر والقرى المحيطة بها في شمال دارفور بحثًا عن ملاذ آمن. تقدر منظمة الهجرة الدولية حتى يوم الثلاثاء أن 81,817 شخصًا نزحوا من المنطقة — أغلبهم سيرًا على الأقدام — منذ استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر، ما أنهى حصارًا دام 18 شهرًا وأدى إلى طرد الجيش السوداني.
العديد من النازحين لجأوا داخليًا إلى مناطق مختلفة داخل الفاشر وإلى بلدة طويلة المجاورة. ثمة خشية حقيقية من أن تكون أعداد القتلى داخل المدينة بالآلاف منذ سيطرة الدعم السريع.
أكدت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية روايات متعددة من ناجين تفيد بأن مقاتلي الدعم السريع ارتكبوا عمليات إعدام جماعية وتعذيبًا واغتصابًا وإساءة جنسية، كما احتجزوا أشخاصًا للمطالبة بفداء. يتوسع شبح الجوع بينما تتصاعد حالات الإصابة بالكوليرا وأمراض قاتلة أخرى.
أكثر من 9.5 مليون نازح داخليًا
تواجه السودان، حسب الأمم المتحدة، أكبر أزمة إنسانية ونزوح داخلي في العالم، بأكثر من 9.5 مليون نازح داخل البلاد موزعين على 10,929 موقعًا في 185 محلية تغطي الولايات الـ18.
تتركز أعداد النازحين في دارفور الجنوبي (حوالي 1.84 مليون)، ودارفور الشمالي (حوالي 1.75 مليون)، ووسط دارفور (نحو 978 ألفًا). أكثر من نصف النازحين — نحو 51% — هم أطفال دون سن 18 عامًا.
اندلعت الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، واتهم كلا الطرفين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما تورطت قوات الدعم السريع في فظائع بدارفور وصفتها الأمم المتحدة بأنها قد ترقى إلى مستوى إبادة جماعية.
حتى قبل اندلاع النزاع الحالي، قدّرت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 2.32 مليون شخص قد نزحوا بالفعل داخل السودان، أغلبهم في دارفور نتيجة سنوات من الصراع والأزمات المناخية. ومنذ أبريل 2023، نزح داخليًا نحو 7.25 مليون شخص إضافي، بينهم نحو 2.7 مليون من ولاية الخرطوم وحوالي 2 مليون من دارفور الجنوبي ورقم مماثل من دارفور الشمالي. أدى ذلك إلى تشريدد واسع النطاق وعواقب إنسانية قاتمة.
أكثر من 4.3 مليون لاجئ
بجانب 9.58 مليون نازح داخليًا، فرّ نحو 4.34 مليون شخص إلى دول الجوار كلاجئين، ليصل إجمالي المشردين المرتبطين بالنزاع إلى نحو 14 مليون شخص — أي أكثر من ربع سكان البلاد البالغ عددهم نحو 51 مليونًا.
اتجه معظم الفارّين إلى مصر (حوالي 1.5 مليون)، وجنوب السودان (حوالي 1.25 مليون)، وتشاد (حوالي 1.2 مليون). ومن بين الذين غادروا، يُقدَّر أن نحو 70% منهم سودانيون بينما يشكل غير السودانيين حوالي 30%.