ظهرت لقطات جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وهو يسخر من أبرز سجين فلسطيني، مروان برغوثي، داخل زنزانته.
أدانت السلطة الفلسطينية الفيديو، ووصف نائب رئيسها حسين الشيخ المشهد بأنه «قمة الإرهاب النفسي والأخلاقي والجسدي».
امتد المقطع الذي نُشر طوله ثلاث عشرة ثانية، وهو أول ظهور علني لبرغوثي منذ سنوات؛ بدا فيه شاحباً ونحيفاً ومسنّاً.
في المقطع، يقول وزير الأمن القومي بن غفير لبرغوثي: «لن تنتصر. مَن يعبث بشعب إسرائيل، مَن يقتل أطفالنا، مَن يقتل نساءنا، سنقضى عليه». وحين حاول برغوثي أن يقتحم الكلام، أضاف بن غفير: «عليك أن تعرف هذا عبر التاريخ».
برغوثي (66 عاماً) سُجنته اسرائيل قبل أكثر من عشرين عاماً بعدما دانته بتدبير هجمات أودت بحياة خمسة مدنيين. يقضي حالياً خمس أحكام مؤبدة إضافة إلى أربعين عاماً.
أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن برغوثي ما يزال القائد الفلسطيني الأكثر شعبية، وأن الفلسطينيين سيمنحونه أصواتهم في انتخابات رئاسية متقدماً على محمود عباس وقادة حماس.
يحتفظ برغوثي بمكانة قيادية داخل حركة فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، وقد كان مستهدَفاً من قبل اسرائيل لدوره القيادي في الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000–2005).
سرّب المقطع في البداية إلى مجموعات مؤيدي بن غفير على تطبيقات التراسل يوم الخميس، ثم أُعيد نشره لاحقاً على حسابه على منصة X.
قال الوزير إنه بعد قراءة ردود فعل «مسؤولين رفيعي المستوى» في السلطة الذين لم يعجبهم ما قاله، فإنه «سيكرره مراراً وتكراراً من دون اعتذار».
تقول منظمات حقوق الأسرى الفلسطينية إن برغوثي وضع في العزل الانفرادي منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حماس، وإنها اتهمت العام الماضي الحراس بـ«تعريضه لاعتداءات وحشية» داخل زنزانته، وهو ما نفته مصلحة السجون الإسرائيلية.
ردّاً على المقطع الجديد، اتهم رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبدالله الزغاري إسرائيل بأنها تسعى «للقضاء عليه واغتيال القيادات المأسورة في سجونها».
يُعتقد أن برغوثي من بين الأسرى الذين سعت حماس إلى الإفراج عنهم كجزء من صفقة لتبادل الحرائر والمحتجزين، غير أن احتمال إطلاق سراحه من قبل اسرائيل يبدو ضئيلاً للغاية.
في المقطع، يُرى برغوثي، الذي يتقن العبرية، وهو يومئ محاولاً التدخل بالكلام، لكن المقطع القصير ينتهي قبل أن يتمكن من ذلك.
أوصت زوجته فدوى بأن يُقتصر تداول الفيديو على لقطة واحدة اعتبرتها تعكس قوته.
ينظر كثير من الفلسطينيين إلى برغوثي على أنه القائد القادر على توحيد الفصائل المختلفة والتفاوض على سلام قابل للنجاح مع اسرائيل.