إيرلندا تختار رئيساً جديداً — استطلاعات الرأي تُشير إلى فوز مرشح مؤيّد للقضية الفلسطينية

ينتخب الناخبون في أيرلندا رئيساً جديداً، وتشير استطلاعات الرأي إلى فوز مرشحة مستقلة يسارية، كاثرين كونولي، التي تعرضت حملتها لزلزال في اللحظة الأخيرة بعد انتشار فيديو مزيف عميق (deepfake) يزعم انسحابها من السباق.

يغلق الاقتراع يوم الجمعة عند الساعة العاشرة مساءً (21:00 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع إعلان النتائج مساء السبت. تتنافس كونولي مع هيذر هامفريز من حزب فاين غيل المحافظ المعتدل على منصب إلى حد كبير شرفي، ارتفعت أهميته خلال فترة تولي الرئيس الحالي مايكل دي هيغينز.

حملة كونولي، المدعومة من أحزاب يسارية بينها سين فين، لاقت رواجاً خاصاً بين الشباب الذين يرحبون بتصريحها أن إعادة توحيد أيرلندا الشمالية “أمر محسوم”، وبموقفها القوي المؤيد لفلسطين، وبالتزامها بالعدالة الاجتماعية، وانتقادها لتزايد «عسكرة» الاتحاد الأوروبي. كما جذبت مؤسسات ناشطة وشباباً مهتماً بالعمل السياسي إلى صفوفها.

لا يزال مرشح ثالث، جيم غافن عن حزب فيانا فايل، مدرجاً على أوراق الاقتراع رغم انسحابه من السباق في وقت سابق هذا الشهر إثر فضيحة تتعلق بدفع إيجار خاص، ما أثار استياء النقاد الذين يشكون من قلة الخيارات في سباق أحادي الطموح تقريباً.

كونولي، البالغة 68 عاماً، محامية وعضو في البرلمان منذ 2016، برزت كمرشحة متقدمة بعد انسحاب غافن. ورغم ظهور الفيديو العميق يوم الثلاثاء الذي عرض نسخة مولدة بالذكاء الاصطناعي تُعلن انسحابها في نشرة أخبار مفبركة على قناة آر تي إي، ما زالت تتقدم في الاستطلاعات.

ذكرت صحيفة ذي آيريش تايمز أن كونولي استمالت صوت الشباب أيضاً من خلال احتضانها للغة الأيرلندية في سياق نهضة ثقافية دفعتها أفلام مثل الفتاة الهادئة (An Cailín Ciúin) وفرق موسيقية مثل كنيكاب من أيرلندا الشمالية، التي تغني بالأيرلندية ولجأت إلى منصة إكس لحث أنصارها في الجنوب على دعم المرشحة.

يقرأ  ناسا تستعد لإرسال بعثة مأهولة إلى القمر بحلول فبراير ٢٠٢٦— أخبار الفضاء

هيذر هامفريز، 64 عاماً، عن فاين غيل، قضت أكثر من عقد في الحكومة وتولت مناصب وزارية عدة كانت مسؤولة فيها عن شؤون الفنون والتراث والأعمال والتنمية الريفية. تؤكد أنها مرشحة منفتحة على الأعمال وموالية للاتحاد الأوروبي.

ترعرعت هامفريز في بيئة PRESbyterian في بلد ذي أغلبية كاثوليكية، وقالت إنها ستسعى إلى الوحدة و«بناء جسور» مع مجتمعات أيرلندا الشمالية، التي تبقى جزءاً من المملكة المتحدة وتتميز بوجود تعداد بروتستانتي كبير. يقول مؤيدوها إن روابطها الشخصية مع البروتستانت في الشمال تزيد من احتمال تحقيق اتحاد أيرلندا.

بينما شددت هامفريز على سنوات خبرتها في الحكم، انتقدتها كونولي ووصفتها بأنها «المزيد من الشيء نفسه»، مشيرة إلى مواءمتها مع توجهات الحكومات الأخيرة.

لا يمتلك منصب الرئاسة سلطة تشريعية أو تنفيذية لتشكيل القوانين والسياسات، لكن مايكل دي هيغينز وسع حدود الأعراف التقليدية للمنصب في عدة مجالات، متجاوزاً نطاق السياسة الحكومية الرسمية في مواقف ذات تأثير رمزي وسياسي.

قال هيغينز إن اتهامات معاداة السامية بحق من ينتقدون سياسات إسرائيل في حرب غزة تُعد «افتراءً على أيرلندا»، واقترح استبعاد إسرائيل والدول التي تزودها بالأسلحة من الأمم المتحدة.

كانت أيرلندا وإسبانيا من أقوى الأصوات المؤيدة لفلسطين داخل الاتحاد الأوروبي، في حين وقفت ألمانيا والمجر بقوة إلى جانب إسرائيل خلال ما وصفته تقارير واسعة النطاق بأنه حرب إبادة في غزة.

أضف تعليق