إير كندا تعلق خطط استئناف التشغيل بعد رفض نقابة مضيفي الطيران أمر العودة إلى العمل

مأزق المفاوضات يعرقل استئناف رحلات “إير كندا”

أعلنت شركة إير كندا تعليق محاولتها استئناف العمليات يوم الأحد بعد أن أعلن الاتحاد الذي يمثّل عشرة آلاف مضيفة ومضيف طيران عزمه تحدّي أمر العودة إلى العمل.

أثّر الإضراب بالفعل على نحو 130 ألف مسافر يومياً حول العالم خلال ذروة موسم السفر الصيفي، ما دفع الحكومة إلى التدخّل وإحالة النزاع إلى مجلس العلاقات الصناعية الكندي الذي أصدر أمراً بعودة العاملين إلى العمل بحلول الثانية بعد الظهر يوم الأحد. ورغم إعلان الشركة سابقاً عن نية استئناف رحلاتها مساء الأحد، قالت لاحقاً إنها ستؤجّل الاستئناف حتى مساء الاثنين.

وصفت إير كندا في بيان قرار اتحاد المضيفين بأنه توجيه غير قانوني لأعضائه لرفض أمر مجلس العلاقات الصناعية. من جهته، يؤكد الاتحاد أن أفراده سيواصلون مقاطعة العمل حتى تُستمع مطالبهم، معتبراً أن أمر العودة إلى العمل يخرق الدستور.

في مطار فانكوفر الدولي شهدت الساحة أمام صالات المغادرة مسيرات واعتصامات احتجاجية شارك فيها عمال الشركة، فيما قال مارك هانكوك، رئيس الاتحاد الكندي للموظفين العموميين (CUPE)، خارج مطار بيرسون الدولي في تورونتو: «أعضاؤنا لن يعودوا إلى العمل. نقول لا». ومزّق هانكوك نسخة من أمر العودة إلى العمل أمام صالة المغادرة، معلناً أن الرفض سيستمر ولا عودة حتى يوم الثلاثاء كذلك. وهتف المضيفون والمضيفات أمام بيرسون عبارة «لا تلوموني، لوموا إير كندا».

وأوضحت جينيفر كوزيلج، المتحدثة باسم وزيرة الوظائف الفدرالية باتي هاجدو، في بيان عبر البريد الإلكتروني أن الوزيرة تتابع الوضع عن كثب، وأن مجلس العلاقات الصناعية الكندي جهة قضائية مستقلة.

المفاوضات على العقد في طريق مسدود

أمَرَت هاجدو، بعد أقل من اثنتي عشرة ساعة من انطلاق الإضراب، بعودة عشرة آلاف موظف إلى العمل، مجددة التأكيد أن الوقت غير مناسب للمخاطرة بالاقتصاد ومذكرة بالرسوم الجمركية غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة على كندا. وقد أحالت هاجدو التوقّف عن العمل إلى مجلس العلاقات الصناعية.

يقرأ  الدعوة إلى التفكير الناقد في ظلّ التوترات الاجتماعية— تيتش ثوت

وأفادّت الشركة بأن المجلس مدّد سريان الاتفاق الجماعي الحالي إلى أن تُحدّد بنوده هيئة التحكيم. وتفاقم الخلاف التعاقدي يوم الجمعة بعد أن رفض الاتحاد طلب إير كندا الدخول في تحكيم بتوجيه حكومي، وهو إجراء يسمح لوسيط طرف ثالث بتحديد شروط عقد جديد.

ورغم تصريحات هاجدو بأن حكومتها الليبرالية ليست معادية للنقابات، اعتبرت أن الطرفين وصلَا إلى طريق مسدود في المفاوْضات.

تداعيات للمسافرين وعروض بديلة

قالت إير كندا إن المسافرين المتضررين ستكون لديهم الحق في طلب استرداد كامل عبر موقع الشركة أو تطبيقها، وإنها ستسعى عند الإمكان إلى توفير بدائل سفر عبر شركات كندية وأجنبية أخرى، لكنها حذّرت من عدم قدرتها على ضمان إعادة حجز فورية لأن رحلات الناقلين الآخرين ممتلئة بسبب ذروة السفر الصيفية.

ظلّت المفاوضات بين إير كندا والاتحاد مستمرة منذ نحو ثمانية أشهر دون التوصل إلى اتفاق مبدئي. وتباعد الموقفان خصوصاً في مسألة الأجور والعمل غير المدفوع الذي يقوم به المضيفون والمضيفات عندما تكون الطائرات على الأرض. وقد تضمّنت آخر عروض الشركة زيادة بنسبة 38% في إجمالي التعويضات—including الفوائد والمعاشات—خلال أربعة أعوام، ووصفتها الشركة بأنها كانت ستجعل مضيفيها من أفضل الموظفين أجراً في كندا. إلا أن الاتحاد رفض العرض، مشيراً إلى أن الزيادة المقترحة بنسبة 8% في السنة الأولى لا تكفي لمواجهة الضغوط التضخمية.

أضف تعليق